شرعت مراكز التكوين المهني والتمهين بالعاصمة في تجسيد برنامج إعلامي وتحسيسي لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب البطال، حيث تم فتح باب التسجيلات الأولية في أنماط التكوين الإقامية والتمهينية منذ العاشر جويلية وإلى غاية 6 أكتوبر بدون انقطاع، في حين سيتم استحداث تخصصات جديدة لفائدة المتربصين الجدد وفق قدرات مراكز التكوين من حيث المقاعد البيداغوجية ووسائل العمل. وحسب التعليمة الوزارية التي اطلعت عليها ''المساء'' فإنه من المقرر إجراء امتحانات الكفاءة والقبول خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 11 أكتوبر، على أن يتم نشر النتائج يوم 13 أكتوبر، حيث يؤكد غالبية أهل القطاع من مدراء المراكز ومستشاري التوجيه، أن هذه الامتحانات أصبحت شكلية نوعا ما، إلا في عدد من الحالات بحكم أن اختيار المتربصين الجدد للتخصص المطلوب خلال فترة الإعلام والتوجيه يكون في مجمله وفق رغبتهم وكفاءتهم من خلال الإجابة على استفساراتهم ولفت انتباههم إلى التخصصات المطلوبة في ميدان العمل وفق مستواهم الدراسي. وتعول وزارة التكوين المهني والتمهين حسب مصادر ''المساء'' على استقطاب شريحة معتبرة من الشباب البطال بما في ذلك العنصر النسوي، دون إعطاء سقف معين لعدد المقاعد البيداغوجية المخصصة للدخول المقبل، والذي سيحدد خلال الاجتماعات المقبلة للوزارة الوصية مع جميع المديريات الولائية، في حين سيتم استهداف جميع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة لتحقيق الغرض قصد تأهيلهم لسوق العمل خاصة المتسربون من المدرسة، حيث سيتم توجيههم آليا لقطاع التكوين الذي سيفتح العديد من التخصصات في نمط التمهين لكل من تتراوح أعمارهم بين 16 و25 سنة، في حين سيكون النمط الإقامي موجها لفئة 16 سنة فما فوق، حيث ستتم الاستفادة من الإقبال القياسي الذي عرفته دورة فيفري المنصرمة للمحافظة على نفس الوتيرة في الدخول المهني المقبل، سعيا لتسجيل التشبع في أغلبية التخصصات المفتوحة، خاصة في ظل الإصلاحات التي يعرفها قطاع التكوين المهني الذي أصبح بوابة الدخول إلى عالم الشغل باعتباره قطاعا ذا إنتاجية ملموسة. مديرية التكوين للعاصمة تكثف وتيرة العمل وفي هذا السياق ألزمت مديرية التكوين المهني والتمهين لولاية الجزائر جميع المراكز عبر بلديات العاصمة، بتكثيف نشاطها في هذه الفترة، ما يعني ضرورة العمل في شهر أوت القادم الذي سيتزامن مع شهر الصيام في موسم الصيف، لاستقبال، توجيه وتسجيل المتربصين الجدد. وحسب ما أكده مصدر من المديرية ل''المساء'' فإن هذه الأخيرة ستتكفل بالتعامل مع وسائل الإعلام السمعية والبصرية إضافة إلى الصحافة المكتوبة لتفعيل التواصل مع شريحة الشباب المعني بالحملة طيلة هذه الفترة، مع منح استقلالية لمراكز التكوين بمختلف البلديات في فتح قنوات الاتصال لإرشاد وتوجيه الشباب في مختلف الأعمار للتعريف بالتخصصات المفتوحة والآفاق المستقبلية لها في عالم الشغل، وهذا مع مراعاة الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة لهذه المراكز التي تختلف طريقة تعاملها مع الفئة المعنية