نشط، نهاية الأسبوع الفارط، الدكتور علي ملاحي ندوة ثقافية حول كتابة الجديد الذي صدر مؤخرا عن »دار كنوز الحكمة«، وهو موسوعة جمع من خلال كل ما كتب عن الطاهر وطار، تتكون من أربعة مجلدات تحت عنوان »هكذا تكلم الطاهر وطار«، ويأتي هذا العمل الضخم الذي تم تدعيمه من وزارة الثقافة في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية .2011 في عرضه لهذه الموسوعة، أكد الدكتور علي ملاحي أنه أراد من خلالها أن تكون في شكل قبلة علمية على جبين الأديب الجزائري الراحل الطاهر وطار. وأضاف الدكتور ملاحي بخصوص وطار أنه ماتزال الجزائر العميقة تنبض بإبداعه الحي الذي أسال حبر النقاد وشجع الإعلاميين على الاقتراب منه، وأنه كان شخصا صعب المراس، وكان من يقترب منه يخافه ومن يبتعد عنه يخافه كمبدع، وقد اندفع إليه الأكاديميون والنقاد والإعلاميون، مما شجعني لجمع أعماله كأعمال بكر لمن يريد أن يؤسس الرواية الجزائرية. وعن هذه الأعمال، قال ملاحي جمعتها في كتابي »هكذا تكلم الطاهر وطار حكيم الجاحظية« واستطرد المؤلف أن هذه المادة المجموعة لم يكن ميسّرا جمعها في هذا الشكل أربع مجلدات، يحتوي كل مجلد على600 صفحة؛ ثلاثة مجلدات للدراسات النقدية التي أنجزت حول هذا الأديب، منذ أواخر السبعينيات إلى الأيام الأولى بعد وفاته. أما عن المنهجية التي انتهجها في هذا العمل الضخم، فقد أكد الدكتور ملاحي أنه أخضع المادة لعملية دقيقة للدراسات التي كتبت عن الطاهر وطار وآثرت يضيف علي ملاحي أن آخذ كل الدراسات التي تناولت إبداع الطاهر وطار حتى يستطيع الدارسون اعتمادها كأبحاث أرشيفية. واستطرد الدكتور ملاحي في تقديمه لهذه الموسوعة أن الطاهر وطار، من خلال أعماله، أثار فضول النقاد بطريقة مفتوحة، مما جعل النقاد في احتكاك دائم مع هذه الأعمال من روايات ومسرح وقصة. أما المجلد الرابع من هذه الموسوعة، يقول ملاحي إنه خصصه لعدة حوارات ذات اللغة العفوية وأن فيها نوعا من الإستفزاز المقصود، وكان كل كلمة يقولها تأتي في محلها ويقصدها قصدا، لأن الطاهر وطار معروف عنه بترصده المواقف، و يختار في كتابة قصصه هذه المواقف، ويوجه من خلالها شفرات معينة، إضافة إلى ذلك أنه كان يتعانق مع التاريخ وحلقاته التي كان يعيشها المجتمع الجزائري. وأوضح الدكتور علي ملاحي أن الطاهر وطار ظل وفيا لإيديولوجياته، إلا أنه كان يتعامل مع الواقع مثل ما نجده في الزلزال إلى آخر رواياته قصيدا في التذلل. كما أشار ملاحي إلى أنه وقف مع هذه الأعمال التي كتبت في أزمنة مختلفة، ووضعت كل دراسة في حيزها دون ممارسة أي سلطة على هذه القراءات، مع تقديم صاحب المقال والدراسة والحوار بشكل دقيق وموثق. وفي نهاية تقديمه، أكد الدكتور علي ملاحي أن عمله هذا خلاصة لخمس سنوات متتالية لجمع المادة، واضعا لكل مجلد مقدمة نقدية وخاتمة. موسوعة »هكذا تكلم الطاهر وطار من القطع العادي بطبعة أنيقة وجميلة تتصدر غلاف كل مجلد صورة للروائي الطاهر وطار، وكل مجلد من هذه المجلدات يحتوي على 600 صفحة ما مجموعة (2600 صفحة).