يستحق الطفل عندنا حصته الكاملة من الغذاء الثقافي الذي يضمن له بنية فكرية وروحية تساعده على النمو الصحي المتوازن. فلا يكفي أن نجعل من الطفل جمهورا صغيرا يستهلك كل ما يقدمه الكبار ضمن أجندة محشوة بالبرامج والعروض بل يجب أن نجعل من الطفل شريكا فعالا فيما يقدم في شتى الفنون والمعارف حتى يشب عليها قلبا وقالبا وينهض بالتالي بها عوض أن يجترها ثم سرعان ما يرميها وراء ظهره لتحدث القطيعة ويتكرر المصير نفسه مع أجيال أخرى لاحقة. جميل أن نرى الطفل فنانا منذ نعومة أظافره وهذا لن يتأتى إلا بالتكوين والتحصيل من خلال الورشات المفتوحة في مختلف الفضاءات خاصة في المراكز الثقافية والمكتبات، من خلال البرامج التربوية في المدارس، كما كان حالها فيما مضى، حيث تفتّقت مواهب الرسم والتمثيل والموسيقى والشعر داخل جدران الأقسام وسرعان ما خرجت إلى ساحة العلن عبر مختلف المناسبات والتظاهرات. إن الطفل عندنا بحاجة إلى التأطير والمتابعة كي لا تهدر قدراته ومواهبه وحتى لا يبقى مجرد وعاء أجوف قابل لأن يحشى دونما إحساس أو تفاعل.