بهدف تسليط الضوء على مختلف أوجه الإبداع الفني النسوي في الجزائر، وتحسيس أكبر قدر ممكن بالإبداعات النسائية عن طريق خلق فضاءات للترويج والتشجيع، تنطلق في الثاني عشر ماي الجاري، فعاليات الطبعة الأولى للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بقصر الرياس، بتقديم معارض ومحاضرات حول النسيج، وكذا حفلات موسيقية وعرض مسرحي. فعاليات المهرجان الوطني لإبداعات المرأة التي تستمر إلى غاية 18من الشهر الجاري، تأتي بطابع متنوّع ومتعدّد، لتثمين الإبداعات الفنية النسائية في بلادنا عن طريق المعارض، الصالونات، المحاضرات، المسابقات، ورشات التنشيط والتكوين لفترات قصيرة. وفي هذا السياق، أشارت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمتها التي جاءت في موقع هذه التظاهرة، أن هذه الطبعة الأولى ذات أهمية بالغة نظرا للدور المنوط بهذا المهرجان الوطني لإبداعات المرأة منذ ترسيمه. مضيفة انه يجب إبراز مواهب المرأة وترقيتها بهدف تغيير النظرة السائدة ومحاربة الصور النمطية والتمييز الذي تتعرض له النساء أحيانا حينما يردن التعبير عن خوالجهن من خلال الفنون والثقافة. وأشارت الوزيرة إلى أن اختيار النسيج كموضوع للطبعة الأولى، راجع إلى كونه فنا متأصلا تخصصت فيه النساء منذ القدم، بالإضافة إلى قابليته للتجديد والعصرنة. من جهتها، أكدت محافظة المهرجان، السيدة حميدة أقسوس، أن إبداعات المرأة في الجزائر أصبحت تمس كل ميادين التعبير الفني. مشيرة إلى أن اختيار النسيج في هذه التظاهرة يعود إلى كونه إحدى التقنيات القديمة قي العالم، كما أنه أداة تعبير للمرأة ولغة تسمح لها بسرد يومياتها وبالتواصل مع الآخرين، من خلال الرموز الهندسية والأشكال الزهرية أو الرمزية والألوان. وبهذه المناسبة سيتم يوم افتتاح الطبعة الأولى للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة، تدشين المعارض الثلاثة الخاصة بالنسيج، إذ سيحتضن ''قصر ''18 برياس البحر، معرض الأدوات والتقنيات المستعملة في النسيج، مرفوقا بمعرض للكتب والمراجع والأبحاث التي لها علاقة بتاريخ النسيج، أما »قصر 23« فسيضم معرضا للقطع المنسوجة المصنوعة من طرف حرفيات من مناطق مختلفة من الوطن تتمثل أعمالهن في الإبداع والتجديد المرتكز على التقنيات القديمة، وهن فطيمة كعباش، سميرة قطوش، فتيحة قادري، وردية سكري، نصيرة حرب، زهرة احدادن، مسعودة فرطاس، فتيحة تين، فطيمة رويغي، فطيمة العرباوي وسعيدة بن أحمد. في حين سيعرف ''قصر''17 تنظيم معرض بعنوان '' من التقليد إلى الحداثة'' يحتوي على إبداعات مصممات وفنانات يبرزن إبداعات نسيجية عصرية وهن حسيبة بوفجي، مونيا فرادة، فطيمة رويغي، فاطمة رحال، وردية سكري ونسيمة بومهدي. وسيشهد يوم الافتتاح كذلك تنشيط ورشات حول تعليم فن النسيج مع إحياء الفنانة بهجة رحال حفلا بفضاء فضيلة دزيرية الكائن بالمعهد الوطني العالي للموسيقى. ودائما في إطار المهرجان، ستلقي الأستاذة مالك عزوق مليكة محاضرة بقصر الرياس حول موضوع ''طقوس النسيج بين الأسطورة والواقع''، توضح فيها كيف أن عملية تحضير خيوط المنسج ليست عملية فيزيائية بحتة، بل عملية جد حساسة تدخل فيها قوى الحياة، وأنه انطلاقا من خيوط المنسج نحصل على ما يسمى ب'' روح المنسج'' . وستلقي الأستاذة عائشة حنفي محاضرة حول موضوع '' الزرابي الجزائرية، تراث وهوية'' بنفس الفضاء، تتناول فيها صناعة الزرابي كجزء من التراث الثري الذي تزخر به الحضارة العربية الإسلامية وكيف أن القبائل الرحل هي التي اهتدت إلى هذا الإبداع باعتبارها غير مستقرة ومجبرة بذلك على حمل أقل قدر من الأمتعة وبالتالي استعمال الصوف لتوفير على الدفء. كما سيقدم المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة بقاعة الموقار، العرض الشرفي لمسرحية ''رأس الخيط'' عن نص نجاة طيبوني، إخراج صونيا وتمثيل عائدة قشود وليديا لريمي، بينما ستحيي الفرقة النسوية '' فن ونشاط'' من مدينة مستغانم بقيادة السيدة هاجر بن مراح، حفلا فنيا بالقصر. وفي الأخير، تحتضن الخيمة التقليدية بقصر رياس البحر حفل اختتام المهرجان، بالكشف عن أفضل مبدعة في النسيج، وكذا تقديم الجمعية النسوية ''أزلوان'' من شروين (ولاية أدرار) بقيادة السيدة أمحمدي فاطمة حفلا من التراث الموسيقي ل''أهاليل''.