أبرز محمد بوطالب رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر، أن الأمير كان وراء التأسيس للقانون الدولي الإنساني ووراء إنجاز قناة السويس، وذلك خلال إقامته بسوريا. وذكر في ندوة فكرة نشطتها مؤسسته، أمس، بيومية ''المجاهد'' أن إقامة الأمير بدمشق تميزت بحركية كبيرة ساهم من خلالها في نشر العلم والإصلاح، حيث وجد هناك الجو الملائم لاستكمال مالم يتمكن القيام به في الجزائر بحكم مقاومته للاستعمار الفرنسي. وأوضح السيد بوطالب أن إقامة الأمير عبد القادر بدمشق والتي اختارها بنفسه، تميزت بأمرين اثنين، الأول تمثل في تأييده لرجال النهضة في ذلك الوقت، مثل جمال الدين الأفغاني، والذين كانوا يأتون إليه، لأخذ المشورة والرأي، والأمر الثاني هو اشتهاره بأحداث جويلية 1860 لما تدخل لإنقاذ 12 ألف مسيحي من الموت والتصفية الجماعية، إضافة إلى أنه كان رجل إصلاح مساند لكل من يقف ضد الاستعمار، وكان برزخ البرزخين عندما استطاع التأسيس لحوار الديانات من خلال إقامته لهذا الحوار بين الغرب والشرق وقت تدخله التاريخي والحضاري لإنقاذ المسيحيين بالشام، ولولا هذا الموقف لتغيرت الخارطة الجيوسياسية للمنطقة من ذلك الوقت إلى اليوم. لقد اشتهر الأمير عبد القادر، القائد العسكري المغوار، المفكر الشاعر، المصلح والصوفي، في وقته، وملأت شهرته العالم كله، ولا تزال قائمة إلى يومنا هذا، يقول رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر، وخير مثال على ذلك الحديث اليوم عن القانون الدولي الإنساني، فقد تحدث عنه الأمير عندما قال ''لا تسألوا أبدا عن أصل الإنسان، أمعنوا النظر في طريقة حياته، إقدامه وطباعه وستعرفون حقيقته، إذا كان الماء الجاري طاهرا، عذبا، زلالا، فهذا دليل على نقاوة منبعه'' وقال أيضا في رده على رسالة إمام شيشاني حول موقفه من إنقاذ 12 ألف مسيحي بالشام، إنما فعلت ذلك إيمانا بالإنسان والحقوق الإنسانية''. إلى جانب ذلك، هناك أمر لا يعرفه الناس، يقول رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر وهو أن الأمير الذي توفي يوم 26 ماي ,1883 شارك في إنجاز قناة السويس، حيث كان صديقا لدلونسانس ألمندس الذي أوكل له مشروع الإنجاز، حيث ذهب إليه هذا الأخير في دمشق، وطلب منه التوسط لدى الأتراك للموافقة على المشروع. وبفضله سهل الأمر وتم إنجاز قناة السويس. ولما تم فتح القناة كان الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، في الصف الأول مع القيادات العالمية التي شاركت في الاحتفال. وقد دعت المؤسسة الجميع إلى وقفة ترحم على روح الأمير الطاهرة أمام قبره، بمقبرة العالية يوم 26 ماي الجاري، بداية من الساعة العاشرة صباحا وذلك إحياء للذكرى المائة والثامنة والعشرين لوفاته.