يشهد شاطئ الكيتاني على غرار كل الشواطئ الجزائرية إقبالا منقطع النظير حيث يستقبل هذا الأخير خلال نهاية كل أسبوع فقط ما يفوق 5000 مصطاف يقصدونه من حي باب الوادي والأحياء المجاورة لها، فيما سجل هذا الشاطئ المجاني خلال الأسبوع الأخير فقط من شهر جوان حوالي 83 حالة غرق تم إسعاف أصحابها في عين المكان• مع الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف سجلت الشواطئ ولاية الجزائر إقبالا منقطع النظير من قبل المصطافين الذين توافدوا عليها بأعداد كبيرة، ففي هذا اليوم الشديد الحرارة كانت وجهتنا شاطئ الكيتاني أو" الرميلة" كما يفضل سكان حي باب الوادي تسميته حيث شهد إقبالا كبيرا من طرف الأطفال والعائلات خلال السنوات الأخيرة بعد عملية التهيئة التي استفاد منها والمتمثلة في تغيير قنوات الصرف الصحي التي كانت تصب فيه إلى جهة أخرى• هذا الأشغال منحت للسكان مرفقا ترفيهيا مهما بعدما كانوا يقطعون المسافات الطويلة للاستمتاع بالبحر والسباحة فيما أصبح بإمكانهم منذ مايقارب الست سنوات النزول إلى شاطئ الكيتاني ليلا ونهارا، والذي بات القبلة الأولى لهؤلاء. فالساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا والشاطئ قد استقبل الأعداد الأولى من المتوافدين عليه بغية الحصول على مكان مناسب - يقول أحدهم - فبعد سويعات فقط يمتلئ المكان عن آخره ويصبح من الصعب إيجاد فضاء لنصب الشمسيات والكراسي، وما إن وطئت أقدامنا أسفل الدرج المؤدي إلى الشاطئ بادر أحدهم بسؤالنا إن كنا نرغب في كراء شمسية أو الكراسي، فالأولى أضاف تقدر ب100دج والثانية ب50دج، ولمدة غير محددة من الزمن، هذه الضروريات ليس بإمكان الجميع الحصول عليها خاصة إذا كانت العائلة متكونة من عدة أفراد حيث تقوم بتأجير الشمسية فقط فيما يفترشون قطع من القماش يحضرونها معهم لأن الأطفال على حد قول أحدهم يقضون معظم الوقت في السباحة . يستقبل شاطئ الرميلة خلال أيام الأسبوع ما يقارب الأربعة آلاف مصطاف، فيما يصل العدد إلى 5500 مصطاف في نهاية الأسبوع حسب المتصرف الإداري المكلف بتسيير الشاطئ، حسب هذا المسؤول فإن الإقبال يزيد مع مرور الوقت وزاد من ذلك توفر الأمن والحماية المدنية الأمر الذي شجع المواطنين على التردد عليه من مختلف الأماكن حيث أكدت إحدى السيدات أن المكان شهد تحسنا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية خاصة مع توفر الأمن الذي يسهر على راحة وسلامة المصطافين من خلال الجولات التي يقومون بها باستمرار. أمن في خدمة المصطافين ويؤدي هذا العمل فريقان من الشرطة يضيف المكلف بالتسيير أحدهم نهارا والآخر ليلا، إضافة إلى عناصر الحماية المدنية الذين يقدر عددهم خلال الشهر الأول من موسم الاصطياف بستة عناصر، فيما يتدعم هذا العدد بعناصر أخرى مع تزايد عدد المصطافين• يسود شاطئ الكيتاني جوا بهيجا يصنعه الأطفال الذين يعتبرون أكثر رواده، رفقة أوليائهم، غير أن حضور بعضهم دون ذويهم تسبب في إحداث بعض الإزعاج للعائلات، فهؤلاء الصغار يتراوح سنهم بين 7 و10سنوات معرضين لمختلف الأخطار - يقول أحد المصطافين - لأنهم يفضلون الارتماء من أعالي الصخور الموجودة في الجانب الأيمن للشاطئ، إضافة إلى أنهم يتلفظون بكلام بذيء و يقومون بسلوكات