انطلقت، أمس الأربعاء، فعاليات الطبعة الثالثة والأربعين (43) لمعرض الجزائر الدولي تحت شعار "الجزائر.. فرص للشراكة الإستراتيجية"، وتستمر إلى غاية 7 من الشهر الجاري. وتأتي طبعة هذا العام في ظل ظروف اقتصادية دولية غير مستقرة، حيث ما تزال تداعيات الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على معظم الاقتصاديات المتطورة والهشة على حد سواء. أما داخليا، فتواكب هذه الطبعة القرارات الأخيرة الخاصة بالخطة الخماسية الجديدة 20102014 والتي تراهن على الشراكة من أجل تحقيق أهداف البرنامج التنموي وفقا للأغلفة المرصودة له، وكذا الآجال التي حددت لاستلام مشاريعه. ورشات الخطة الخماسية في صميم مباحثات الشراكة وتشارك في هذا الموعد الاقتصادي الأول من حجمه وطنيا ومغاربيا، شركات قادمة من 43 بلدا بزيادة 6 دول عن الطبعة المنصرمة 2009 وبتعداد 835 شركة بارتفاع قدره 20 بالمائة من إجمالي نسبة المشاركة الأجنبية المسجلة العام الماضي. وستعكف المجموعات الأجنبية طيلة 6 أيام على بحث ومفاوضة فرص محتملة للشراكة بالجزائر، لاسيما وأن البلاد على أعتاب انطلاق ورشات عملاقة في مختلف مجلات النشاط الاقتصادي، خصوصا في قطاع البنى التحتية مثل النقل والأشغال العمومية والاتصالات والصناعة والري، حيث جندت السفارات الأجنبية المعتمدة في البلاد كافة إمكانياتها لرعاية شركات بلدانها لضمان وساطة بينها وبين الشركات المحلية. كما أن الإجراءات التحفيزية التي أقرتها الحكومة لتنشيط حركية الاستثمار الأجنبي في البلاد، قد تكون أيضا دافعا مغريا لكبريات الشركات التي ترغب فعلا في استحداث أو توسيع استثماراتها في الجزائر. ومعلوم أن المملكة الأردنية الهاشمية هي "ضيف شرف" الطبعة الجارية 2010، ولم يكن انتقاء الأردن من بين 9 دول كانت مرشحة لتكون "ضيف شرف الجزائر"، بالأمر السهل، بالنظر إلى قوة استثمارات كل الدول المرشحة مثل الصين والإمارات العربية المتحدة والكويت وكوريا الجنوبية، إلى غيرها من الدول التي سجلت أرقاما مهمة في السوق الجزائري على صعيد الاستثمارات المباشرة. وتشارك الأردن بترسانة مؤسساتية تتكون من 80 شركة ناشطة أساسا في مجال الصناعات الصيدلانية والعتاد الطبي والصناعات البلاستيكية والنسيج والاتصالات، والتي تعتبر المعرض فرصة لا تعوض لها من أجل تعزيز استثماراتها في البلاد، خصوصا وأن الطرف الجزائري أبدى اهتمامه بالشراكة مع الطرف الأردني بما يضمن مصلحة الجانبين. حضور مغربي وتونسي متميّز ومصر الغائب الأكبر تشارك أزيد من 27 شركة مغربية في فعاليات معرض الجزائر الدولي تحت مظلة "المركز المغربي لإنعاش الصادرات"، وتمثل الشركات المغربية المشاركة قطاعات صناعة السيارات والنسيج والصناعة الغذائية والمنتجات البحرية ومعدات البناء والتجهيزات المنزلية والسياحة والصناعة التقليدية. ويمتد جناح المغرب في المعرض على ساحة 1300 مترا مربعا، ويحتضن أيضا رواقا للمكتب الوطني المغربي للسياحة ودار الصانع. وتهدف مشاركة المغرب في هذا المعرض، إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية مع الجزائر، خاصة في إطار المخطط الوطني لإنعاش وتنمية الصادرات "ماروك إكسبور +". كما نسجل الاهتمام المتزايد للشركات التونسية بالسوق الجزائرية، حيث شهدت المبادلات التجارية بين البلدين انتعاشا ملحوظا خلال السنوات الخمس الماضية تجسيدا لتوصيات اللجنة المشتركة بين البلدين. أما مصر، فهي الغائب الأكبر عن المعرض، رغم مشاركتها التقليدية في كل الطبعات الفائتة، وذلك لأسباب تبقى لحد الساعة مجهولة، إلا أن مصادر تشير إلى أن تداعيات الأزمة الكروية بين البلدين ما تزال قائمة. وكان السيد رشيد قاسمي الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "سافكس". قد قال في وقت سابق "إن الدعوة وجهت إلى كل الدول العربية وقد تلقينا تأكيد العديد من الدول بالمشاركة وأخرى اعتذرت بسبب الأزمة الاقتصادية، لكن مصر لم ترد إطلاقا على الدعوة لا بالسلب و لا بالإيجاب". أما عن المشاركة الوطنية، فهي الأولى من حيث مساحة العرض التي تقدر ب 67 بالمائة من المساحة الإجمالية المخصصة بعدد شركات يصل إلى 370 شركة. وستغتنم المجموعات المحلية فرصة هذا المعرض لتباحث إمكانيات الشراكة النوعية مع الشركات الأجنبية، مع الحرص على الاستفادة من المهارة والتجربة والتكنولوجيا.