سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشاريع البناء الجاهز و" الشاليهات" تلهب سوق الخشب ومشتقاته المضاربون يتلاعبون بالأسعار وظاهرة القطع العشوائي للاشجارو التعدي على الغطاء الغابي في ارتفاع مقلق
باتت مادة الخشب من ضمن المواد الأساسية شائعة الاستخدام في السنوات الأخيرة في مشاريع الانشاء والبناء بعد تنامي سوق تصنيع البيوت الجاهزة والشاليهات التي توجه إلى قواعد الحياة في الجنوب الكبير وأيضا لتجهيز بعض المنشآت في الشمال، إضافة إلى التقنيات الجديدة المتعامل بها في البناء الحديث الذي يعتمد وبشكل كبير ومكثف على الخشب في عمليات تغليف الأرضيات الأمر الذي فتح باب المضاربة والاحتكار على مصراعيه وأيضا تنامي ظاهرة القطع العشوائي للاشجار والتعدي على المساحات الغابية خصوصا في الولايات التي تتمتع بهذه الثروة مثل مناطق المتيجة والهضاب العليا وسلسلة السهول التلية . أخذ الطلب المحلي على مادة الخشب خطا تصاعديا في غضون السنوات العشر الماضية ( 2000- 2010) بعد أن كان ضعيف في الفترات السابقة عندما كان قطاع البناء والانشاء لا يمثل سوى 5 إلى 10 بالمائة فقط من الطلب الإجمالي والسبب حسب مراقبي ومتتبعي السوق مرتطب باتساع رقعة البناء والإنشاء الذي ميزته بروز تخصصات كبيرة في المجال مثل بناء البيوت الجاهزة والشاليهات وأيضا اعتماد المعمار الحديث على تقنيات التغليف الذي يعتمد وبشكل أساسي على مادة الخشب، ومع تنامي الطلب بدات تبرز سلوكيات المضاربة والاحتكار على غرار العديد من المواد ذات الاستخدام الواسع مثل مادتي الاسمنت وحديد التسليح حيث بات الخشب في قبضة " أشباه المتعاملين والمستوردين " الذين أصبحوا يقرون الأسعار التي تحلو لهم في غياب المراقبة والردع اضافة الى تسجيل خروقات صارخة على الملكية الغابية حيث استفحلت ظاهرة القطع العشوائي للاشجار والتعدي على المساحات الغابية والاحراش . الطلب المحلي على الخشب تضاعف 10 مرات منذ 2000 و حسب مصادر عليمة بالملف فان قطاع البناء سجل في الفترة الاخيرة طلبا فاق 50 بالمائة ويتوقع أن يرتفع الطلب إلى حدود 60 إلى 70 بالمائة خلال السنوات الأربعة المقبلة كما أن الكميات التي يتم استيرادها خصوصا من الصين و ةالبرازيل والأراضي المنخفظة ( هولندا والدانمارك ) وأيضا السويد أصبحت لا تبي الحاجيات الوطنية التي تضاعفت عشر مرات مقارنة بالطلب الذي سجل في بدايات سنة 2000 هذه المعطيات الاقتصادية البحتة دفعت إلى البحث عن مصادر بديلة للتمون وقد وجدت عصابات كثيرة في الغطاء الغابي الذي يمتد على طول الهضاب العليا والمناطق التلية والسهبية ومناطق غابية كثيفة في منطقة المتيجة ضالتهم حيث استفحلت ظاهرة القطع العشوائي للاشجار في غياب مصالح محافظة الغابات التي اوكلت لها مهام حماية الغابات من السطو المنظم . التفكير في البناء الجاهز كحل الزمة السكن..