جدد حزب جبهة التحرير الوطني أمس تأكيده على أن الجزائر "لن تتخلى عن مطالبة فرنسا بالاعتذار الرسمي عن جرائم الإبادة والتدمير والتعذيب والتجهيل التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري". واعتبر الحزب في بيان له عشية إحياء الذكرى ال55 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة أن هذا المطلب "حق شرعي وتاريخي وسياسي وأخلاقي" لأن الوفاء لرسالة نوفمبر "يقتضي حماية الذاكرة التي تظل الأجيال بحاجة إليها وتبقى الأمة الجزائرية تستلهم منها ما يعمق شعورها بهويتها وحضارتها وامتدادها في تاريخ الإنسانية". وجاء في البيان أن الوفاء لرسالة نوفمبر يستدعي أيضا "مواصلة النضال وبذل مزيد من الجهود من أجل تكريس الأمن والاستقرار وترسيخ قيم السلم والمصالحة وتعزيز قواعد دولة الحق والقانون وإرساء دعائم مجتمع التضامن والتكافل وتقاسم الخيرات". كما يتجسد هذا الوفاء ب"إعطاء المرأة الجزائرية مكانتها اللائقة بها في المجتمع والعمل دون هوادة لتعزيز الأمل لدى الشباب من خلال غرس قيم نوفمبر إضافة إلى اعتماد قواعد الحكم الراشد في إدارة الشؤون العامة ومحاربة مختلف الآفات والانحرافات والتصدي بحزم للفساد والمفسدين ولكل أولئك الذين يحاولون تشويه التاريخ والمساس برموز الثورة والتشكيك في عدد الشهداء". وبهذه المناسبة جدد الحزب تأكيده على أن قيم أول نوفمبر "ستبقى المنارة التي يهتدى بها لتعزيز المنجزات المحققة وتثمين المكاسب التي تزخر بها الجزائر اليوم ومواصلة الجهد لبناء الدولة القوية المرتكزة على العدل والتضامن والحرية والوحدة". وبعد أن هنأ حزب جبهة التحرير الوطني الشعب الجزائري بمرور هذه الذكرى الغالية أكد أن واجب الوفاء لرسالة نوفمبر "يفرض علينا مواصلة النضال من أجل تجسيد القيم النبيلة والمثل الوطنية التي شكلت القاعدة التي تأسست عليها ثورة التحرير المظفرة والتي تم التعبير عنها بقوة وقناعة في بيان أول نوفمبر 1954 التاريخي".