دعا الاجتماع الدولي لمنظمة الأممالمتحدة لدعم مسار السلام الإسرائيلي-الفلسطيني طرفي النزاع في منطقة الشرق الأوسط إلى استئناف مفاوضات السلام بينهما دون تأخير ودون أي شروط مسبقة من أي طرف كان. ويهدف هذا الاجتماع الذي يعقد على مدى يومين بالعاصمة البلجيكية بمبادرة من اللجنة ''من اجل ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه الثابتة'' إلى المساهمة في الجهود الدولية لإحلال السلام في المنطقة ودراسة الدور الذي يمكن للدول الأوروبية أن تلعبه من اجل بعث مسار المفاوضات على حل الدولتين. وقال عبد السلام ديالو رئيس هذه اللجنة إن هذا الاجتماع يعقد في الوقت الذي باشرت فيه السلطة الفلسطينية حملة واسعة من اجل الحصول على أوسع اعتراف ممكن بالدولة الفلسطينية عبر الأممالمتحدة وفي وقت تواصل فيه إسرائيل فرض سياسة ''الأمر الواقع'' التي تنتهجها في الميدان. وأضاف أن المفاوضات ينبغي أن تنتهي إلى إنشاء دولة فلسطينية سيدة تعيش في السلم والأمن إلى جانب دولة إسرائيل في إطار حدود سنة 1967 وعاصمتها القدس طبقا للوائح مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية. وينتظر أن يتدارس المشاركون خلال هذين اليومين الجهود التي بذلتها أوروبا خلال العشرين سنة الماضية من اجل ترقية السلام بالإضافة إلى بحث المبادرات السياسية الأوروبية والدور الذي يمكن للبرلمانيين والمجتمع المدني الأوروبي القيام به في مسار السلام. وفي رسالة قرأها ماكسويل غايلار المنسق الخاص المساعد للأمم المتحدة من اجل السلام في الشرق الأوسط أعرب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون عن قلقه الكبير أمام غياب تطور في مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني ثلاثة أشهر قبل تحقيق اتفاق حول مسألة الوضع الدائم واستكمال مخطط السنتين الذي وضعته السلطة الفلسطينية لبناء دولة فلسطينية. وبعد أن أشار إلى أهمية المبادئ الأساسية الخاصة بالحدود والترتيبات الأمنية وكذا الأفكار التي عبر عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال خطابه يوم 19 ماي الماضي دعا بان كي مون الطرفين إلى استئناف دون تأخر ودون شروط المفاوضات. واعتبر الأمين العام الأممي في رسالته انه يجب على المجتمع الدولي أن يساهم في الجهود المبذولة من اجل إيصال الطرفين إلى طاولة المفاوضات مشددا على انه لا ينبغي تضييع الوقت. ومن جهته لاحظ جون غات روتر الممثل المساعد للاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية وقطاع غزة أن التطلعات إزاء الاتحاد الأوروبي كثيرة وذكر بأن جوهر السياسة الأوروبية في الشرق الأوسط هي إنشاء دولة فلسطينية وإنهاء النزاع في المنطقة العربية. وأكدت ليلى شهيد الممثلة العامة لفلسطين لدى الاتحاد الأوروبي التي تحضر هذا الاجتماع أن ''الفلسطينيين يتفاوضون منذ عشرين سنة أولا على أساس متعدد الأطراف ثم على أساس ثنائي الأطراف وقد طرقوا على كل الأبواب مؤكدة انه ''لا يمكن أن تتواصل المفاوضات دون تحديد أجل لها بينما تتدهور الأوضاع في الميدان بتواصل بناء مستوطنات جديدة''.