شرعت مراكز التكوين المهني والتمهين على مستوى بلديات العاصمة مؤخرا، في إطلاق حملة تحسيسية واعلامية لفائدة المتربصين الجدد لدورة فيفري المقبلة، تمهيدا لتنظيم الأبواب المفتوحة على مختلف المراكز بغرض اتمام التسجيلات في مختلف التخصصات المستحدثة، في سياق استقطاب أكبر عدد من الشباب البطال، حيث تندرج العملية في إطار سعي الوزارة الوصية لجعل قطاع التكوين المهني والتمهين بوابة لدخول عالم الشغل، وهو ما تشجعه وكالات التشغيل المحلية بولاية الجزائر، من خلال ابرام اتفاقيات مع العديد من مراكز التكوين باستحداث مناصب عمل للمتخرجين حديثا. ولإنجاز الدورة المهنية الجديدة المقررة في 27 فيفري المقبل، قامت مديرية التكوين المهني والتمهين لولاية الجزائر بناء على توصية من الوزارة الوصية، بإبلاغ جميع مراكز ومعاهد التكوين المهني بالعاصمة بتفعيل الإعلام الجواري قصد التعريف بجديد الدخول المهني المقبل، لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الشباب البطال بغض النظر احيانا عن المقاعد البيداغوجية المتاحة، مع تركيز الجهود على السعي الى تأطير امثل للمتربصين الجدد، خاصة لمن تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة الذين لم يتمكنوا من التسجيل في دورة اكتوبر المنصرمة لعدة اعتبارات، بالموازاة مع فتح باب التسجيلات لمن تفوق أعمارهم 20 سنة، دون اهمال العنصر النسوي، وهذا في مختلف التخصصات المهنية المقترحة في صيغتيها (الإقامي والتمهين)، حيث سيتم توجيه الشباب الراغب في التسجيل الى التخصصات المقترحة في هذا المجال مع مراعاة شرط المستوى الدراسي لبعض الفروع. كما سيتم تعريف المتربصين الجدد بآفاق تكوينهم المهني نحو عالم الشغل، بفضل قرارات رئيس الجمهورية في سياق تطوير القطاع، وجعل التكوين المهني والتمهين يرتبط ارتباطا وثيقا بتحديات البلاد الاقتصادية والتنموية، عبر تكوين موارد بشرية مؤهلة بالموازاة مع توفير مناصب عمل لمتخرجي القطاع من الشباب البطال، واستثمار مؤهلاتهم في العديد من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات وهي الإستراتيجية التي تبنتها وزارة التكوين المهني والتمين لهذا الغرض. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة ل»المساء«، فإن جميع مراكز التكوين المهني والتمهين بولاية الجزائر، أخذت على عاتقها مهمة استقبال هؤلاء الشباب وتوجيههم الى التخصصات المقترحة منذ بداية شهر جانفي الجاري، من خلال تكليف اطاراتها بمرافقة المنخرطين الجدد من حيث الجانب الإعلامي والتحسيسي سواء بتعريف الشباب بالتخصص الذي يريد التكوين فيه أو توجيهه الى أحد الفروع التي تتناسب مع مؤهلاته الدراسية، وهو ما يتم العمل به بكل من مراكز التكوين المهني بحسيبة بن بوعلي بالعاصمة، القبة والعاشور وغيرها من المراكز عبر بلديات العاصمة، أين يتم التكفل بانشغالات الشباب المطروحة حول الفرص المتاحة للتكوين بها، حيث يقوم مؤطروها بعمل جواري في هذا المسعى سواء داخل المركز أو خارجه، من خلال الإعلان عن التخصصات المقترحة لدورة فيفري في مختلف المرافق العمومية كالبلديات ودور الشباب، وهي فرصة للشباب للتقرب اكثر قصد التعرف على مجالات التكوين المتعددة. كما