يتزايد عدد الشباب والأطفال الراغبين في التوجه إلى المخيمات الصيفية مع ارتفاع درجات الحرارة وقبل أن يحل شهر رمضان الكريم الذي سيجبر العديد من المصطافين على العودة باكرا إلى منازلهم، ناهيك عن ارتفاع أسعار الرحلات البحرية التي دفعت الكثير من الشباب للتسجيل ضمن مخيمات دواوين الشباب أوالجمعيات المدنية لتقليل النفقات والاستمتاع أكثر مع أكبر عدد ممكن من الأصدقاء في نفس الوقت. سطرت العديد من الجمعيات ومراكز الشباب مجموعة من الخرجات المنظمة إلى شواطئ المدن الساحلية، وذلك بتنظيم مخيمات صيفية لفائدة الشباب والأطفال المنخرطين فيها، بالإضافة الى فتح قوائم لتسجيل الشباب الراغب في الانضمام الى هذه المخيمات باشتراكات رمزية لمنح الفرصة للشباب لتغيير الجو وقتل الروتين الذي يميز يوميات شباب الأحياء الشعبية. الكشافة تنظم رحلات إلى تونس تبادر قيادة الكشافة الجزائرية كل موسم اصطياف الى تنظيم مخيمات صيفية لجميع أفواجها المنتشرة، عبر مختلف أرجاء الوطن. وتختلف مناطق التخييم من ولاية إلى أخرى فكل فوج يختار الجهة الملائمة له حسب الإمكانات المتوفرة لديه. ومن بين الوجهات التي اختارتها الكشافة الإسلامية الجزائرية هذه الصائفة، حسب السيد بن براهم القائد العام للكشافة، بعض المدن الساحلية الشرقية والغربية، كما حظيت بعض الأفواج برحلة تخيمية إلى تونس. وعلى غرار الكشافة الإسلامية برمجت مديرية النشاط الاجتماعي والترفيه لولاية الجزائر مخيما صيفيا لفائدة 500 طفل من العائلات الفقيرة وستكون ولايتا الشلفوبجاية على موعد مع استقبال وفود الاطفال العاصميين على امتداد فصل الصيف. دواوين مؤسسات الشباب تستقطب المصطافين شرع ديوان مؤسسات الشباب للجزائر العاصمة في تنظيم مخيمات صيفية لفائدة شباب الولاية عبر شواطئ مختلفة من الوطن، في خطوة تهدف إلى كسر الروتين الذي يطبع يوميات الشباب والمراهقين نتيجة قلة مراكز الترفيه واكتظاظ ما يتوفر منها، وهو ما دفع الشباب في الكثير من الأحيان إلى اختيار الشارع بكل ما يحمله من مخاطر كبديل حتمي لقضاء يومياته وحتى جزء من الليل. وحسب السيد زهير قحام، مسؤول النشاطات الترفيهية في دواوين مؤسسات الشباب للعاصمة، فإن العملية هي استمرار لنشاطات دأبت عليها سنويا دواوين الشباب ليس في العاصمة فقط بل عبر مختلف ولايات الوطن، والهدف الرئيسي منها هو تعويد الشباب على زيارة المناطق السياحية ببلدهم وتعريفهم بها من خلال تسطير مجموعة من الرحلات إلى ولايات ومناطق ساحلية مختلفة عبر الوطن كجيجل، عنابة، بجاية وتنس، وكذا محاولة من دواوين الشباب لإخراج هذه الفئة خاصة أبناء العائلات الفقيرة والأحياء الشعبية من العزلة وانعدام النشاطات الترفيهية التي تعاني منها على امتداد فصل الصيف لتجنب انتشار واستفحال الآفات الاجتماعية المختلفة كتعاطي المخدرات والسرقة. الجمعيات المدنية حاضرة بقوة برمجت جمعية ''حراء'' لبلدية المقرية مجموعة من النشاطات الصيفية لفائدة شباب البلدية والمناطق المجاورة لها، حيث استهلت نشاطاتها لهذه الصائفة بتنظيم مخيمات صيفية عبر العديد من فروع ومكاتب الجمعية، حيث بدأت التسجيلات الأولية للانضمام الى المخيم الصيفي في الأحياء الفقيرة وبالخصوص لدى العائلات المعوزة والأطفال اليتامى القاطنين بالبلدية. وحسب السيد عبد الكريم بلجودي رئيس الجمعية فإن هذه العملية تهدف الى إخراج الشباب من جو الروتين اليومي الذي يزداد مع خروج التلاميذ من المدارس وتواجدهم في الشارع لفترة طويلة نتيجة الفراغ وغياب مراكز الترفيه. ويصبح الشارع أو الشواطئ غير المحروسة متنفسا لهم في أغلب الأحيان، وهو ما دفع الجمعية الى التفكير في تنظيم مثل هذه المخيمات الصيفية التي تستضيفها بلدية الداموس بولاية تيبازة كل صيف وتجمع مئات الشباب والأطفال في جو مملوء بالنشاطات الثقافية والرياضية والفنية، حيث يوزع الشباب على مجموعات تستفيد كل واحدة برحلة تستمر على امتداد 15يوما، تليها مجموعة أخرى الى غاية انتهاء فصل الصيف. كما برمجت جمعية ''أمل وتحد'' لباب الواد مخيما صيفيا لفائدة أطفال العائلات الفقيرة بالتعاون مع مديرية الخدمات الاجتماعية لولاية الجزائر، وقد استفاد 50طفلا من هذه الرحلة التي اختارت مدينة تنس الساحلية لقضاء جزء من فصل الصيف. وحسب رئيس الجمعية السيد دراجي فإن الرحلة تهدف الى إخراج الاطفال المعوزين من روتين الأحياء وإعطائهم فرصة للتمتع بزرقة البحر لمدة 15يوما، كما اعتبر المتحدث أن هذه المخيمات الصيفية تمنح للأطفال فرصة الاستمتاع بعطلتهم الصيفية خاصة أن اغلبهم ينتمون لعائلات فقيرة لا تسمح لها ميزانيتها الضعيفة بالتفكير في السفر او حتى التوجه للبحر كل أمسية، وهو ما يدفع الاطفال الى المغامرة والتوجه للبحر بمفردهم رغم ما يشكله ذلك من خطورة عليهم. وقد فكرت جمعية تحد وأمل في جمع هؤلاء الاطفال وإرسالهم ضمن وفود منظمة بمرافقة مرشدين ومختصين، ليكونوا مرافقين امنين للأطفال في رحلتهم الصيفية.