اختتم عضواللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني المكلف بالصحافة والاتصال السيد لي شانغتشون، أمس، زيارة العمل التي قام بها إلى الجزائر والتي تميزت بالتوقيع على العديد من اتفاقات التعاون بين الجزائر والصين· ووقع البلدان خلال زيارة السيد تشانغتشون إلى الجزائر على ستة اتفاقات تعاون في الميادين الاقتصادية والتقنية وفي قطاع الأشغال العمومية والاستعمالات السلمية للطاقة النووية· وألح السيد تشانغتشون خلال زيارته على ضرورة تعزيز التعاون الجزائري الصيني في جميع المجالات، مشيرا إلى علاقات الصداقة العريقة التي تربط الجزائر والصين وشعبيهما· وأكد السيد تشانغتشون خلال لقاء جمعه مع جزائريين استفادوا من تكوين في الصين على ضرورة "تعزيز" التعاون الجزائري الصيني في مجال الموارد البشرية من خلال رفع عدد المنح الدراسة والتكوين في الصين لفائدة جزائريين· وأكد من جهة أخرى على دعم بلده لانضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة "في أقرب وقت ممكن"· وحظي السيد تشانغتشون خلال إقامته في الجزائر باستقبال من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكذا من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري· كما أجرى محادثات مع رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم· وكان في توديع السيد تشانغتشون بمطار هواري بومدين أثناء مغادرته الجزائر السيد عبد العزيز بلخادم· وكان كل من السيدين عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والسيد لي شانغتشون أكدا أن الجزائر والصين مرتا بمراحل تاريخية متشابهة· وقال السيد بلخادم في كلمة ألقاها أمام ضيفه والوفد المرافق له بمقر الحزب بالجزائر العاصمة بأن كلا من الجزائر والصين مرتا بتحولات مهمة ومتشابهة في مسارهما الاقتصادي من الاقتصاد المخطط الممركز إلى اقتصاد السوق المنفتح، معربا في ذات الوقت عن أمله في أن "تستفيد الجزائر من التجربة الصينية الرائدة"· وذكر السيد بلخادم في السياق بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدان والحزبان اللذان يحتفلان بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات بينهما معبرا عن أمله في تعزيز العلاقات بين الحزبين وتقويتها أكثر· وبعد محادثات جمعت السيد بلخادم بضيفه السيد لي شانغشون على انفراد دعا السيد بلخادم ضيفه إلى تقديم محاضرة أمام أعضاء قيادة حزب جبهة التحرير الوطني ووزراء الحزب في الحكومة تطرق فيها إلى المراحل التاريخية الهامة للحزب الشيوعي الصيني الذي تأسس في 1921 · وتركزت محاضرة السيد لي شانغتشون حول النجاح الذي حققه حزبه في قيادة الصين لتصل إلى أن تكون رابع قطب عالمي بتحقيقها لنسبة نمو تصل إلى 6ر9 بالمائة سنويا خلال الثلاثين سنة الماضية بدون انقطاع· كما تطرق السيد لي شانغتشون بإسهاب إلى مختلف الانجازات التي قادها حزبه لإخراج الصين من الفقر والتخلف وجعلها ثالث أكبر دولة من ناحية التبادلات التجارية وأول دولة في العالم من حيث احتياطي العملة الصعبة وهذا كما قال بفضل تطبيق" الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"· كما تطرق ضيف "الأفالان" إلى المجهود الكبير الذي قام به حزبه للتوفيق بين البناء الإيديولوجي والتنظيمي للحزب والبناء الاقتصادي للصين من خلال الإصلاح والانفتاح على الخارج وتحرير المبادرة الفردية مع التحكم في تسيير المؤسسة العمومية· وشرح السيد لي شانغتشون أمام قيادة حزب جبهة التحرير الوطني مطولا كيف توصل حزبه خلال 30 سنة الماضية إلى " صيننة " الماركسية والتوفيق بينها وبين التمسك بالإصلاح والانفتاح واحترام روح المبادرة الفردية كل هذا في ظل إصلاح البنية الاقتصادية والبناء الفوقوي للدولة الصينية· وفي الأخير قدم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جملة من الهدايا إلى ضيفه الصيني والوفد المرافق له· وكان السيد تشانغتشون قد حل يوم السبت المنصرم بالجزائر في زيارة عمل دامت ثلاثة أيام في إطار تعميق التعاون الثنائي في شتى المجالات·