هي نموذج لفئة تجمعها خصوصية أكثر من مميزة فالشعب الجزائري ككل يشاركها احتفالها بذكرى مولدها ذلك أنها من مواليد الخامس من جويلية .1962 لتكون أول رضيعة تحيا في جزائر الاستقلال، جزائر العزة والكرامة بكل فخر واعتزاز. بعد جهد جهيد تمكنا من الوصول إليها، هي نادية حمزاوي أو سعاد كما يفضل الجميع مناداتها ممرضة بالعيادة المتعددة الخدمات ببلدية ديدوش مراد شرقي ولاية قسنطينة، تحتفي اليوم وككل سنة بمناسبة مزدوجة، عيد ميلادها وعيد الاستقلال والشباب، وعن تفاصيل ولوجها الدنيا وإبصارها النور تروي محدثتنا نقلا عن والديها قائلة أن عائلتها خرجت عشية الاستقلال على غرار كل الشعب الجزائري للشوارع معبرين عن فرحتهم بالنصر وافتكاك الحرية عنوة من براثن الاستعمار الغاشم الذي قبع في الجزائر 132 عاما، ذاق خلالها الشعب الجزائري الأعزل الويلات ونكل به أيما تنكيل، والدة نادية هي الأخرى أبت إلا أن تشارك الجميع الفرحة رغم أنها كانت في أيام حملها الأخيرة، لتفاجئها آلام المخاض وهي تزغرد حاملة الراية الوطنية بشوارع قسنطينة، فنقلت على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي ابن باديس، حيث وضعت نادية في الدقيقة الثلاثين من الخامس جويلية ,1962 المولودة الجديدة لم تلف بخرقة بيضاء كما هو متعارف بل بالعلم الجزائري الذي كان بيد والدتها، فرحة العائلة آنذاك لم تسعها الدنيا فاستمرت البهجة أياما وأياما حسبما أفصحت عنه ابنة الاستقلال. كبرت الطفلة نادية وصارت شابة يافعة تعلمت وأضحت ممرضة وهي المهنة التي ترى فيها محدثتنا نبلا ورسالة شبيهة إلى حد ما بما كانت تقوم به المسبلات إبان الثورة المظفرة. حب الوطن خصلة أخرى رضعتها نادية مع حليب أمها عززتها حكايات والدها الفدائي عما عاشه في سنين الجمر، وهي اليوم بدورها تنقل ذلك التاريخ وتلك الذكريات إلى فلذة كبها ''بوبكر'' على أن يكون خير خلف لخير سلف.