بعدما شهدوا حلم الصعود يتبخر أمامهم مع مرور الجولات، صوب أنصار جمعية وهران أنظارهم ومعهم المتتبعون لشؤونها، لمتابعة موضوع اعتادوا عليه كلما تأكدوا من بقاء فريقهم موسما آخر في القسم الثاني أو الرابطة الاحترافية الثانية بالتسمية الحالية، ويتعلق الأمر بالانتقالات المحتملة لبعض لاعبي الجمعية الوهرانية الى أندية أخرى بعد إسدال الستار على الموسم الكروي الحالي... حيث '' علمت ''المساء'' في هذا الصدد، أن العديد منهم تلقوا عروضا مهمة يتقدمهم المهاجم عيني محمد أمين الذي يوجد في اتصالات جد متقدمة مع فريق شباب بلوزداد، والحقيقة أنها إعادة بعث لهذه الاتصالات بعدما جمدت في فترة الانتقالات الشتوية، ورجح مصدر عليم وبنسبة كبيرة التحاق ابن مدينة أرزيو بفريق ''العقيبة'' بعد نهاية الموسم الكروي الجاري، خاصة وأن عيني كان عبر في وقت سابق عن رغبته القوية في مغادرة الجمعية الوهرانية، التي لقي بها صعوبات في التعبير بطلاقة عن إمكانياته المسلم بها، وعزا ذلك إلى عديد المشاكل التي صادفها، خاصة مع الإدارة بخصوص مستحقاته المالية، والتي بسببها لم يواظب مع فريقه على حضور التدريبات ومشاركته المباريات الرسمية، واتهمته الإدارة حينها بعدم الانضباط وهو ما رفضه اللاعب بشدة. لاعب جمعوي آخر يوجد تحت مجهر فريق كبير، ويتعلق الأمر بالمهاجم الواعد مباركي، الذي أبدت شبيبة القبائل رغبة ملحة في ضمه إلى صفوفها، وكزميله عيني فإن هذه الرغبة تعود إلى فترة ''الميركاتو الشتوي''، لكن الإدارة الجمعاوية رفضت تسريح لاعبها بحجة أنها تراهن على الصعود إلى القسم الأعلى، فضلا عن ارتباط مباركي بعقد يمتد إلى غاية جوان ,2012 لكن تبخر هذا الحلم وإصرار اللاعب على خوض تجربة جديدة بين أحضان الفريق القبائلي - الذي كان فأل خير على عديد اللاعبين الوهرانيين ومن الجمعية تحديدا أخيرهم وليس آخرهم نساخ شمس الدين - قد يسهل مهمة تقمص مباركي زي ''الكناري'' الموسم القادم. أما المدافع الأيسر بلكروي هشام، فلا يزال مطلوبا من قبل الجيران ''الحمراوة''، حيث أكد مصدر مقرب من إدارة مولودية وهران أنها ترغب بشدة في ضم هذا اللاعب، لكن العائق الذي تصطدم به هو الرفض الشديد للعربي أومعمر رئيس الفرع والهواري بن عمار، تسريح اللاعب، وهذا منذ علمهما بتلقي بلكروي عرضا رسميا للالتحاق بالمولودية من طرف مدربها السابق شريف الوزاني سي الطاهر. وكانت أسهم بلكروي، قد ارتفعت منذ أن تحسن أداؤه وواظب على المشاركة في المباريات الأخيرة، وخصوصا بعدما التحق بالفريق الوطني العسكري، وهي الدعوة التي ساهمت كثيرا في ارتقاء مستوى اللاعب بشكل ملموس فنيا وحتى من ناحية الانضباط. هل يريد مورو فعلا دما جديدا في الإدارة؟ كما كان منتظرا، لم يمر ضياع حلم الصعود من دون أن يخلف آثارا سلبية على نفسية كل ''الجمعاوة''، خاصة المساهمين في الشركة الرياضية والتجارية لجمعية وهران، الذين عبر بعضهم عن امتعاضهم من طريقة التسيير الحالية لشؤون الفريق، ووجهوا أصابع اتهامهم إلى الثنائي العربي أومعمر رئيس الفرع وبن عمار الهواري المناجير العام، كمتسببين في الإخفاق المستمر والمتوالي للفريق لبلوغ القسم الوطني الأول، وطالبوا الرئيس مورو محمد بالعمل على إنهاء مهامهما، والانتباه إلى النزيف الذي يتهدد التشكيلة، والالتفات إلى التعامل مع اللاعبين القدماء للجمعية الوهرانية أسوة بأندية عديدة كالجارة المولودية، وهو ماجسده مورو بالتقائه بسبعة منهم ككسايري الهواري ومحمد بلخيرة، ويكون قد أعلمهم بنيته في ضخ دم جديد على المستوى الإداري، وأنه يعول كثيرا على التحاق اللاعبين القدماء بالفريق والتفافهم حوله، وتكفل بإيضاح كل الأمور لهم من خلال تقديم شروحات وافية عن أهداف الجمعية في عالم الاحتراف الذي زادهم اطلاعا به وبنظامه. وحسب كسايري، يكون مورو قد عبر عن تصميمه في بناء فريق قوي وعلى أسس صحيحة هذه المرة، قادر على الارتقاء إلى قسم الكبار الموسم القادم... لكن البعض ينظر نظرة شك إلى مسعى مورو لسببين، الأول عدم تواجد بعض اللاعبين القدماء المعروفين والذين لهم وزن كبير وسط الأنصار والمحبين كقمري محمد رضوان وبوكار مصطفى وغيرهما في اجتماع مورو، رغم تأكيد هذا الأخير على أنه وجه لهم الدعوة، وأنها لن تقتصر عليهما فحسب، بل ستشمل كل أبناء الفريق حسبه، والسبب الثاني هي العلاقة الوطيدة المعروفة بين مورو وأومعمر رئيس الفرع، الذي لطالما جاهر رئيس ''الجمعاوة'' بأنه ساعده الأيمن ولن يفرط فيه بأي ثمن. والآن ومورو بين فكي كماشة، فهل سيحتفظ برفيق مشواره في الإدارة، أم أن تضارب المصالح قد يضطره إلى التضحية بمن كان محل ثقته لمدة طويلة، أم أن تحرك الرئيس مورو هو ذر للرماد في الأعين كما يقول كثير من أنصار الجمعية الوهرانية؟ ذلك ما سنستشفه مع مرور الجولات المتبقية والأيام القادمة.