أفرز شبكات المضاربة ويفسر مراقبوا السوق هذا التنامي المطرد والصعود غير المسبوق للطلب على مادة الخشب في السنوات الأخيرة إلى بروز عدة مجمعات وشركات اقتصادية متخصصة في البناء الجاهز سواء ذلك الموجه للسكن أو الإدارات وأيضا تسجيل قطاع تصنيع الشاليهات قفزة كبيرة حيث توجع كميات كبيرة منها لتموين سوق الجنوب الكبير حيث تنشط المجمعات البترولية والغازية الكبرى، وأيضا لأن الخارطة التربوبة ومنشآت التكوين المهني والتمهين في العديد من المدن و القرى النموذجية أصبحت تستخدم البناء الجاهز الذي طرح كبديل ناجع للتقليص من حدة أزمة السكن وتجاوب الحكومة مع هذا المقترح بالإيجاب. ويبدو أن التفكير الجاري حاليا في البناء الجاهز كحل مكمل و مدعم لخارطة إنجاز المشاريع السكنية حفز وكثف من نشاط الشركات المنجزة لها مثل شركة "بي آش دي" رائدة هذه الصناعة محليا ومن جانب آخر رفع من حجم نشاط المضابين والمحتكرين والمعتدين على الغطاء الغابي. المطلوب قانون ينظم استغلال وتسويق الخشب يشدد خبراء سوق مواد البناء والتقنيين العارفين بخبايا قطاع تسويق الخشب ومشتقاته على ضرورة أن تسارع الحكومة لإقرار قانون منظم وردعي لضبط سوق الخشب في البلاد بعد تسجيل العديد من المخالفات سواء على صعيد استغلاله أو تسويقه، وألحوا على أن تكون المشاورات التحضيرية لاصدار هذا القانون بين الهيئات القطاعية المعنية وخصوا بالذكر وزارة التجارة و وزارة الفلاحة و التنمية الريفية ( المحافظة الوطنية للغابات ) ووزارة البيئة و تهيئة الاقليم و وزارة السكن، وحسبهم فإن الاوضاع بلغت حدودا كارثية لما نكون امام شبكات تستغل الثروة الغابية بطرق غير مشروعة و ايضا تنامي الاستيراد الفوضوي للمادة من الاسواق الدولية دون مراقبة واستشراء ظاهرة الوساطة التجارية لتسويق المادة التي تصل الزبون الأخير باسعار خيالية . رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الشركات العالمية لاستيراد الأخشاب تتوقع زيادة الطلب في المنطقة العربية أعربت مجموعة "غرين ريسورسيز" المحدودة الشركة الرائدة عالميا في قطاع استيراد الأخشاب عن تفاؤلها بأن الطلب على الخشب في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا يتوقع أن يزداد خلال السنوات القليلة المقبلة. وتشارك الشركة لأول مرة في فعاليات "معرض دبي الدولي للأخشاب 2010"، الحدث الوحيد من نوعه والمتخصِّص في مجال الأخشاب في الشرق الأوسط، حيث أشارت أنه وبالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، ما يزال قطاع البناء والتطوير لمنطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا الأقل تأثراً، مما يشكل بالتالي الطلب المنتظم على مواد البناء الأساسية مثل الأخشاب. كما تمثل مشاركة الشركة التزامها لربط موِّرديها من مصانع إنتاج الخشب الأوروبية والإفريقية مع بعض أهم مستوردي منتجات الأخشاب من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتعرف الشركة بتخصّصها في تجارة الأخشاب ومشتقاتها مع غرب إفريقيا، والتي تقوم حالياً بتسليط الضوء على خبرتها التجارية التي تمتد لنحو 30 عاماً، وذلك بعرض مجموعة واسعة من منتجات الخشب الاحمر والأبيض والمقاوم للرطوبة والملوحة. وقال أبيل غوليين ماتو، مدير المبيعات في المجموعة "غرين ريسورسيز المحدودة": "نشارك لأول مرة خلال "معرض دبي الدولي للأخشاب 2010"، مما يتيح لنا الفرصة الكبيرة لإقامة الشراكات الجديدة وتوفير فرص الأعمال مع أهم الرواد في المنطقة العربية عموما، وقد أصبح الحدث منصة هامة واستراتيجية للمساعدة في ربط موِّردي منتجات الأخشاب مثل شركتنا مع المقاولين والموِّردين والموزِّعين، ونحافظ على تفاؤلنا بالنسبة إلى الفرص المتاحة في المنطقة، وذلك نظراً لثقتنا بأن الطلب على الخشب سيزداد خلال السنوات القليلة المقبلة".