دعت جمعيات الجالية الجزائرية بالخارج خلال استقبالها من قبل الهيئة الوطنية للمشاورات إلى الإسراع في إنشاء المجلس الاستشاري للجالية الجزائرية بالمهجر مع مراعاة الشفافية في تعيين أفراده، كما طالبت بتعزيز تمثيل أفراد الجالية في الهيئات التشريعية الوطنية، من خلال رفع عدد ممثليهم في المجلس الشعبي الوطني وتعيين ممثليهم في مجلس الأمة. وثمن ممثلو خمس جمعيات استقبلتها هيئة المشاورات برئاسة السيد عبد القادر بن صالح، أمس، مسعى تعميق الإصلاحات الجاري تجسيده في البلاد، والتي اعتبرها السيد نور الدين بلمداح رئيس الفيدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين في المهجر ''نقطة تحول لبناء دولة المؤسسات''، مشيرا في تصريح للصحافة عقب جلسة المشاورات، إلى أن أبرز المقترحات التي حملتها الفيدرالية إلى الهيئة، شملت المطالبة بالإسراع في إنشاء المجلس الاستشاري للجالية الجزائرية بالمهجر، علاوة على مراجعة خارطة الدوائر الانتخابية بالخارج وإيجاد صيغة لتوسيع تمثيل الجالية بالبرلمان من خلال استحداث مقاعد لها في مجلس الأمة. كما دعت الفيدرالية إلى ضرورة إيجاد آليات عمل لتفعيل دور أفراد الجالية في حماية مصالح الجزائر في الخارج، وتعزيز دور التمثيليات الدبلوماسية الجزائرية ومهامها، ولاسيما ما تعلق منها بمجال الدفاع عن حقوق المغتربين وحمايتها، وأوصت بتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة لتوطيد التواصل والتقارب بين المغتربين فيما بينهم، وكذا ربط اتصالهم ببلدهم الأم، مع تقريب مكاتب الاقتراح خلال المواعيد الانتخابية بأماكن تواجد أفراد الجالية. وشدد السيد بلمداح في الأخير على ضرورة رفع التجريم عن فعل الهجرة غير الشرعية، ورفعه أيضا عن أعضاء الحركة الجمعوية، داعيا إلى تحسين ظروف استقبال أفراد الجالية خلال مواسم العودة إلى أرض الوطن والتكفل بهم بشكل أفضل. من جهته ثمن السيد عبد الوهاب يعقوبي رئيس التجمع الجزائري في أوروبا توسيع المشاورات السياسية إلى ممثلي الجزائريين المقيمين بالخارج، معتبرا بأن إشراك كافة الفعاليات الجزائرية ونبذ إقصاء أي جزائري من هذه الاستشارة العامة، يعد شرطا أساسيا لنجاح مسعى الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية. وطالب المتحدث من جهته بضرورة تمثيل الجالية الجزائرية في البرلمان، مقدرا بأن ''حصر هذا التمثيل في 8 أعضاء فقط لا يعكس حقيقة الانشغالات المعبر عنها من قبل هذه الفئة''، كما دعا في نفس السياق إلى إعادة النظر في التقسيم الجغرافي للدوائر الانتخابية في الخارج، وإلى الإسراع في إنشاء المجلس الاستشاري للجزائريين بالخارج ومراعاة معايير الشفافية في تعيين أفراده، مشيرا بخصوص مسعى تعديل الدستور إلى أن جمعيته تأمل فقط في أن تنتهي المشاورات إلى إنشاء دستور دائم ''وليس لفترة زمنية ضيقة''. واكتفى كل من نصر الدين عليوة ممثل جمعية الجزائريين في فرنسا، وجميلة بن دريس رئيسة جمعية ''أبناء البحر الأبيض المتوسط'' وحورية سليني رئيسة ''دار الجزائر'' بإسبانيا، بالتعبير عن ارتياحهم لإشراك أفراد الجالية الجزائرية في مسعى الإصلاحات، ومنحهم الفرصة للإسهام بآرائهم في هذا المسعى، الذي سينعكس بالضرورة على وضعية الجزائريين المغتربين سواء أثناء تواجدهم بالخارج أو خلال تنقلهم وعودتهم إلى وطنهم.