يحتضن المركز الثقافي الإيطالي بالجزائر، إلى غاية 10 أوت المقبل، تظاهرة تحمل عنوان »كوبي- إن- إيطالي: الكتاب الإيطاليون في العام منذ العام 1945« تسمح للجمهور الجزائري اكتشاف مسيرة الثقافة الإيطالية بعد الحرب ومدى انتشارها عبر العالم. المعرض من اقتراح مؤسسة »مودادوري« والتي تضع الجمهور أمام سلسلة من الكتب لأكبر مؤلفي إيطاليا مثل »بريمو لو في« و»أمبيرتو ايكو«، »ايتالو كالفينو«، »ربيرتو سافيانو« وغيرهم كثير. يحرص المعرض على تقديم إيطاليا ما بعد الحرب العالمية الثانية، هذا البلد الذي عرف عملية »تصدير« لفكره وآدابه عبر العالم، مهتما بحركة الترجمة في تسويق هذا الإبداع، حرصا على التعريف بإيطاليا خارج حدودها. يقدم العرض أيضا مسارات مشاهير الأدب الإيطالي والتي جابت إصداراتهم العالم وحققوا شهرة لا نظير لها، أكسبتهم طابع العالمية، هؤلاء الذين عملت مراكز البحث والمكتبات التاريخية على توثيق أعمالهم وتراثهم. للإشارة، تسمى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية بإيطاليا ب»التحرير«، أي التحرير من نظام الفاشية الذي دخلت البلاد بعده مباشرة في مسارها الصحيح وأشرق فيها الإبداع الذي مثله جيل من عشاق الحرية ومن المبدعين الذين استطاعوا أن يكونوا من ا أكثر المبدعين الذين تباع كتبهم في السوق الدولية، علما أن المعرض يقدم الكتب الأصلية لهؤلاء الأدباء الإيطاليين. من أكثر الأسماء حضورا »امبيرتو ايكو«، الذي باع 10 ملايين نسخة لكتابه »اسم الوردة« وكذلك أديبة أخرى أتت بعده تدعى »اندريا كميليري« برائعتها »المفتش مونتالبانو«. تتفاوت شهره الأدباء الإيطاليين من بلد لآخر ففي إسبانيا مثلا يشيتهر »روبيرتو سافيانو« الذي ترجمت أعماله في 40 بلدا عبر العالم (منها الصين وتايلندا والفيتنام) وفي فرنسا بروح كتب »إيتالو كالفينو«، هذا الكاتب الذي كان يقول دوما أن »كل الترجمات رديئة وسيئة« وأنه كان يتألم كلما ترجم كتاب له في بلد من بلدان العالم. يتميز أدباء إيطاليا -أيضا- بالابتكار وعدم الاجترار واستعمال القوالب الجاهزة في أعمالهم وفي هذا الشأن ترى الروائية »اندريا كميليري« أنها في رائعتها »المفتش مونتالبانو« تجاوزت الصورة النمطية لمفتش الشرطة الداهية ذو اللحية والذي غالبا ما يضع النظارة الصغيرة العدسات وقبعة على رأسه ومعطفا كمعطف كولومبو، وهكذا جعلت من المفتش، البعيد عن الخيال الصقلي، رجلا يبدو من أكبر موظفي الضرائب ودون نظارات، علما أنه في الرواية كان يمقت حملها ويلوم نائبه على حملها. للإشارة، فإنه من سن 2001 وحتى 2007 بيعت الكتب الإيطالية بقوة في الخارج وتاضعف تسويقها ب 93 بالمائة متجاوزة 1800 إلى 3500 عنوان وكل عام يترجم العالم جديد المؤلفات بنسبة 10 بالمائة.