ذكر قائد القوات البحرية الوطنية اللواء مالك نسيب بأن الجزائر مطالبة بتبني استراتيجية سلامة وأمن بحريين تعطي الأولوية للمراقبة في الأعماق ومن خلال رد الفعل بما في ذلك التعاون مع أمم أخرى'' لمواجهة الأخطار المتعددة الأشكال التي تمثلها اليوم الفضاءات البحرية في العالم. وقال اللواء نسيب خلال افتتاح ملتقى وطني أول أمس بالجزائر حول هذا الموضوع بالمدرسة العليا البحرية بتمنتفوست بحضور ممثلين عن الجيش الوطني الشعبي ومن وزارات على علاقة وثيقة بهذا الموضوع أن الهدف من هذه التظاهرة يتمثل في تقييم الفضاء البحري الذي يقع تحت المسؤولية الوطنية خاصة الجوانب المتعلقة بالسلامة والأمن في عرض البحر والقادمة من البحر. كما أشار إلى أن الفضاء البحري الوطني يعرف حركة كثيفة خاصة فيما يخص نقل المحروقات، مضيفا أن كثافة هذه الحركة ينجم عنها أشكال مختلفة من الأخطار والتهديدات لمصالحنا الوطنية في البحر. وأضاف اللواء انه حرصا على تنسيق وتكاملية التدخلات لذا فمن الضروري على القوات البحرية العمل بالتعاون الوثيق مع مختلف الدوائر الوزارية وحتى من خلال التعاون الدولي. كما أكد قائد القوات البحرية على انه في عالم أصبح بالتدريج معولما فإن مفاهيم الأخطار والتهديدات وبشكل اكبر السلامة والأمن البحريين قد عرفت تطورا كبيرا. وأردف يقول انه علاوة على المشاكل التقليدية أضيفت مشاكل شائكة أخرى تتعلق بتدفق المهاجرين غير الشرعيين وأخطار الإرهاب والتجارة غير المشروعة والأخطار البيئية خاصة التلوث وكذا القرصنة البحرية وتأمين الطرق البحرية للتموينات فضلا عن كل أشكال الانتشار. في هذا الصدد ذكر اللواء نسيب أن هذه النشاطات غير المشروعة قد أعدت في غالب الأحيان وتجسدت كعمليات عسكرية من قبل منظمات مافياوية قوية عابرة للأوطان. كما ابرز أن جميع النقاط المذكورة آنفا لديها رابط مشترك بما أنها تتعدى الحدود مهما كانت بحرية أوبرية وبذلك فقد أكد على ضرورة إجراء مقاربة تشاورية ومدمجة في مجال الأمن. وتابع قائد القوات البحرية يقول أن البحر المتوسط أصبح اليوم وربما أكثر من أي وقت مضى عرضة لاضطرابات تؤدي إلى هشاشته وفي أحيان عديدة إلى انقسامه.