غير سوية تقلق راحة الموجودين بالمكان• ومن خلال الأعداد الكثيرة المترامية هنا وهناك لفت انتباهنا سيدة في سن متقدمة أخذت من ركن منعزل مكانا لها بعيدا عن تلك الحشود التي تلعب وتجري في كل الاتجاهات، اقتربنا منها وسألناها عن سبب ابتعادها ردت قائلة: "أصبح شاطئ الكيتاني قبلة للجميع ونظرا لضيق مساحته يتراص هؤلاء الواحد تلو الآخر وهو الأمر الذي يزعجني فأضطر للبحث عن مكان منعزل قليلا طلبا للهدوء والطمأنينة، وفي نفس السياق أشارت سيدة أخرى إلى الفوضى التي تعم المكان والتي تسبب فيها على حد قوله الدخول المجاني إلى هذا الشاطئ حيث سمح ذلك لكل من هب ودب بالولوج إليه وعليه فهو يحتاج إلى القليل من الانضباط حتى لا يفقد السمعة المعروف بها وهو الأمر الذي يحتاج إلى التفاتة من الجهات المعنية• من جهة أخرى يعتبر شاطئ الكيتاني المكان المناسب للراحة من الدراسة كما هو الحال لطالبات كن يبللن أقدامهن فاقتربنا منهن وسألناهن عن سبب اختيارهن لهذا الشاطئ بالتحديد فردن قائلات: "سمعنا عنه كثيرا أنه شاطئ عائلي وهو ما تأكد لدينا عندما حضرنا في المرات السابقة، بالإضافة إلى أنه غير مكلف ويمكننا الدخول إليه كلما سنحت لنا الفرصة"• شاطئ "الزوالية" ذاع صيت شاطئ الرميلة إلى مختلف المناطق وأصبح مقصد العديد من العائلات لا سيما محدودة الدخل البسيطة الدخل والتي لا تستطيع أن تدفع التكاليف الباهظة للشواطئ الراقية التي تبقى في متناول العائلات ميسورة الحال، إلى جانب ذلك يعتبر الشاطئ مصدر رزق بعض الأطفال الذين يبيعون العديد من المنتجات، هؤلاء الصغار يجولون الشاطئ ذهابا وإيابا عارضين سلعهم التي تتنوع بين محاجب، بسكويت ومياه معدنية وغيرها معرضين لأشعة الشمس المحرقة، فعوض الاستمتاع بالعطلة الصيفية بعد الانتهاء من الدراسة تباشر هذه الشريحة في العمل من أجل تقديم يد العون لأهاليهم، غير مبالين بالسباحة والبحر همهم الوحيد تصريف بضاعتهم والحصول على مقابل مادي يعودون به إلى والديهم، فبين الحين والآخر يصل إلى مسامعك أصواتهم وهم يروجون للسلع التي يبيعونها ، فاغتنمنا فرصة اقتراب أحدهم منا وسألناه عن السبب الذي دفعه إلى العمل فرد قائلا: "أعمل من أجل مساعدة عائلتي الفقيرة فأنا أدرس في السنة الثانية متوسط ولم يكن بوسعي خلال الدراسة العمل لذا أغتنم فرصة العطلة كي أساعد والدي في مصاريف المنزل" يلح البائعون الصغار على المصطافين لكنهم لايشترون كثيرا حسب ما أكده الأطفال لأنهم يحضرون متطلباتهم ومأكولاتهم معهم من المنزل. نقائص بالجملة تركنا هذا الشاطئ في حدود الثانية زوالا ومازالت الحشود تتوافد عليه رغم أنه كان ممتلئ عن آخره ولدى انصرافنا اقترب منا أحدهم يسألنا إذا كنا من الولاية فكان جوابنا أننا من الصحافة فأسرع باتجاهنا قائلا أنه من عمال النظافة ويسهر رفقة زملائه على إعطاء الشاطئ الوجه المناسب لكن المواطنين لايولون الأهمية لذلك تاركين ورائهم القمامة هنا وهناك لذا فالوضع يحتاج إلى بعض المسؤولية من طرفهم وإمدادنا يد العون من أجل بيئة صحية لسلامتهم، لكن مالاحظناه توفر حاوية قمامة واحدة فقط إضافة إلى عدم توفر الماء في حنفيات المراحيض وأبواب غرف تغيير الملابس لاتملك أقفالا، نقائص استاء منها المصطافين كثيرا