صدر عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في إطار سلسلة القوافل العلمية كتاب »القيم الروحية في الثقافة الأمازيغية، والذي نتج عن »ملتقى الأمازيغ« السنة الماضية، وصدر هذه السنة في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. قدم للكتاب الدكتور بومدين بوزيد مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة، مؤكدا أن السعي من القوافل العلمية هو إبراز دور الجزائريين في المشهد الثقافي العربي الإسلامي وقدرتهم على الحفاظ على التراث الديني في إطاره الأشعري المالكي والأباضي بالتدريس والشرح، معتبرا أن التنوع المتميز الثقافي والجغرافي في الجزائر يعتبر خصيصة غناء ومصدر تطوير ثقافتنا، والإهتمام بهويتنا ومرجعيتنا في ظل الوسائط المعرفية الجديدة نحو مجتمع المعرفة. احتوى كتاب القيم الروحية في الثقافة الأمازيغية العديد من البحوث والدراسات التي لها علاقة أساسية بهذا التراث الثري، والذي بقي يتحرك شفاهيا وعلى مساحة جغرافية معينة، إلا أنه في حقيقته شامل ويضرب في عمق حضارتنا الإسلامية، ومن المباحث التي تصدرها الكتاب، بحث للأستاذة أوريدة فرج، من جامعة تيزي وزو تحت عنوان »ماهية التراث الأمازيغي وأنماطه« حيث قسمت البحث إلى مقدمة واستعرضت من خلالها التراث الديني الأمازيغي، باعتباره العمود الفقري للمجتمع الأمايزيغ، ثم قدمت قراءة سريعة للتعريف في مفهوم التراث الشعبي، التراث الديني ذي الطابع الروحي الاسلامي، واستعرضت طبيعة المجتمع الأمازيغي وثرائه من حيث العادات والتقاليد الثقافية خصوصا منطقة القبائل، ثم تطرقت الباحثة إلى سمات هذا التراث وأنماطه من خلال المثل الشعبي، الحكاية الشعبية، القصة الدينية الشعبية، القصائد الدينية المديحية (المدائح الدينية)، ثم خلصت إلى الخاتمة حيث اعتبرت التراث الأمازيغي الديني كنزا قيما لا يجب تركه يضيع في سبات الزمن، ودعت إلى إعادة جمعه وفهمه وتصفيته وتفسيره وتقييمه على أسس حديثة. أما الأستاذة كهينة زموش فقد أثرت الموضوع ببحثها الموسم ب »نقل معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، والسبب يعود إلى فضل قراءة القرآن الكريم وتدبره، كما تطرقت إلى ترجمة معاني القرآن التي لها من يؤيدها ولها من يرفضها، واعتبرت الجاحظ على رأس رافضة ترجمة معاني القرآن مخافة من أن يلحقه الحيف في الماضي وله رفّاضه في عصرنا، كما أن هناك فريق يؤيد ترجمة معاني القرآن باعتبار الدين لا يلزم الأمم المعتنقة للإسلام التكلم بالعربية، ولم يرد منع الترجمة أصلا، وهذا ما أدى إلى ترجمة القرآن الكريم إلى لغات كثيرة. ثم تطرقت الباحثة إلى منطقة القبائل بين العرف. أما الأستاذ سي حاج محند - م. طيب باحث، فقد كتب في »ترجمة القرآن إلى الأمازيغية« من خلال تجربته. فيما تناولت الأستاذة سامية مشتوب من جامعة تيزي وزو قصص الأنبياء في التراث الديني الأمايزيغي بين العرف والدين »قصة سيدنا يوسف أنموذجا«. كما بحث الأستاذ عبد الحكيم رحمون في »البعد الديني في الشعر القبائلي »شعر سي الحاج أسعيد أنموذجا« فيما كان بحث الدكتور خالد عيقوب من جامعة تيزي وزو منصبا على »جمالية المدائح الدينية- الأشكال - الدلالات- الأصول أو »بلاغة المدائح المؤدي وجمالية السامع المتلقي« وآخر بحث تضمنه الكتاب الديني القبائلي بين العرف والشرع«، للأستاذة لمياء دحماني من جامعة بجاية. الكتاب من القطع العادي عن منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.