ستكون الجزائر في الفترة الممتدة من الفاتح وإلى غاية 6 جوان المقبل على موعد مع الطبعة ال44 لمعرض الجزائر الدولي المزمع تنظيمه بقصر المعارض الصنوبر البحري، حيث ستكون تركيا ضيف شرف الطبعة التي اختير لها شعار ''الاستثمار قاطرة التنمية''، ويسعى المنظمون هذه السنة إلى إضفاء جو من التنافس والمشاركة القوية للقطاع العمومي والخاص إلى جانب الشركات الأجنبية، التي ستشارك بهدف الظفر بشراكات ومشاريع دائمة مع الطرف الجزائري، مع الاستفادة من مختلف الإجراءات الاقتصادية الجديدة التي تندرج ضمن المخطط الخماسي الجاري ''2010 / ''2014 الذي خصص له غلاف مالي يزيد عن 286 مليار دولار. كشفت مصادر مقربة من الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير ''صافكس'' عن ارتفاع عدد الشركات العالمية الراغبة في المشاركة في أكبر حدث اقتصادي بالسوق الجزائرية، وتشير التوقعات الأولى إلى إرسال طلبات المشاركة الخاصة ب30 دولة من خلال الغرف التجارية بالإضافة إلى الموافقة على طلبات 30 شركة عالمية أبدت نيتها في المشاركة بطريقة فردية، علما أن القائمة النهائية لعدد الشركات الأجنبية لم تقفل بعد والحديث يدور عن أكثر من 300 شركة مشاركة. وحسب بيان شركة ''صافكس'' فإن التظاهرة تحولت إلى تقليد اقتصادي مهني بالنظر إلى القطاعات المشاركة والتي تزيد عن ,10 تمثل مجالات الأشغال العمومية ومواد البناء، الصناعات الكهربائية والتقنية، الخدمات، الصحة والتربية، الصناعات الغذائية، الديكور والأثاث، الجلود والنسيج بالإضافة إلى فتح فضاء خاص بالشراكة لجمع كل الشركات العالمية الباحثة عن فرص عقد صفقات شراكة مع الطرف الجزائري، وما سيميز طبعة هذه السنة حسب المنظمين هو تزامنها مع الكشف عن الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة المبنية على البحث عن شراكة دائمة بما يخدم مجال التشغيل ونقل الخبرات والمعارف للطرف الجزائري، وهي الاستراتيجية التي أقنعت العديد من الشركات الأجنبية الرائدة في الأسواق العالمية في الفترة الأخيرة بعد النتائج الإيجابية المسجلة خاصة بعد نجاح تجربة الشراكة بين القطاع العالم والخاص. وعن المشاركة القوية لأكبر العلامات في الأسواق العالمية في هذه الطبعة أشارت مصادرنا إلى أن الإجراءات التحفيزية التي أعلن عنها خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير فتحت المجال واسعا للشركات الوطنية للبحث عن شركاء ذوي خبرة للاستفادة من حصة الأسد في المشاريع الكبرى. وهو ما ساهم بشكل كبير في استقطاب رجال الأعمال الأجانب الذين وجدوا في السوق الجزائرية فرصة لتوسيع مجلات استثمارهم قصد بلوغ الأسواق الإفريقية كهدف ثان انطلاقا من الجزائر، خاصة إذا علمنا أن الجزائر كانت في مأمن عن الأزمة المالية العالمية الأخيرة، كما أن النتائج المسجلة من خلال الطبعات الفارطة أكدت توجه الشركات العالمية لتوفير طلبات السوق الوطنية من ناحية التجهيزات والخدمات عوض تصدير منتجات مصنعة. ويتوقع المنظمون ككل سنة تنظيم لقاءات بين المهنيين عبر ورشات خاصة وزيارة عدد من رجال الأعمال الأجانب المعرض للاطلاع على إمكانيات السوق الوطنية، والوقوف على مدى تطور القطاع الصناعي والتجاري المحلي مقارنة بباقي الدول، خاصة بعد قرار الوكالة الوطنية لترقية الصادرات ''الجاكس'' تنظيم صالون الصادرات تزامنا مع التظاهرة بما يسمح للشركات المشاركة بالاطلاع على المنتوج الوطني الموجه للأسواق العالمية، في حين سيتمكن ضيوف الجزائر من الاطلاع على فحوى قانون الصفقات العمومية الجديد من خلال المحاضرات المزمع تنظيمها على هامش العرض التي ينشطها خبراء وإطارات من عدة وزارات. وبخصوص الشركات الوطنية المشاركة في هذه الطبعة فقد ارتفع عددها هذه السنة إلى 317 مشارك في انتظار دراسة كل الطلبات والمصادقة على القائمة النهائية، 80 بالمائة منهم من القطاع الخاص الذي ينتعش من سنة إلى أخرى في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، من جهة أخرى يتوقع هذه السنة مشاركة 30 بالمائة من الشركات التي أنشئت بعد اتفاقات شراكة بين شباب جزائري وعدد من الشركات العالمية الرائدة في الصناعات الخفيفة، التجهيزات، إنتاج مواد البناء، الصيدلة، الحلول التكنولوجية، الصناعات الغذائية وغيرها من المجالات. وبغرض السماح للمهنيين بالتقرب من بعضهم تقرر ككل سنة أن تكون الفترة الصباحية للمعرض خاصة بالمهنيين فقط على أن يسمح لباقي الزوار بزيارة المعرض خلال الفترة المسائية بعد تمديد ساعة العرض إلى غاية السابعة مساء بالنظر إلى التوافد الكبير للزوار في الطبعات السابقة. كما سطر برنامج ترفيهي وثقافي للمشاركين من خلال الاحتفال كل يوم بدولة تعرض ثقافاتها ونشاطاتها على الزوار، علما أن تركيا اختيرت هذه السنة لتكون الضيف الشرفي للطبعة.