قال المدرب الوطني العسكري للجيدو السيد ناصر وعراب ل ''المساء''، إنه بمقدور التشكيلة الوطنية العسكرية التي تستعد للمشاركة في الألعاب العالمية المزمع إجراؤها بالبرازيل في الفترة الممتدة من 16 الى 24 جويلية القادم، الظفر بالمعدن النفيس، وذلك بالنظر الى الإمكانات المتاحة لصالح النخبة الوطنية العسكرية التي تضمن استعدادات ذات مستوى عال. مؤكدا في نفس الوقت أنه بصدد إجراء اتصال مع أربعة مصارعين من المنتخب الوطني المدني، وذلك من أجل تدعيم التركيبة الوطنية العسكرية في الموعد العالمي قصد بلوغ الهدف المسطر. وكشف ناصر وعراب، أن إبعاده من المديرية الفنية الوطنية للجيدو، لم يكن مرتبطا بالنتائج المسجلة خلال عهدته، بدليل أن النخبة الوطنية تراجع مستواها بشكل ملحوظ في الأربعة الأشهر حيث فشلت هذه الأخيرة في استعادة لقبها القاري، على حد قوله... - بداية، كيف تم انتقالك من رئاسة المديرية الفنية الوطنية الى الإشراف على حظوظ المنتخب الوطني العسكري؟ بعدما أضحى خبر ابعادي من المديرية التقنية الوطنية لاتحادية الجيدو معروفا في الساحة الرياضية، استدعاني السيد العميد مقداد بن زيان رئيس مصلحة الرياضات العسكرية، لاستثمار خبرتي التي تجاوزت 20 سنة وتخللتها خمس ميداليات، منها ميداليتان أولمبيتان وثلاث ميداليات عالمية، بالإضافة الى الألقاب القارية التي لا تعد ولا تحصى، ونقلها للتشكيلة الوطنية العسكرية التي تسعى جاهدة لإثبات علو كعب الجيدو العسكري الجزائري بامتياز خلال الألعاب العالمية المقبلة، لا سيما وأن المنتخب الوطني العسكري لهذا الفن القتالي بحوزته لقب عربي فازت به عام .2009 - ما هو الفرق بين تدريب فريق عسكري ومدني، باعتبارك دربت فرقا ومنتخبات مدنية؟ في الحقيقة ليس هناك فرق يذكر على وجه الخصوص إلا من ناحية الإمكانات، فالفريق العسكري الذي يضم في صفوفه 18 مصارعا من بينهم عناصر تنشط في المنتخب المدني، على غرار يوسف نواري وزن (66 كلغ) وإلياس بويعقوب وزن (90 كلغ)، كما توجد أسماء لا تنتمي الى الفريق الوطني تم استدعاؤها لتدعيم حظوظ المنتخب الوطني العسكري في المواعيد الرسمية المبرمجة هذا الموسم انطلاقا من النتائج المسجلة في المنافسات الوطنية، وأمضت عقودا مدتها 4 سنوات. - ذكرتم بأن الفرق يكمن في الإمكانات، ماذا تقصد؟ بالنظر الى مشواري الرياضي الذي يتجاوز 20 سنة ومعرفتي الكبيرة بالمشاكل التي تتخبط فيها الفرق والمنتخبات المدنية... وجدت أن الفرق الوحيد بين منتخب عسكري وآخر مدني، يكمن في الإمكانات والوسائل البيداغوجية، فالمصارع في المنتخب العسكري لديه كل الظروف التي تجعله يتألق بامتياز خلال المنازلات الرسمية بداء بالوسائل المتوفرة، فمركز تجمع وتحضير الفرق الرياضية العسكرية بابن عكنون على سبيل المثال يعد هيكلا تكوينيا هاما ومكانا لإقامة المنتخبات الرياضية الوطنية العسكرية، وهو مجهز بكافة المرافق الضرورية للتحضير البدني وفقا للمعايير الدولية، مع الحرص على تزويده بالآليات الجديدة لمواكبة التطور الحضاري في الميدان الرياضي العسكري، مرورا إلى صيرورة التحضيرات وذلك نظرا لطبيعة العمل العسكري. أما المصارع في المنتخب المدني، فهو يخضع لبرنامج تدريبي غير ثابت قابل للتغيير في أية لحظة، وهذا راجع الى الإمكانات الموجودة على مستوى الاتحادية أو النادي.. ونشاهد هذه الأمور دائما في الفريق الوطني المدني الذي يتعذر عليه في كثير من الأحيان إقامة تربصات تحضيرية بالخارج أو المشاركة في الدورات الدولية وكلها مرتبطة بالإعانة المالية. - الجزائر كان مقررا أن ستستضيف الطبعة الأولى من البطولة الإفريقية للجيدو العسكري خلال شهر ماي الفارط، لماذا لم تنظم؟ السبب الحقيقي الذي كان وراء تأجيل البطولة الإفريقية العسكرية للجيدو التي كانت من المقرر اقامتها في الفترة الممتدة من 5 الى 9 ماي الفارط، تقني لا غير، حيث ارتأت الدول الإفريقية التي أكدت موافقتها الرسمية للمشاركة خوض هذه التجربة الأولى من نوعها على المستوى القاري في أحسن الظروف التحضيرية، وذلك قصد إعطائها مستوى تقنيا عاليا يليق بسمعة الجيدو الإفريقي... ولهذا الغرض فضلت هيئة العميد مقداد بن زيان تأجيل المنافسة القارية الى موعد لاحق أي في السداسي الثاني من العام الجاري. - وإذا عدنا للحديث عن الألعاب العالمية، كيف تحضر العناصر الدولية العسكرية لهذا الموعد الرياضي الكبير؟ عندما عينت على رأس العارضة الفنية للتشكيلة الوطنية العسكرية للجيدو، وجدت الخطوط العريضة للبرنامج الإعدادي الخاص بالموسم الجاري 2010/,2011 قد سطرت بنسبة كبيرة، وأضفت لها بعض الاقتراحات وذلك تناسبا مع حجم المنازلات الرسمية المدونة بأحرف بارزة في رزنامة المحطات التنافسية الهامة وفي مقدمتها الموعد العالمي. وعن تحضيرات النخبة الوطنية العسكرية التي انطلقت منذ خمسة اشهر الفارطة بصورة جدية، فكانت متنوعة ومستمرة بدون انقطاع، حيث تخللتها سلسلة من التجمعات الإعدادية بكل من مركز تجمع وتحضير الفرق الرياضية العسكرية بابن عكنون والمركز الدولي للجيدو بسيدي فرج، وكذا ''دوجو'' بوزريعة رفقة عناصر المنتخب الوطني المدني. وعلاوة على ذلك، أجرينا تدريبات مشتركة مع أبرز النوادي العاصمية على غرار نادي راما والمجمع الرياضي النفطي واتحاد العاصمة، بهدف الاحتكاك مع ابرز المصارعين الوطنيين، وكذا كسب ميكانيزمات تنويع اللعب لاستثمارها في بساط ريو دي جانيرو. ومن المحتمل جدا أن يقيم الفريق الوطني العسكري تربصا تحضيريا بتونس أو ايطاليا في الاسبوع الرابع من الشهر الجاري، وذلك من أجل معرفة مدى جاهزية العناصر الدولية، وكذا وضع الروتوشات الاخيرة قبيل أسبوع من انطلاق الحدث العالمي. - بما أن الألعاب العالمية تكتسي أهمية بالغة عندكم، ما هو الهدف الذي سطرتموه للوصول الى ما تطمحون إليه؟ بما أن رصيدي تتخلله خمس ميداليات منها ميداليتان أولمبيتان وثلاث ميداليات عالمية، أسعى الآن الى إثراء سجلي بإنجاز آخر وهذه المرة على الصعيد العسكري، وذلك بانتزاع ميدالية من المعدن النفيس، وإذا لم يسعفنا الحظ نعمل جادهين للحفاظ على المكسب التي حققته التشكيلة الوطنية في الألعاب العالمية الفارطة التي جرت بالهند عام ,2007 والتي كانت من نصيب المصارع الياس بويعقوب (-90 كلغ). - هل تعتقدون أن المهمة ستكون يسيرة لتحقيق المبتغى؟ نتوقع أن تكون المأمورية عسيرة نظرا لنوعية المصارعين، وكذا المشاركة القياسية للمنتخبات العسكرية التي ستمثل 140 دولة.. والأمر الذي يزيد من صعوبة مهمتنا هو تدعيم الفرق العسكرية حظوظها بخيرة المصارعين من المنتخبات المدنية، لا سيما عند المنتخبات الآسيوية التي اعتادت اعتلاء منصة التتويج بدون منازع. ورغم المستوى العالي المرتقب مشاهدته في هذا الحدث العالمي العسكري، إلا أن التركيبة الوطنية تطمح الى تحقيق نتيجة مشرفة... وستلعب عناصرنا هذه الدورة بكل قوة معتمدة في ذلك على امكانياتنا الطبيعية الممتثلة بالدرجة الأولى في البنية المورفولوجية القوية والسرعة والدفاع. - هل من كلمة أخيرة نختتم بها هذا الحديث؟ أنا هنا من أجل تأكيد درجة الثقة التي وضعت في شخصي من طرف السيد العميد بن زيان، وسأثبت أيضا قدراتي في مجال اختصاصي بالحصول على ميدالية ذهبية في هذه الألعاب، وستكون دليلا على الخطأ الذي وقع فيه من أنهوا مهمامي على رأس المديرية التنقية لاتحادية الجيدو.. وأقول أنني لست السبب في النتائج السلبية التي سجلتها هذه الرياضة، والدليل على ذلك أنهم لم يحققوا أية نتيجة حتى بعد إبعادي.