أسدل، أمس، الستار على معرض الجزائر الدولي في طبعته ال 44 الذي تميز هذه السنة بمشاركة مميزة من خلال ضيف الشرف دولة تركيا والعديد من الدول الأوروبية التي أصبحت مشاركتها تقليدا، فضلا عن الدول العربية، من بينها الكويت التي شاركت لأول مرة في هذه التظاهرة الاقتصادية الهامة. وقد أكدت هذه الدول من خلال شركاتها العارضة رغبتها في تعزيز علاقاتها الاقتصادية وإقامة المزيد من الشراكة مع الجزائر، كما تزامن ذلك مع اختتام صالون الصادرات ''الجزائر اكسبورت'' بتوقيع ''الجاكس'' اتفاقية تعاون مع الوكالة التونسية للتصدير. وقد شارك في هذه التظاهرة، التي دامت 6 أيام وبصفة رسمية، 565 شركة أجنبية من حوالي 30 دولة من أصل 1030 شركة، 8 عربية، 8 أوروبية و6 من أمريكا الشمالية والجنوبية و4 آسيوية كما شاركت 33 شركة بصفة فردية من كل من إسبانيا، الهند، باكستان، مدغشقر والبرتغال، فيما تمثلت المشاركة الوطنية في 470 عارضا تنحصر معظم تخصصاتهم في مجالات الصناعات الغذائية والإكترونية والميكانيكية، الخدمات، الأشغال العمومية والبناء فضلا عن صناعة الحديد والصلب، 27 منهم ينشطون في إطار الشراكة مع الأجانب. من بين الشركات الجزائرية الخاصة التي قطعت أشواطا رائدة نجد شركة ''سامحا'' التي أنجزت وحدة إنتاج للتجهيزات الإلكترونية منذ 2009 لتشرع بذلك في عملية الإنتاج وليس التركيب وهي تشغل حاليا أزيد من 1500 عامل وهي تعمل حاليا ب70 بالمائة من قدراتها وتعتبر الخامسة عالميا ضمن مجموعة سامسونغ العالمية، ومن المنتظر أن تنطلق هذه الأخيرة حسب أحد ممثليها في عملية تكوين اليد العاملة الجزائرية خلال الأشهر المقبلة، للإشارة فإن الحكومة اتخذت مسألة خلق مناصب العمل ضمن أولى أولوياتها الأمر الذي جعل العديد من الشركات الوطنية تعمل من خلال شراكتها مع الأجانب في هذا الاتجاه الذي يتطلب أيضا نقل التكنولوجيا وتكوين اليد العاملة الجزائرية وهي النتائج التي لابد أن تثمرها مختلف أعمال الشراكة بين الجزائريين والأجانب. كما تسعى الشركات الجزائرية الناشطة خارج الحروقات إلى تعزيز وجودها في السوق الخارجية من خلال تقديم منتوج يرقى إلى مستوى المقاييس الدولية، وهو ما برز خلال الطبعة الثالثة لصالون التصدير ''جزائر اكسبورت'' الذي نظم على هامش المعرض الدولي، والذي اختتم هو الآخر أول أمس، أي يوما واحدا قبل اختتام المعرض الدولي بتوقيع اتفاق تعاون بين الوكالة الوطنية لترقية الصادرات ''الجاكس'' والوكالة التونسية لترقية الصادرات، حيث تميز بعرض منتوجات مختلفة حظيت باهتمام الأجانب والمحليين لما له من جودة وتميز، إلا أنه وحسب المنتجين الذين التقيناهم بعين المكان فإن مهمة التصدير تبدو صعبة للكثير منهم في ظل المشاكل والعراقيل الإدارية والقانونية التي تجعل وجودها في السوق الدولية غير مستقر. من الشركات الجزائرية التي تتميز بقدرة عالية للتصدير شركة ''استرال'' لتجهيزات المخابز والحلويات التي شرعت في عملية التصدير سنة 1999 إلى بعض الدول العربية، وشركات أخرى منتجة ومصدرة للتمور والمولدات الكهربائية والتي أثبتت قدراتها في تصدير المنتوج الجزائري. والجدير بالذكر أن طبعة 2011 لمعرض الجزائر الدولي عرفت انخفاضا طفيفا من حيث المشاركة وهو الأمر الذي فسره الخبراء بنجاح الصالونات والمعارض المتخصصة التي تنظمها الجزائر طيلة السنة.