تناشد أزيد من 200 عائلة تقطن بيوتا هشة (أحواشاً) ببلدية باب الزوار مصالح ولاية الجزائر والجهات الوصية التدخل قصد تسوية وضعية سكناتهم التي تعود إلى الفترة الاستعمارية، وهذا بكل من حي تريبو، السيقنة وسيدي امحمد وعدد من المواقع، حيث تنتظر هذه العائلات حل مشكلها إداريا لإعادة بناء مساكنها أو ترحيلها إلى سكنات لائقة. وتندرج مطالب هذه الفئة من سكان بلدية باب الزوار، في إطار جهود الدولة الرامية إلى القضاء على السكنات القصديرية والهشة على المستوى الوطني وبالعاصمة على وجه التحديد، والتي شرعت منذ بداية سنة 2010 في تطهير البلديات من هذا النوع من العمران بعمليات ترحيل متسلسلة شملت العديد من المواقع وأخرى ستشملها قريبا. وفي هذا الإطار أحصت بلدية باب الزوار 630 بناية فوضوية وهشة بإقليمها حسب إحصائيات ,2007 حيث تم التخلص نهائيا من حي الجزيرة القصديري خلال السداسي الأول من السنة المنصرمة، بعد ترحيل قاطنيه المستحقين إلى سكنات لائقة، في حين لا تزال وضعية سكان الأحواش أو البيوت الهشة تراوح مكانها، حيث تضم البلدية نحو 275 سكنا هشا موزعة عبر مواقع مختلفة، أبرزها حي تريبو، سيدي أمحمد والسيقنة حسب ما أكده مصدر من المجلس الشعبي البلدي في تصريحه ل ''المساء''، الذي أوضح لنا أن تسوية وضعية هذه العائلات تقع على عاتق السلطات الولائية ومصالح المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، سواء بحل هذا الانشغال إداريا بتوثيق سكناتهم والمساحات التي يشغلونها، قصد السماح لهم بإعادة بناء سكناتهم بالاستفادة من برامج الدولة في السكن، أو من خلال الاستفادة من سكنات اجتماعية لائقة حسب الحاجة إلى الأوعية العقارية التي يمكن الاستفادة منها في مشاريع تنموية بالمنطقة ذات منفعة عامة، وهو ما استفادت منه البلدية سابقا في إنجاز محول الطريق السريع بالقرب من حي 08 ماي 1945 وهو ما سمح بترحيل 46 عائلة آنذاك. من جهتهم استعرض سكان الأحواش بكل من حي تريبو وسيدي أمحمد في حديثهم ل''المساء'' الوضعية لتي آلت إليها سكناتهم التي تعود غالبيتها إلى العهد الاستعماري، خاصة مع عدم حصولهم على وثائق إدارية تثبت ملكيتهم النهائية لها قانونيا، وهو ما عرقل - حسبهم - إعادة بناء وتجديد مساكنهم، حيث اقتصر اجتهادهم على عمليات ترميم جزئية فقط مطالبين بتدخل الجهات المعنية وعلى رأسها ولاية الجزائر لحل هذا الانشغال بشكل نهائي، سواء بتسوية وضعيتهم الإدارية أو منحهم سكنات اجتماعية في إطار القضاء على السكنات الهشة. كما تجدر الإشارة إلى نوع آخر من البيوت الفوضوية التي تميز بلدية باب الزوار وهم سكان الأقبية الذين يصل عددهم إلى نحو 400 عائلة تقطن بعمارات حي الصومام، سوريكال وغيرها من التجمعات السكانية، أين تعيش هذه العائلات ظروفا صعبة دون جديد يذكر لحد الساعة، رغم إيداعها ملفات الاستفادة من السكنات الاجتماعية والتساهمية منذ سنوات طويلة حسب ما أكده البعض ممن تحدثنا إليهم، وهو الواقع الذي لا يختلف عن باقي طلبات السكن المودعة على مستوى بلدية باب الزوار والمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، حيث تشير مصادر مطلعة إلى وجود أكثر من 5300 طلب للسكن بمختلف صيغه الاجتماعية، التساهمية والترقوية. بالموازاة مع ذلك يبقى مشكل المستفيدين من القطع الأرضية منتصف التسعينيات والمقدر عددهم بالمئات قائماً، حيث رغم امتلاكهم لقرارات الاستفادة إلا أنهم لم يتمكنوا من استغلالها لعدة أسباب يبقى حلها مرهونا بتحرك السلطات الولائية مستقبلا أمام النداءات المتكررة لهؤلاء. وبالمقابل استفادت بلدية باب الزوار من 412 سكنا تساهميا ضمن المخطط الخماسي المنصرم دون السكن الاجتماعي، حيث توزعت هذه السكنات بكل من السحاولة ب 250 مسكنا، و70 مسكنا ببلدية برج البحري وهذا خارج إقليم البلدية، في حين تمت الاستفادة من 30 وحدة سكنية بباب الزوار، وهو ما يجعل أمر الاستفادة من برامج إضافية أمرا ملحا ببلدية باب الزوار التي بلغ عدد سكانها زهاء 100 ألف نسمة.