تستعد وزارة البيئة وتهيئة الإقليم لتعطير أجواء العاصمة بروائح زكية بذوق الياسمين والليمون والنعناع، يستمر مفعولها لأزيد من عام كامل، في تجربة هي الأولى من نوعها بعد تلك التي مست بشكل جزئي وادي الحراش للقضاء على الروائح الكريهة، وسيتم التركيز خلال هذه العملية على المناطق التي تشهد انبعاثا للروائح الكريهة خاصة تلك المحاذية للمفارغ العمومية ومراكز الردم إلى جانب الوديان وحتى الأحياء العتيقة. ويشير مصدر من وزارة البيئة وتهيئة الإقليم إلى أن هذه الأخيرة ستتعاقد مع إحدى الشركات الجزائرية الأولى في بلادنا في تخصصها المتعلق أساسا بإنجاز مستخلصات العطور والغازات الصناعية منذ أزيد من 40 سنة ويتعلق الأمر بشركة ''فلا فير'' التابعة لمجموعة زياني والمختصة في إنتاج الغازات الصناعية ومستخلصات العطور باعتماد مواد أولية محلية، كما أنها تصدر ومنذ أعوام منتجاتها لعدد من الدول الأوربية وفي مقدمتها سويسرا. وبعد سنوات من الخبرة اكتسبت الشركة تقنيات جديدة في استعمال العطور والغازات الصناعية التي تعمل على امتصاص الروائح الكريهة بالإضافة إلى عملها على القضاء على الحشرات من خلال مزج التركيبة العطرية والغازية وهو ما يعطي تأثيرا ونتيجة مضاعفة بفضل التقنيات المستعملة والتي يشرف عليها مختصون ومهندسون جزائريون. وقد شرعت المؤسسة في دراسة أول تجربة لها على مستوى مفرغة أولاد فايت التي تعرف حاليا مشاكل كبيرة من حيث تشبعها وكذا فشل تقنيات الردم التي شرع فيها منذ أزيد من أربعة أعوام، مما أدى إلى انبعاث روائح كريهة امتدت على مسافة كيلومترات لتطال العديد من البلديات المجاورة غرب العاصمة وحتى إقامات الدولة والمركبات السياحية.. وشرعت المؤسسة بعد موافقة الوزارة في تنصيب أجهزة خاصة على مستوى المنطقة. وتعمل الأجهزة أساسا على امتصاص الروائح الكريهة.. كما يعمل الجهاز بنظام تسريب العطر الصناعي في التربة والهواء بكبسولات خاصة يتم استبدالها عند الحاجة ويمتد مفعولها لشهور طويلة، وهي نفس التقنية التي سيتم اعتمادها لاحقا كتجربة أولية على مستوى بعض الوديان بحيث سيتم تحليل عينات من العطور الصناعية الغازية في مياه الوديان تعمل على القضاء على الحشرات الضارة وبيوضها بالإضافة إلى امتصاص الروائح الكريهة التي تنطلق من أعماق الوديان في شكل عطور زكية. وخلافا لتجربة وادى الحراش التي تم فيها اعتماد تقنيات البخ الهوائي والبخار الذي سرعان ما يتلاشى مفعوله في حال هبوب رياح متوسطة، فإن تقنية شركة ''فلا فير'' يتم تحليلها في مصدر الانبعاثات الكريهة سواء تعلق الأمر بالتربة أو المياه، كما أن الفرق الكبير بين التجربتين يكمن في أن الأولى تم فيها الاعتماد على مواد مستوردة من بريطانيا وذات تركيز ضعيف فيما تتكفل شركة جزائرية بالتجربة الثانية التي ستسمح بخلق مناصب شغل للشباب خاصة في حال اهتمام البلديات بهذه المنتجات للقضاء على مشاكل الروائح الكريهة بالعديد من أحيائها القديمة والعتيقة التي تعرف مشاكل من حيث تصريف المياه القذرة. ويشير مصدرنا إلى البعد الاقتصادي لهذا التعاقد هو الأساس، علما أن الهدف الأول يكمن في تشجيع المؤسسات الوطنية على البروز على حساب المتعاملين التجاريين الذين يسعون إلى تحقيق الربح السريع على حساب المستثمرين والمنتجين الحقيقيين.