الحزب الاشتراكي الموحد المغربي يدين نتائج الاستفتاء على الدستور وجه الحزب الاشتراكي المغربي الموحد، أمس، انتقادات لاذعة باتجاه الملك محمد السادس على خلفية التعديلات الدستورية الأخيرة التي أقر من خلالها إصلاحات رأت فيها الرباط بأنها قفزة نوعية على طريق البناء الديمقراطي بينما اعتبرتها المعارضة بأنها تكريس منمق لإحكام سلطة المخزن على كل دواليب السلطة المغربية. وبلغة فيها الكثير من التهكم كتب الحزب في مقال نشره، أمس، في المجلة الأسبوعية الفرنسية ''بوليتيس'' إن ''كل واحد يمكنه ملاحظة أن المملكة المغربية قد خطت خطى عملاقة نحو ... الماضي'' في تلميح إلى كون الإصلاحات التي زعم الملك المغربي إقرارها هي مجرد ذر للرماد من حيث جوهرها وأيضا للسياق الذي جاءت فيه. واعتبر الحزب الاشتراكي المغربي الموحد أنهم بالإعلان عن نتيجة 5,98 بالمائة ''نعم'' للوثيقة الجديدة يكون أصحاب القرار في الرباط قد أكدوا من حيث لا يدرون أنهم لم يفهموا بعد أن العالم وكذا المجتمع المغربي قد تغير ولم يعد يؤمن بهذه النسب الخيالية. واعتبر الحزب أن ''نتيجة 55 بالمائة أو حتى 85 بالمائة ''نعم'' من أجل إصلاح دستوري من اقتراح الملك كان من الممكن أن تعارضه شرائح في داخل المجتمع المغربي. واعتبر أن الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع بالآلاف منذ 20 فيفري 2011 للمطالبة بإصلاح دستوري مع إعطاء المزيد من السلطة للحكومة والبرلمان وبمزيد من استقلال العدالة والقضاء على الرشوة وتقسيم منصف للثروة يؤكد على وجود موجة رفض واسعة لمثل هذه الإصلاحات الفوقية. كما أشار الحزب أنه بالمصادقة على دستور يمنحه جميع الحقوق يكون ''الملك مطالبا بتوفير مناصب الشغل وتقويم النظام التربوي والمدرسي والقضاء على الرشوة واقتصاد الريع'' وحذر من مخاطر ''تفاقم الأزمة مستقبلا في حالة إخفاق الحكومة التي تم تنصيبها في تمويل النفقات الكبيرة التي تمت مباشرتها منذ بداية السنة وعندها ماذا سنفعل نحن بثورة الشارع''. وأوضح الحزب المغربي متسائلا ''هل سنضع مقادير حرب أهلية في الحسبان مثلما حدث في ليبيا؟ وهل سنطلب مساعدة فرنسا التي لاحظ الجميع رد فعلها عقب انهيار نظامي الرئيسين بن علي ومبارك بعدما كانت تدعمهما عندما كانا في الحكم؟''. وتابع تحليل الحزب إن ''فرنسا التي تقول اليوم على لسان رئيسها إن الإصلاحات المباشرة في المغرب ''تاريخية'' إنما أرادت أن تحافظ على مصالحها الهامة في المملكة والتي خرج شباب 20 فيفري من أجل إدانتها كما فعلوا مؤخرا مع تواجد الفرع المغربي لمجمع سويز للبيئة في المغرب''.