تصنف الجزائر في المرتبة الأولى مغاربيا وإفريقيا من حيث حجم استهلاكها للحليب، والمقدر بأزيد من خمسة ملايير لتر سنويا، علما أن نسبة التغطية الوطنية بهذه المادة لا تفوق ال60 بالمائة، أما النسبة المتبقية فيتم استيرادها في شكل مسحوق الحليب، حسبما صرح به أمس السيد سوكحال عضو اللجنة المهنية للحليب، الذي دعا الى ضرورة الاهتمام بهذا الفرع في ظل التوجيهات الجديدة للحكومة التي تشجع الاستثمار في هذا المجال. وخلال ندوة صحفية خاصة بالتحضير للصالون الدولي للتربية الحيوانية ومكننة الفلاحة''سيبسا''، المزمع تنظيمه خلال الفترة الممتدة بين 18 و21 ماي الجاري تحت شعار تدعيم وتطير اقتصاد التربية، كشف منظمو الطبعة 11 لهذا الصالون، أن هذه الدورة تنعقد في ظروف استثنائية ميزتها على الخصوص القرارات الحاسمة والتوجه المصيري للسلطات الجزائرية نحو قطاع التربية الحيوانية، وهو منعرج حاسم من شأنه أن يحدث نقلة هامة في هذا المجال، حسب السيد أمين بن سمان رئيس مؤسسة فلاحة - تطوير ومنظمة الصالون. ومن هذا المنطلق سيركز صالون ''سيبسا'' على موضوع رئيسي وهام، يتعلق بإنتاج الحليب ومشتقاته باعتباره إشكالية رئيسية لفرع مهم خاص بالإنتاج الحيواني، ومنه أخذت هذه الطبعة حجما دوليا، خاصة على مستوى حوض البحر المتوسط، من خلال مشاركة قوية لعدد من المتعاملين الاقتصاديين الدوليين، الذين أبدوا رغبتهم في المشاركة في هذا الملتقى الفلاحي الهام، بحيث يشير المنظمون الى مشاركة متعاملين عالميين ظلوا أوفياء لهذا الموعد الذي كان قد انطلق سنة ,2001 وذلك بعد ان تأكد لهم ان السوق الجزائرية في هذا المجال لا تزال عذراء ومشجعة على إقامة صفقات مربحة. كما أشار السيد بن سمان الى ضرورة استغلال هذه الدورة من طرف المهنيين المحليين، لربط علاقات وشراكات مع المتعاملين الأجانب، علما أن جل الشراكات التي أقيمت في هذا المجال منذ 2001 ظلت مستمرة وأعطت نتائج مرضية. مشيرا إلى أن أزيد من 30 مؤسسة أجنبية ذات صيت عالمي استثمرت في الجزائر في قطاع الإنتاج، الصحة والتغذية الحيوانية، وذلك عبر هذه التظاهرة، وهو ما رفع من شأن الصالون وارتقى به إلى مصاف التظاهرات المميزة والأكثر انتظارا بحوض المتوسط. وموازاة مع ما تشهده العديد من دول العالم من أزمات اقتصادية، تبقى الجزائر الوجهة الأكثر جاذبية لمزارع التربية والزراعة العالميين، ولهذا السبب ستشهد هذه الطبعة مشاركة قياسية لأزيد من 350 عارضا منهم 100 عارض وممثلين لشركات جزائرية، وأزيد من 190 عارضا يمثلون شركات عالمية ممثلة ل28 دولة منها ألمانيا، الأرجنتين، استراليا، بلجيكا، كندا، ايطاليا، الدانمرك، اسبانيا، بريطانيا سويسرا، الولاياتالمتحدة... ويتزامن انعقاد الصالون مع السنة الدولية للبيطرة، التي سيتم إحياؤها عبر صالون دولي للبيطرة، الذي سيسمح للبيطريين بالاطلاع على التطورات التي تعرفها المهنة والمهام التي تنتظرهم، خاصة فيما يتعلق بالصحة الغذائية ببلادنا والصحة الحيوانية وعلاجاتها.. علما أن صالون ''سيبسا'' سيتطرق الى ثلاثة محاور تتعلق بفروع الحليب ومشتقاته، الدواجن واللحوم، والتي ستحظى بفضاءات للمناقشة والاتصال لكشف آخر التطورات التي تعرفها هذه الفروع، والتي رفع بشأنها المربون والمحولون العديد من التساؤلات والانشغالات في إطار التوجيهات الجديدة للوزارة المكلفة بالقطاع.