بالحملة، كتوزيع المطويات ونشر الإعلانات في الأماكن العمومية، وحتى الوصول إلى الشواطئ والمقاهي لاستهداف المتربصين الجدد أينما كانوا، إلى جانب فتح أبوابها لقطاع الإعلام للتعريف باستعداداتها للدخول المهني المقبل. وحول تنظيم الأبواب المفتوحة أوضح مصدرنا أنه يتم حاليا تطبيق هذه العملية بكل مركز على حدة، وهو ما سجلته ''المساء'' ميدانيا بكل من مركز حسيبة بن بوعلي بوسط العاصمة، مركز التكوين بالقبة ومركز الذكور بالرويبة، التي تعرف إقبالا محسوسا للشباب قصد الاستفسار عن التخصصات المعنية بالدخول المهني وشروط الالتحاق بها، في حين سيتم اللجوء مع بداية شهر سبتمبر القادم وإلى غاية 6 أكتوبر إلى تكثيف الحملة من خلال تنظيم الأبواب المفتوحة على التكوين المهني والتمهين وفق القطاعات حسب التقسيم الجغرافي، حيث سيتم التنسيق المشترك بين مختلف المراكز شرقا، غربا، شمالا، جنوبا ووسطا لتجسيد معرض فيما بينها على أن يختتم بتنظيم أبواب مفتوحة على المستوى الولائي، تضم جميع هذه المراكز لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المتربصين الجدد، في حين سيتم منح المتخرجين حديثا شهاداتهم النهائية وتوجيههم إلى ميدان الشغل وفق الاتفاقيات المبرمة بين هذه المراكز ووكالات التشغيل المحلية، بالموازاة مع إمكانية الاستقلالية في العمل عبر تجسيد مشروع ضمن وكالة دعم وتشغيل الشباب(اونساج). وعلى سبيل المثال لا الحصر كشف مدير مركز التكوين المهني والتمهين للذكور بالرويبة السيد حسان رقيبة في لقائه مع ''المساء''، عن فتح أزيد من 200 مقعد بيداغوجي خلال الدورة المهنية المقبلة في 8 تخصصات إقامية وأكثر من 15 تخصصا في التمهين، حيث سيكون جديد هذه السنة -حسب محدثنا- استحداث تخصصين في نمط الإقامي هما ميكانيك صيانة السيارات وتركيب وصيانة أجهزة التبريد والتكييف اللذان يكثر عليهما الطلب في عالم الشغل حاليا، حيث سيستفيد المتربصون الجدد من وسائل تكوين عصرية شبيهة بتلك المعمول بها في الدول الأوروبية، بعد أن تدعم المركز بعتاد حديث ومتطور لهذا الغرض، وهذا تحت إشراف الوزارة الوصية بالتنسيق مع مديرية التكوين لولاية الجزائر. وأوضح مصدرنا أن المركز شرع في حملة الإعلام، التوجيه والتسجيل منذ العاشر جويلية الجاري من خلال استقبال توافد الشباب والشابات، توزيع المطويات ونشر الإعلانات، مع تخصيص قاعة لعرض أعمال وإنجازات المتربصين القدامى على المتربصين الجدد لمعرفة آفاق التخصصات عن قرب، وهو ما رافقه إقبال محسوس على المركز للاستفسار لدى خلية الإعلام والتوجيه مع تسجيل العشرات منهم في التخصصات المقترحة. ويشير السيد رقيبة إلى إبرام العديد من الاتفاقيات مع المؤسسات العمومية والخاصة، وهذا بإشراف الوكالة المحلية للتشغيل بالرويبة، حيث سيستفيد المتخرجون حديثا من مناصب عمل خاصة في مجالات التلحيم، ميكانيك السيارات وكهرباء العمارات، وهي المزايا الممنوحة للمتربصين الجدد بعد إتمام فترة تكوينهم باعتبار هذه الاتفاقيات سارية المفعول خلال السنوات المقبلة وهي ثمرة الإصلاحات في قطاع التكوين المهني والذي استفادت منه غالبية المراكز.