شدد المشاركون في القافلة العلمية والثقافية الثانية المنظمة من طرف وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف يوم الثلاثاء بمدينة باتنة على الارتباط الوثيق المتأصل الموجود بين الإسلام والوطنية. وبين المتدخلون خلال أشغال ندوة أقيمت على هامش هذه القافلة التي ترعاها مديرية الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف و تناولت موضوعها "الإسلام والوطنية" كيف شكل الإسلام "أرضية أساسية" للوطنية والمقاومة في تاريخ الجزائر. وأوضحوا أن الإسلام رغم عالميته وامتداده الجغرافي "لا يأخذ بعده الحقيقي" وقيمته الروحية "إلا بالوطنية" التي دافعت عنه في تاريخ الحركة الوطنية وثورة نوفمبر1954. فالاسلام كان زاد المجاهدين في رحلتهم المريرة ضد المستعمر وهو عكس ما تطرحه اليوم بعض الحركات يعترف بالحدود الوطنية ويعتبرها عنصرا أساسيا يضيف هؤلاء المشاركون. ويهدف تنظيم هذه القافلة الثقافية التي ستنتقل إلى ولاية سطيف ثم إلى قسنطينة و ميلة ثم أم البواقي حسب مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور بومدين بوزيد الى نشر الوعي بالهوية الوطنية وكيفية توجيه النقاش حولها مستقبلا. كما يهدف أيضا إلى مد الجسور بين الباحث الجامعي والطالب المتتبع لشؤون الدين وبين الأئمة وتعميق هذه العلاقة والمحافظة عليها خدمة للوطن والهوية الوطنية-يقول الدكتور بومدين. وأوضح نفس المسؤول أن تنظيم القوافل الثقافية و العلمية من طرف وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف والتي كان أولها حول الإسلام والقيم الروحية للثقافة الأمازيغية جاء "للرد على التقارير الخارجية التي تشير إلى عدة مسائل لا أساس لها من الصحة كعدم حضور الوطنية في مسألة الدين والتضييق على الأديان في الجزائر" . وقال الدكتور بومدين "اننا نحرص في الوزارة على أن تكون هذه القوافل للتوعية و إعادة فتح نقاش جوهري مع الباحثين وأهل الاختصاص حول "كيفية تنظيم الشأن الديني للتوجه نحو المستقبل" وكذا "التطرق إلى الكيفية التي تحدث عنها التراث الإسلامي حول الوطنية" وأيضا "إعادة الاعتبار لارتباط الإسلام بالوطنية". وينتظر أن تناقش القافلة الثالثة التي ستحل يومي 8 و 9 ديسمبر المقبل ببشار حسب مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف "دور علماء الساورة في الثقافة الجزائرية" في حين سيشكل موضوع "خدمة الجزائريين للسنة النبوية" موضوع القافلة الرابعة التي ستخص منطقة وهران و تلمسان و معسكر. وأكد ذات المصدر أن التظاهرة ستكون في السنة المقبلة أكثر تحضيرا وسيشارك فيها مشايخ وأساتذة أجانب ومن المنتظر أن تناقش موضوع "المواطنة في الإسلام" .وسينظم على هامشها معرض متنقل حول تطور كتابة خط المصحف الشريف. وقد لقيت هذه الندوة التي نظمت بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية و الإسلامية لجامعة الحاج لخضر بباتنة إقبالا كبيرا من طرف الأئمة و الأساتذة و الطلبة.كما قدم نشاط حول ذات الموضوع بمدينة سيدي عقبة (بسكرة )و ولاية خنشلة استنادا لمنظمي القافلة.