شارك الأستاذ معزة بوعلام (أستاذ متقاعد) مؤخرا، في فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية غليزان بقاعة الموقار، حيث حمل بعضا من تراث المنطقة الذي حافظ عليه باعتباره كنزا لا يقدر بثمن. حمل الأستاذ معزة معه زرابي منطقة القلعة وهي زرابي ذات سمعة عالمية تعكس عراقة الجزائر، علما أن بعض الزرابي المعروضة التي يملكها يمتد عمرها إلى5 قرون، وهي لا تزال في حالة جيدة. يقول الأستاذ »أقوم كل جمعة بعملية ''بخور'' بالجاوي وعود قمار لكل ما أملكه من زرابي قديمة ومخطوطات وبالتالي لم تتضرر أية قطعة«. أهتم السيد معزة بالزرابي مع زوجته السيدة نبية، وهي حفيدة للأمير عبد القادر، التزمت بحفظ تراث وصناعة الزربية في المنطقة والإلتزام بخصوصيتها التي اشتهرت بها خاصة من حيث الأشكال والألوان وخفة الوزن. زربية القلعة متميزة بالأصفر الخلوقي وباللون الدخاني وبرموزها البربرية التركية، وهي شرط لدخول المرأة إلى البيت الزوجية، وقد تم تكريمها بإصدار طابع بريدي لها سنة 1970 جاب أصقاع العالم. زربية القلعة موجودة حاليا بمتحف انجلترا، وهي زربية أهداها نابليون لملك انجلترا سنة ,1833 عندما استضافه بالجزائر، وقد اقتناها نابليون من محل »محلي توتة« شارع شارت سابقا. كما توجد زربية القلعة بمتاحف فرنسا ولاتزال تطلب إلى اليوم، مع الإلتزام ببعض الكتابات بالعربية، وأخيراتم وضعها في المتحف الأندلسي بباريس، باعتبارها تراثا أندلسيا. من جهة أخرى، يكتنز الأستاذ معزة العديد من المخطوطات الثمينة يفوق عددها »25 مخطوطا«، عرض منها 12 بعضها يمتد عمرها إلى 5 قرون ولاتزال »صحة جيدة«، تتضمن علوم الفقه والتشريع وعلم الفلك والمصاحف وغيرها، وهو دليل على النهضة الحضارية التي شهدتها المنطقة خاصة القلعة أرض 366 وليا صالحا أحدهم حفيد سيدي عبد الرحمن الثعالبي، كما يوجد بها قبر ابنة خير الدين عروج. عمي معزة بوعلام فخور بتاريخه وأصالته و بأصله الذي يعود إلى بطل المقاومة الشيخ بومعزة، الذي واصل جهاده ببلاد القبائل مع لالا فاطمة نسومر ويحث على ضرورة حفظ هذه الذاكرة كي لا نقع في الإضمحلال والشبه. يؤكد المتحدث أنه سيواصل هذا المشوارليحمل ما يملكه إلى كل الجزائر ويوصله إلى جيل الشباب.