أصبح المقاولون الجزائريون يستعملون شيئا فشيئا مواد بناء جديدة زيادة عن المواد الكلاسيكية مثل الاسمنت والخشب والآجر لا سيما في بناء السكنات والمنشآت حسبما أكده عارضون في الصالون الدولي للبناء ''باتيماتيك-''2011 بالجزائر العاصمة. كما أن المهندسين المعماريين الجزائريين أضحوا لا يتوانون في استعمال مواد بناء على غرار الزجاج والألمنيوم والبلاستيك المدعم أو أيضا مادة ال''ام دي اف'' المصنوعة من ألياف الخشب ولاصق صناعي خاصة في انجاز او ترميم أعمالهم وذلك اقتداء بالتوجه العالمي في ميدان السكن والبناء عموما. في هذا الصدد أوضح المدير التجاري لمؤسسة وطنية مختصة في التهيئة والتلبيس السيد جمال رعاش أن هذه المواد الجديدة للبناء التي تعد متانتها وجانبها العملي أكيدا قد أصبحت ضرورية في الهندسة المعمارية المعاصرة. وتابع يقول إنه من الصعوبة بمكان في أيامنا هذه الاستعاضة عن مواد بناء على غرار ال''ام دي اف'' بسبب مزاياها المتعددة لاسيما فيما يخص الكلفة والجمالية والاقتصاد والوفرة فضلا عن احترامها للبيئة لأنها تسمح باستعمال خشب أشجار ذات أحجام صغيرة. كما تطرق السيد رعاش المتواجدة مؤسسته ببلدية باش جراح (ضاحية الجزائر العاصمة) إلى العودة القوية لبعض المواد على غرار الخشب أو الجص لاسيما في تهيئة الفضاءات الداخلية للمساكن والمحلات التجارية. وقد تم تعزيز هاتين المادتين اللتين شكلتا العصر الذهبي ''لفن الديكور'' في سنوات ال30 بمواد أخرى على غرار مزيج المعادن أو ألياف البلاستيك لاستعمالها كأسقف مزدوجة أو كحائط الفصل الذي يسهل تركيبه أو تفكيكه وحتى لصناعة حواجز السلالم القابلة للتعديل. وتابع يقول أنها ''حتى وإن كانت خفيفة فإن طبقة الجص لها مقاومة كبيرة للنار والماء والرطوبة والتعفن فيما تعد المادة المصنعة من الخشب والمعدن المقاوم للصدأ لها مدة حياة طويلة تتعدى 15 سنة''. وردا على سؤال حول أسعار مواد البناء الجديدة هذه اعتبر السيد رعاش بأنه ''بالرغم من أن كلفة البعض منها باهظة نسبيا'' إلا أن طابعها الجمالي ومتانتها متميزين''. ومن جهته ألح ممثل مؤسسة بناء إيطالية السيد فينسي ايدينو على أهمية مواد البناء الجديدة على غرار الصفائح المركبة التي تستعمل في تلبيس الواجهات الخارجية للعمارات والتجهيزات. وأضاف: ''يستقبل فرعنا في الجزائر عدة طلبات لا سيما من قبل البنوك والمؤسسات المالية لتلبيس واجهات مقراتها بصفائح الألومنيوم''. وقد افتتح امس الاثنين الصالون الدولي ال14 للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية بمشاركة أكثر من 850 عارضا من بينهم 390 شركة أجنبية من 18 بلدا. ويعتبر هذا الصالون الذي تنظمه الشركة ذات الأسهم ''باتيماتيك اكسبو'' تحت شعار ''بعد تحدي الكمية تأتي النوعية'' بمثابة ''أهم لقاء'' موجه للمحترفين في قطاع البناء ويعد أيضا ثاني حدث في السنة بعد معرض الجزائر الدولي. ويكتسي هذا الصالون أهمية خاصة سواء بالنسبة لمختلف الفاعلين في قطاع البناء والأشغال العمومية أو بالنسبة للسلطات العمومية التي تنتهز فرصة هذا اللقاء لدعم قدرات الانجاز والتقدم التكنولوجي الذي من شأنه أن يخدم مختلف هؤلاء الفاعلين''. كما ستشهد هذه الطبعة الجديدة لباتيماتيك توزيع الدليل الاستكشافي الذي يعد مرجعا حقيقيا يتضمن أكثر من 600 بطاقية تقنية حول مؤسسات قطاع البناء والأشغال العمومية.