أوضحت مصادرنا ان هذا العمل الجواري يأتي تمهيدا لتنظيم الأبواب المفتوحة على جميع مراكز التكوين مع بداية شهر فيفري المقبل، بالموازاة مع الشروع في عملية التسجيلات النهائية بداية من العاشر فيفري، على ان تتبع بإجراء امتحانات القبول واعادة التوجيه خلال الفترة الممتدة فمن 13 الى 15 من نفس الشهر، في حين سيكون يوم 27 منه موعدا للدخول المهني الجديد. مراكز التكوين لشرق العاصمة في الموعد وتجسيدا لتعليمة الوزارة الوصية، تعمل مراكز التكوين المهني والتمهين بشرق العاصمة - على سبيل المثال لا الحصر - على تفعيل العمل الجواري وفتح مكاتب الاستقبال والتوجيه للشباب الراغب في الاستفادة من تكوين في احد التخصصات المقترحة ومرافقته الى حين التسجيل النهائي، وهذا بكل من باب الزوار، برج الكيفان والدار البيضاء، وهي المراكز التي تستقطب يوميا عددا معتبرا من الشباب البطال للتعرف اكثر على التخصصات المقترحة للدورة المقبلة. وفي السياق كشف مدير مركز التكوين المهني والتمهين للذكور بالرويبة، السيد حسان رقيبة، ل»المساء«، عن تخصيص اكثر من 200 مقعد بيداغوجي للمتربصين الجدد خلال الدورة المقبلة، منها 90 مقعدا في النمط الإقامي تخصص المحاسبة وميكانيك الصيانة، في حين تم توفير اكثر من 100 مقعد في نمط التمهين وفي مختلف التخصصات بالنسبة للشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنة، اضافة الى ادراج تخصصات نسوية للمرأة الماكثة بالبيت لتعميم الفائدة على الجميع، حيث شرع المركز حسب محدثنا، في عملية توجيه واعلام الشباب حول مختلف التخصصات المقترحة وعدد من الفروع المهنية التي تؤهل متربصيها لدخول عالم الشغل لدى القطاع العام والخاص، علاوة على الشراكة بين المركز والوكالة المحلية للتشغيل التي ستتكفل بإدماج عدد معتبر من الشباب البطال في ورشات البناء لقطاع السكن فور استكمال تكوينهم بالمركز مستقبلا، بالموازاة مع توجيه الدعوة الى كل هؤلاء الشباب للإقبال على التسجيلات والتعرف على التخصصات التي يقترحها مركز التكوين بالرويبة. كما يفتح مركز التكوين المهني بعين طاية، الذي لا يزال ينتظر إشارة انطلاق أشغال إعادة إنجازه من طرف الجهات الوصية، أبوابه للمتربصين الجدد بأكثر من 150 مقعدا بيداغوجيا في 5 تخصصات إقامية تشمل عون تجارة، التركيب الصحي والفندقة فرع المرطبات، إضافة الى العديد من تخصصات التمهين كميكانيك السيارات، فندقة فرع الطبخ والحلاقة، وحسب مدير المركز السيد ناصر أورابح، فإنه سيتم تنظيم ابواب مفتوحة من طرف المكلفين بالإعلام والتوجيه عبر كل من بلديات برج البحري، المرسى، عين طاية وهراوة، للتقرب اكثر من اهتمامات وانشغالات شباب المنطقة وتشجيعهم للإقبال على مركز التكوين المهني. ولعل ما يبرز اقتران قطاع التكوين المهني والتمهين بعالم الشغل، هو اهتمام وكالات التشغيل المحلية عبر ولاية الجزائر، بتخصيص مساحات للإعلان عن مختلف التخصصات المقترحة عبر مراكز التكوين، علاوة على ابرام اتفاقيات لتوظيف المتخرجين المؤهلين، من خلال جعل تطوير مجالات قطاع التكوين المهني والتمهين تساير متطلبات السوق الوطنية من اليد العاملة المؤهلة وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية.