جدد حزب جبهة التحرير الوطني بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والأربعين لعيد الاستقلال والشباب تمسكه، بمواصلة النضال عبر المجاهدين وأبناء الشهداء والشباب من الأجيال الجديدة، حتى يقر المستعمر بجريمته البشعة في حق الشعب الجزائري ويقدم واجب الاعتذار عن حرب الإبادة التي ترقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية. وفي بيان للحزب تلقت ''المساء''، أمس، نسخة منه، أكد أن طرد المستعمر الغاشم واستعادة الاستقلال الوطني الذي جاء على رأس أولويات جبهة وجيش التحرير الوطني والذي وضعه بيان أول نوفمبر كهدف أسمى، أضحى وبمرور السنين يحمل في طياته ومضمونه أهدافا متعددة، كالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي باتت منذ اعتلاء المجاهد عبد العزيز بوتفليقة رئاسة الجمهورية، حقائق ملموسة يشهد عليها ويتمتع بها الجزائريون في مختلف جهات الوطن. وأضاف البيان في هذا الصدد أن ''الجزائر التي ضحى من أجلها الشهداء الأبرار، لم تفتك وتكرس استقلالا تاما عن الاستعمار بشكله الإجرامي فقط، ولكنها استطاعت كذلك أن تحمي وتحافظ على سيادتها الوطنية كاملة غير منقوصة في ظل تمدد الهيمنة الاستعمارية الحديثة ونزوعها إلى ألوان مختلفة من الاختراقات لحرمة وسيادة الدول''. وفي هذا الصدد، أكد حزب جبهة التحرير الوطني تشبثه بسيادة البلدان الشقيقة ووحدتها وجدد رفضه وتنديده بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول، الذي يذكر بالهمجية الاستعمارية في مرحلة معينة من التاريخ. وأعرب حزب جبهة التحرير الوطني عن عزمه على الوفاء بعهده كاملا غير منقوص للشهداء ولرسالة نوفمبر، وأن يواصل إلى جانب كل القوى الوطنية، بناء الدولة الديمقراطية، وفق ثوابت التاريخ وقيم الشعب الجزائري وتطلعات المواطنين في السلم والحرية والعدالة. وفي سياق آخر، دعا حزب جبهة التحرير الوطني جميع المواطنين والمواطنات إلى إيلاء الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية كل العناية والاهتمام لنجاح الإصلاحات الشاملة التي شرعت فيها البلاد والتي تهدف إلى تغيير وجه الجزائر في جميع المجالات، من خلال تعميق المسار الديمقراطي وتعزيز دعائم دولة الحق والقانون. وأفاد البيان أن الجزائر تحيي الذكرى هذا العام وهي تتحفز من أقصاها إلى أقصاها، لمباشرة إصلاحات سياسية، اقتصادية، اجتماعية شاملة، تفتح الباب أمام تحول نوعي عميق في حياة الجزائريين والجزائريات وتمهد الطريق لبناء مؤسسات تستجيب لتطلعات الأجيال الجديدة، في بناء فضاءات سياسية ثقافية واجتماعية تتساوق أكثر ونبضات القرن الواحد والعشرين، المتميز بالعولمة المتزايدة وتعميق الاعتماد المتبادل بين الدول والشعوب. وعاد الحزب ليتطرق لذكرى الاستقلال الذي يعد مناسبة عزيزة عند كل الجزائريين والجزائريات، حيث تتجلى جيدا المسيرة الشاقة والحماسية، التي بدأتها الجزائر غداة 5 جويلية ,1962 حين استلمت الدولة الفتية بلدا باقتصاد منهار ومؤسسات محروقة ومخرّبة وجيوشا من العاطلين والأيتام والنازحين عن قراهم ومداشرهم.