بعد الإيرانية باهيي نخجفاني، يحلّ اليوم الروائي الجزائري واسيني الأعرج والمترجم الفرنسي مارسيل بوا ضيفين على''إقامات الإبداع''التي تنظّمها منشورات''أكت سود''بالتعاون مع الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي بقاعة ''فرانز فانون''، للحديث عن''سيدة المقام''وحدود الترجمة وواقع النقد وأمورأخرى مرتبطة بالإبداع والكتابة. صاحب كتاب''الأمير''الذي ينتظر صدور آخر أعماله ''أصابع لوليتا''، سيتوقّف عند رواية''سيدة المقام''التي صدرت مؤخّراعن منشورات''آكت سود''، بعد أن ترجمها إلى اللغة الفرنسية مارسيل بوا، تحت عنوان''أجنحة الملكة''، وسيتحدّث أيضا عن الترجمة وواقعها في الجزائر والوطن العربي، مثلما سيستحضرعددا من القضايا الأدبية الراهنة. ومعروف عن واسيني أنّه يشترط في الترجمة إلى الفرنسية أن يتدخّل في النصّ، حيث تعامل مع مترجم دائم هو مارسيل بوا، ويقوم بمراجعة كلّ فصل ينتهي المترجم منه وإدخال ما يراه من تعديلات عليه، وأضاف في أحد حواراته الصحفية''أمّا بالنسبة للترجمة إلى لغات أخرى غير(الفرنسية)، فلا أتدخّل فيها، لأنّه من الصعب أن أتقن كلّ اللغات، وفي النهاية، تظلّ الترجمة حرفة قائمة بذاتها وتحتاج إلى وقت وجهد كبيرين''. وتعدّ''أجنحة الملكة''رواية حب واقتلاع، فالراوي هو أستاذ جامعي، يتابع عاجزاًومصدوماً احتضارميريام، التي أحبّا بعضهما لدرجة الجنون، يفتح هذاالسهرالأليم قرب سرير المستشفى، الرواية، ويختتمها في حلقة دائرية تبرز الفارق بين زمن الحياة وزمن الموت، نسترجع معه مسار ميريام المذهول في بلد يغرق في العنف. ميريام راقصة باليه، تصاب برصاصة طائشة في دماغها، وبذلك تصبح أيامها وحركاتها معدودة، وعليها تعلّم التعايش مع هذا الوضع، كما ينبغي عليها أن تتخلى عن الرقص، وهذاما لن تقبل به، فقداكتشفت الرقص وهي طفلة، بفضل لقائها مع أناتوليا الروسية التي تقترح عليها الدخول في فرقة الباليه التي أسّستها، وهكذا تتحوّل أناتوليا إلى أمّ ثانية لها، فقداضطرت أمّها الحقيقية إلى الزواج مجدّداً ضمن تقليدالعائلة مع شقيق زوجها- فوالدها كان قداغتيل على يد المنظمة المسلحة السرية الفرنسية المتطرّفة، وميريام لم تعرفه، والذي تبيّن أنّه صعب المزاج. ومن أجل الخلاص من البؤس والإنغلاق الذي تعيشه مع أسرتها، تقبل ميريام بأوّل من يتقدّم للزواج منها، وتلك كانت غلطتها الأساسية، ولكن لم يدم زواجها طويلاً وتمّ الطلاق، مما سمح لها باستعادة حريتها، وهكذا تفرّغت للرقص باندفاع كبير، لتنشأ قصة حب بين الراوي وميريام، كتحدّ للإحباط المهيمن. من جانب آخر، يحضّر صاحب جائزة زايد للكتاب رواية جديدة تحت عنوان''أصابع لوليتا''بالتزامن مع معرض بيروت الدولي للكتاب أواخر السنة الجارية، تدورأحداثها حول فتاة من''فراشات الجنة''وعلاقتها بأحدالكتّاب، وكيف يتقاطع مصيرهما في عاصمة الجن والملائكة، وتتعلّق بكاتب تجاوز عمره العقد السادس، سبق أن صدرفي حقّه حكم بالإعدام لمساندته الرئيس الجزائري الأسبق بن بلة في مقالاته، ليس لأنّه يعمل في السياسة ولكن لأنه كان يرى في بن بلة صورة والده، ثم يعود فيكتب عن الحركات الإسلامية في الجزائر، فيحاكم ويصدرفي حقه حكما جديدا بالإعدام، فيسافر إلى فرنسا ليستقر هناك، وخلال وجود الكاتب في معرض فرانكفورت للكتاب لتوقيع كتابه الأخير، تأتي فتاة لا يتجاوزعمرها 20 عاماً، وتخبره بأنّها واحدة من''فراشات الجنة''اللاتي كتب عنهن، وأنّها كانت مع الإسلاميين ثمّ انتقلت إلى أوروبا لتعمل عارضة أزياء، ومن خلال العلاقة التي تنشأ بين الكاتب والفتاة. وللتذكير، فإنّ هذه الإقامة الإبداعية فرصة أمام دارالنشر ''آكت سود''للتعريف بالكتّاب والمؤلّفين الذين ينشرون كتبهم لديها، وتمنح هذه الدورة المخصّصة لمنشورات''آكت سود''فضاء لالتقاء الجمهورالجزائري بمختلف المؤلفين القادمين من القارات الخمس، حيث حضر فعاليات هذه الدورة كل من ماتياس اينارد من فرنسا، فاروق ماردام باي من سوريا، مينة تران هوي من الفيتنام، إلى جانب إيملين لاندون من أستراليا، تيم باركس من المملكة المتحدة، بريتن بريتن باشا من جنوب إفريقيا، وغيرهم. وتدخل هذه الفعاليات ضمن نشاطات الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، التي ما فتئت تنظمها على مستوى فيلا عبد اللطيف، في شتى الفنون والثقافات منذ سنة ,2009 بغية تحقيق التبادل المعرفي والثقافي بين دول مختلفة والجزائر، وفي هذاالسياق، عرف هذاالفضاء تنظيم العديد من النشاطات الفنية والثقافية، في مقدمتها لقاءين حول المقاومة الفلسطينية للتعريف أكثر بهذه القضية، وكذا للتأكيد على أهميتها وضرورة مواصلتها المسيرة-.