تعرض مستغانم إلى غاية 12 ماي الجاري بقاعة الموقار، تراثها الثقافي والفلكلوري الضارب في الحضارة والتاريخ.حضرت مستغانم بأعراسها وشواطئها وفرسانها ومخطوطاتها علها تعكس شيئا ضئيلا من ثروتها التي لا تنضب. أشار الأستاذ بلحسن الشيخ وهو إطار بمديرية الثقافة بمستغانم في حديثه مع ''المساء''، إلى أن هذا الأسبوع الثقافي يضم خيرة فناني ومبدعي المنطقة، إضافة الى مختلف المقتنيات التي تم اختيارها كعينات من تراث مستغانم. ومن ضمن ماتم عرضه بعض الأسلحة القديمة، منها سيوف تعود إلى القرن الثامن عشر وأخرى خاصة بفترة حكم الأمير عبد القادر، كما عرضت أيضا أوان نحاسية وفوانيس وموازين بعضها يعود تاريخه الى سنة 1736م وكلها في وضعية جيدة، مما يعكس مدى محافظة المستغانميين على تراثهم، كذلك الحال بالنسبة للمخطوطات، فقد تم عرض مخطوط في علم الفتاوى لمؤلفه محمد بن عبد الله بن محمد العباسي ,1519 وكتاب دعاء الاستغفار ودليل الحيران للجازولي سنة 1116 والكثير من المخطوطات بعضها يعود الى سنة ,1431 علما أن صاحبها الأستاذ بوناب مصطفى يملك منها ألفي كتاب. معرض الصور الفوتوغرافية ذات الإطارات الكبيرة، كان في قمة الروعة وشد إليه الزوار، حيث استعرض صاحبه الفنان مصطفى عبد الرحمن في حديثه مع ''المساء''، الخصوصيات المستغانمية التي التقطتها بعناية عدسة التصوير، ومن ضمن ما تم تصويره حلقة المداح في المدينة والأرياف وطقوس حلوى العيد ومستغانم ذات الخمس أبواب وغيرها، يقول ''أردت أن تحمل الصور التراث المستغانمي اللامادي، خاصة ذلك التراث الجامع والمشترك بين الجزائريين والذي يمثل هويتهم وتاريخهم، حملت 21 صورة من ضمن 45 سجلت فيها مثلا تراث ''لالة زواتي'' والمدينة القديمة، والزاوية العلوية المقابلة للبحر والمدينة العثمانية المسماة الدرب وزاوية سيدي بن خلوف شرق مستغانم التي صورت بها ''الركب'' أو الزيارة التي تجمع النساء والأطفال والرجال والشيوخ الذين يتوحدون لاستقبال موسم الصيف (الوعدة الكبيرة)، فيجمعوا ''العولة'' ابتداء من سيدي علي حي زاوية بن خلوف، فالصيف يشهد توافدا كبيرا للناس، وذلك يتطلب مؤونة ثقيلة، طبعا الحال كان أجمل في الماضي، أين كانت تستعمل الخيول والعربات ذات النكهة المستغانمية الأصيلة. أقيم أيضا معرض للفنان هاشمي عامر مدير المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم، وأغلب لوحاته كانت في طراز المنمنمات، وبنفس المعرض عرض بلقاسم بلمنور وقرواح الزين في نوع التجريدي، أما بلحسن الشيخ فكانت لوحاته في الانطباعي، حيث أبدع في رسم دوار الشمس وغروب الشمس والهجرة وغيرها. للإشارة، يتضمن المعرض فترات تنشيطية موسيقية وأمسيات شعرية وندوات وعروض أفلام وغيرها. من ضمن المشاركين، فرقة نورالمصطفى الدينية مع المنشد بلعليا ومع الشاعر الثائر عربي عبد القادر ومع الموسيقي أحمد زقيش. من أهم الأسماء الفنية الحاضرة جمعية الشيخ العلوي للطرب الأندلسي والمطرب العصري نور الدين بخيرة والشعبي مع خرباب محمد وفرقة الفن والنشاط الاندلسي. كما ستقدم مسرحية للأطفال مع جمعية مسرح البحر، وكذا محاضرة لبورحلة عبد القادر يتحدث فيها عن تاريخ مستغانم، إضافة الى فيلم وثائقي بعنوان ''براميل الموت'' لمصطفى عبد الرحمان، وكذا أمسية شعرية مع شعلال خالد. الاختتام سيكون بمراسيم حفل زواج تقليدي مستغانمي يتبع بحفل مع الفرقة الأندلسية ''الفن والنشاط''. للتذكير، فقد شهد حفل الافتتاح حضورا قويا امتلأت به قاعة الموقار من أجل الاطلاع على تراث هذه المنطقة العريقة ذات الخصوصيات الثقافية المتنوعة.