أكد الكاتب الإسباني خوسيه كارلوس سوموزا، أنه يصاحب القارئ في المغامرات السرية والغريبة التي تعج بها رواياته. مضيفا انه يحب الخوض في متاهاته العديدة ليخرج في الأخير بحكايات تتحكم فيها مشاعره المتنوعة والتي لا يستطيع أن يفهم مصدرها باعتبارها تلقائية بحتة. وأضاف سوموزا في المحطة الأخيرة لتظاهرة اقامات الإبداع، التي تنظمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي لهذا الموسم، وهذا أول أمس بفيلا عبد اللطيف، أنه لا يكتب للقارئ الإسباني فقط، بل أن أعماله الأدبية موجهة إلى القارئ العالمي باختلاف توجهاته وأذواقه. مستطردا انه ينتمي إلى فئة الكتاب الإسبان الذين لا يكتبون عما يتصل ببلدهم فقط، بل يعبرون في أعمالهم الأدبية عن كل ما يثير إعجابهم. وفي هذا السياق، كتب سوموزا في روايته الأولى ''كهف الأفكار'' عن الحضارة الإغريقية وشخصية أفلاطون، أما روايته الثانية ''كلارا والظلام''، فقد انتقل من خلالها إلى المستقبل حيث كتب عن شخصيات ترسم أنفسها وتبيعها في المزاد العلني أو تعرضها في المتاحف، حيث أراد الكاتب أن يبرز كيف يبيع الإنسان نفسه من اجل حفنة من المال. وتناول سوموزا في أعماله الأخرى مثل ''السيدة رقم'',''13دافني المفقودة''، ''مفتاح الهاوية'' و''ميغال ويل''، الأدب والفيزياء والمسرح، مختارا في كل عمل ينجزه، الغموض والمغامرات، وفي هذا السياق يقول ''أشبّه كتاباتي بأعمال بورخيس الذي كان يقول أن الرواية البوليسية هي حجة للرواية الفكرية". بالمقابل، تحدث سوموزا عن بداياته في عالم الكتابة، فقال انه بدأ الكتابة في سن الثامنة ولكنه لم يتصور في يوم من الأيام أن يصبح كاتبا، بل كان يحلم بأن يصبح طبيبا. مستأنفا قوله أنه درس علم الأعصاب وتخرج بشهادة طبيب الأمراض العصبية وفي هذا يقول : ''عندما تحصلت على شهادة الطب في الأمراض العصبية، لم أجد نفسي إلا أن أعود إلى الكتابة وامتهنها، اعتقد انه من الصعب على الإنسان أن يدرك ما يريده حقا في هذه الحياة، وقد يموت وهو لا يعرف جوهر حياته، أما أنا فقد أدركت أخيرا أن حياتي ليس لها معنى من دون الكتابة". وواصل سوموزا حديثه عن الكتابة فقال أن أسئلة كثيرة تحيط بعالم الكتابة. مشيرا إلى أن الفضول هو الذي يدفعه إلى الكتابة. مضيفا أن أسئلة عديدة تطرح نفسها في هذا الشأن مثل: ماذا نكتب؟ هل ننهل من الواقع أم نكتب من خيالنا الواسع؟ وما الذي يطغى على الآخر في الكتابة.. العقل أو المشاعر؟ ويجيب سوموزا عن تساؤلاته فيقول ''لا أجد لهذه الأسئلة إجابات محددة، واعتقد حقا أنني لو أدركتها لما كتبت أصلا، فالكتابة طريق حافل بالغموض''. مضيفا أن الكتابة دفعته إلى أن يرى الواقع بكل وضوح من خلال نزع كل غطاء عن عينيه وهذا حتى يكتب بكل شفافية وصفاء-.