لإعطاء أطفال العاصمة فرصة للخروج من أحيائهم الشعبية ولتعريفهم بمختلف المعالم السياحية في الجزائر وكذا لتنمية وتطوير شخصيتهم من خلال إقحامهم في الحياة الجماعية بعيدا عن الأهل ولإكسابهم بعض المهارات والنشاطات التربوية أطلقت مديرية الشباب والرياضة أمس الأول، قافلة المخيمات الصيفية الأولى باتجاه تنس بولاية الشلف وتيبازة على أن تنطلق القافلة الثانية في 26 من الشهر الجاري، ومن المنتظر أن يستفيد أكثر من 2000 طفل من هذه الجولة السياحية الترفيهية. منذ السويعات الأولى من صبيحة أمس الأول، تجمع الأطفال رفقة ذويهم الذين قدموا من مختلف بلديات العاصمة على غرار الحراش، باش جراح، براقي، سيدي موسى، درقانة بحظيرة السيارات بالمركب الأولمبي محمد بوضياف يحدوهم الحماس والحيوية من أجل أخذ مقاعدهم بالحافلات التي أعدّت لنقلهم نحو وجهتهم السياحية. وفي المقابل، تولى المشرفون على تنظيم الرحلة تأطير الأطفال بعد التأكد من ورود أسمائهم بالقوائم ومن مدى استيفائهم للشروط الواجبة خاصة ما يتعلق منها بالتصريح الأبوي والكشف الصحي لتفادي بعض المشاكل التي سبق وأن ظهرت بالمخيمات السابقة. ''المساء'' اقتربت من عبد الحميد بومنصورة رئيس مكتب البرامج التربوية والاجتماعية والتسلية بمديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر وحول المخيم الصيفي قال ''مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر متعوّدة في كل سنة على برمجة مثل هذه الخرجات السياحية، حيث تخص الشباب برحلات ترفيهية خاصة، بينما تبرمج للأطفال خرجات ترفيهية تتناسب وسنهم، فبالنسبة للرحلات الخاصة بالشباب انطلقت منذ الفاتح جويلية المنصرم وشملت 90 شابا، حيث سطّرت لهم برامج ترفيهية وسياحية خاصة، أما بالنسبة للأطفال فقد تمّ تحديد السن القانونية لهم من 8 إلى 13 سنة واختيرت لهم أربع مخيمات صيفية موزعة في كل من ولايات الشلف، تيبازة، مستغانم ووهران ''. وحتى لا يشعر الطفل بحكم صغر سنه بالتعب أثناء الرحلة، قال ذات المتحدث إن مديرية الشباب والرياضة اشترطت أن تكون الحافلات المخصصة للاطفال مكيفة ومجهزة أيضا بشاشات حتى يتم عرض بعض البرامج المسلية التي يحب الأطفال متابعتها. وعن فحوى برنامج المخيم الصيفي، جاء على لسان عبد الحميد بومنصورة أن مديرية الشاب والرياضة لولاية الجزائر أعدّت للأطفال برامج ترفيهية مختلفة يشرف على تطبيقها مؤطرون تولّت المديرية تكوينهم، حيث يتم استقبال الأطفال بالمخيمات الصيفية الموزعة بالمؤسسات التربوية التي تمّ تحويلها إلى مخيمات مجهزة ليقيم بها الأطفال طيلة مدة التخييم، والتي قدرت ب15 يوما، وذلك تجسيدا لاتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية. ومن جهة أخرى، قال المتحدث إن مديرية الشباب والرياضة سطّرت جملة من الأهداف تسعى لتحقيقها من خلال البرنامج المعّد ولعل من أهم هذه الأهداف يقول ''يقع على عاتق الطفل بالمخيم الصيفي مهمة تنظيف وترتيب مرقده، وهو ما يطلق عليه إسم البيت الجميل حتى يتعلم الاعتماد على نفسه ويتعلم أيضا العيش مع الجماعة بعيدا عن أهله، إلى جانب الخروج للسباحة تحت أنظار المنشطين على اعتبار أن السباحة من أهم النشاطات التي يحبها الأطفال والإشراف على تعليمهم بعض الأنشطة التربوية الأخرى''. وعن أهمية المخيمات الصيفية بالنسبة للأطفال، قال عبد الحميد بومنصورة إن هذه الأخيرة لديها دور كبير في تنمية وتطوير شخصية الطفل، كما أنها تمنحهم فرصة اكتشاف بلادهم عن طريق زيارة مختلف المناطق السياحية التي تبرمج بها المخيمات الصيفية، وهي فرصة أيضا لتمكين الأطفال من ربط علاقات مع غيرهم. اقتربت ''المساء'' من بعض الأطفال الذين كانوا يشدّون حقائبهم بأيديهم وعيونهم متجهة نحول الحافلات التي تقلّهم وكلهم رغبة في الصعود فقط لأخذ أماكنهم، حيث كانت البداية مع الطفل سعيد الذي قال عندما سألناه إنها المرة الأولى التي يخرج فيها إلى مخيم صيفي وهو متعود في كل عطلة صيفية على الذهاب إلى المخيمات الصيفية، ففي السنة الماضية كانت الوجهة جيجل، حيث استمتع كثيرا بالسباحة خاصة أنه لم يزرها من قبل، بينما حدثنا طفل آخر من بلدية سيدي موسى أنها المرة الأولى التي يشارك فيها بالمخيمات الصيفية وأنه جد متحمس ومتشوق للوصول إلى ولاية الشلف. وإذا كان هذا رأي الأطفال، فقد عبّر بعض الأولياء الذين دردشت معهم ''المساء'' عن سعادتهم لمثل هذه المبادرات خاصة أن بعض الأطفال لا يملكون مكانا يقضون فيه عطلتهم بسبب قلة إمكانياتهم. وقالت سيدة في حديثها إلى ''المساء'' إن مثل هذه المخيمات الصيفية تحمي أبناءهم من الانحراف بحكم الفراغ الكبير الذي يعيشه الأطفال أيام العطلة والناجم عن قلة الأماكن الترفيهية بمعظم الأحياء الشعبية، كما أنها تسمح للأطفال باكتشاف جمال بلادهم وتكسبهم بعض المهارات.