كشف رئيس الهلال الأحمر الجزائري السيد حاج حمو بن زقير، أمس، أنه سيشرع قريبا في إطلاق حملة تضامنية تتكفل بموجبها عائلات جزائرية أو مواطنون بالأطفال الفلسطينيين، من خلال دعمهم ماليا، حيث يقوم الهلال الأحمر بدور الوسيط في تسليم ملفات كل من يريد الاعتناء بالأطفال الفلسطينيين الذين ما زالوا يعانون من القمع الصهيوني. وأوضح السيد بن زغير خلال منتدى المجاهد أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وافق على العملية، التي ستشمل الأطفال من أبناء الشهداء أو الأسرى أو العائلات التي لم تستفد من عملية مماثلة في سياق أخر. وسيستفيد هؤلاء الأطفال من مبلغ 100.000 دينار لإعانتهم، زيادة على مبلغ 5000 دينار لتغطية تكاليف حقوق التحويل والإجراءات البنكية، مشيرا في السياق إلى انطلاق حملة ترويجية عما قريب في مختلف البنوك والمؤسسات المصرفية بهذا الخصوص. ويعاني الأطفال الفلسطينيون في الأراضي المحتلة من همجية المحتل الذي يستهدفهم بشكل مركز، حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن 50 بالمائة من النساء الفلسطينيات الحوامل يعانين من فقر الدم الناجم عن سوء التغذية وهو عامل أخر يركز عليه الاحتلال الإسرائيلي من أجل تصفية الأطفال الفلسطينيين وهم في الأرحام. وأضاف المتحدث أن عملية تضامنية أخرى ستنطلق بمناسبة اليوم العالمي للطفل بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي وستكون وجهتها مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، حيث سيتم نقل حوالي 25.000 حقيبة مدرسية ومستلزمات وأدوات مدرسية على متن 30 شاحنة عملاقة. وفي هذا الصدد، كشف السيد محمد الأمين دبارة المكلف بالإعلام والثقافة على مستوى سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، أن الأطفال الصحراويين يعيشون ظروفا صعبة ولولا المساعدات الجزائرية لكانت الأمور أصعب، مشيرا إلى أن هناك نوعين من الأطفال، الأول هم أطفال الاحتلال الذين يعيشون في المناطق المحتلة، والثاني هم الأطفال اللاجئون الذين يعيشون في مخيمات تندوف منذ 35 سنة، وهو ما يعني أن أطفالا ولدوا في المخيمات ويحيون حياة جد قاسية بالنظر إلى الظروف المناخية الصعبة ونقص الإمكانيات اللازمة. واغتنم المتحدث الفرصة ليوجه نداء إلى المجتمع الدولي يطلب فيها حماية أبسط الحقوق التي كرستها القوانين واللوائح الدولية بخصوص الأطفال. من جهتها، أشارت المحامية السيدة فاطمة الزهراء بن براهم إلى أن الحروب لا ترحم الأطفال لأنهم يشكلون أكبر خطر على العدو، وقالت إن إسرائيل تسعى لقتل الأطفال خوفا من تنشئة جيل قوي وشاب قادر على المقاومة، والأكثر من ذلك، فقد أقدمت على استئصال الأرحام من أحشاء بعض الفلسطينيات، مؤكدة على امتلاكها دليل ذلك، في حين أشارت إلى المفارقة التي تسير بها الهيئات الدولية، حيث تتغاضى عن الهمجيين وقتلة الأطفال على غرار إسرائيل وأمريكا، مطالبة في السياق نفسه بضرورة تغيير القوانين وتطبيقها على الجميع.