يحضّر الهلال الأحمر الجزائري خلال الأيام القليلة القادمة لتقديم دفعة أولى من المساعدات الانسانية لفائدة ضحايا المجاعة في الصومال الذين يعانون من نقص فادح في الغذاء والدواء منذ أشهر. وأكد الهلال الأحمر على لسان أمينه العام السيد لحسن بوشاقور ل''المساء'' أن العمل بالتنسيق مع الجهات المسؤولة والجمعيات الخيرية والمؤسسات المانحة لإرسال المساعدات الأولية الى ضحايا المجاعة بمنطقة القرن الإفريقي لاسيما الصومال، مؤكدا أن الوضع المعيشي بالمنطقة يستدعي تكاتف كافة الدول لمد يد العون والمساعدة لأبناء الشعب الصومالي. وأوضح بوشاقور أن الهلال الأحمر قرّر تخصيص مساعدات إنسانية للصومال جرّاء المجاعة التي ضربت هذا البلد بعد تلقيه الضوء الأخضر من الجهات المسؤولة، لاسيما مع تزايد حدة المجاعة مؤخرا، وهذا للعمل على تخفيف حجم المعاناة التي يعيشها الصوماليون لاسيما الأطفال والمسنون. وقال إن ''هذه المساعدات الانسانية ستضم مختلف المواد الغذائية الضرورية كالحبوب الجافة والعجائن والمياه المعدنية، الى جانب الأدوية والألبسة والمواد الضرورية الأخرى. وهذا لضمان التكفل الغذائي والصحي الجيد بالأطفال والنساء والمسنين. وفيما يخص الأوضاع في ليبيا، أكد الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري استعداد هيئته الخيرية لتقديم المساعدات الانسائية للشعب الليبي لاسيما أمام تدهور الوضع الإنساني بسبب أزمة الغذاء والدواء التي تعصف بالمنطقة جرّاء تواصل المعارك بين المعارضة والقوات الحكومية. واشترط في هذا الشأن ضرورة تقديم نداء استغاثة رسمي من المؤسسات الخيرية الدولية كالصليب الأحمر الدولي أو الاتحاد الدولي للهلال الأحمر لتسهيل العملية أكثر وإعطائها حقها من الأولوية والاهتمام. وقال المسؤول إن المساعدات الجزائرية تنتظر رخصة رسمية من السلطات العليا في البلاد أو نداء استعجاليا من طرف الأشقاء الليبيين لبدء التحرك في الميدان. وهذا تطبيقا لتعليمات الصليب الأحمر الدولي باعتباره منسق الهيئات الانسانية الدولية عبر لائحة موقعة من طرف 192 دولة ''اتفاقية جنيف'' المتعلقة بمناطق النزاعات المسلحة. وفي سياق آخر، كشف المتحدث عن مشروع خيري خاص بكفالة الطفل الفلسطيني ابن الشهيد أو الأسير من طرف الأسر الجزائرية ابتداء من شهر رمضان المعظم. وأوضح أن هذا المشروع الاجتماعي التضامني مع أطفال غزة، يتمثل في استقدام أطفال فلسطينيين لدى بعض الأسر في الجزائر لقضاء شهر رمضان المعظم مع تخصيصهم مصاريف شهرية يحول لهم خلالها مبلغ 105 ألاف دج سنويا أي ما يعادل 10 ألاف دينار شهريا. وتابع موضحا أن رعاية هؤلاء الأطفال سيكون بعد ملء استمارة خاصة تضم كل المعلومات الضرورية عنهم والظروف المعيشية التي يحيونها في قطاع غزة. ويذكر بخصوص المساعدات المقدمة لسكان غزة بفلسطين، أنه تم تقديم صك مالي بقيمة 250,753,179 دج ما يعادل 205 مليون دولار من قبل الهلال الأحمر الجزائري الى نظيره الفلسطيني، في اطار التضامن مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر سنة .2008 ويمثل هذا المبلغ مجموع تبرعات المحسنين التي شرعوا في تقديمها ابتداء من جانفي المنصرم لدعم ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة من خلال تخصيص ثلاث حسابات على مستوى البريد والبنك برخصة خاصة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. كما مرت المساعدات الانسانية التي أطرها الهلال الأحمر الجزائري عبر ثلاث مراحل، حيث عرفت المرحلة الاستعجالية ارسال أطباء وعتاد طبي وأدوية ومواد غذائية، الى جانب ارسال طائرة خاصة معبأة بالدم المجفف. في حين عرفت المرحلة الثانية إرسال بعثة تتكون من أخصائيين نفسانيين الى قطاع غزة لم يتمكن أغلبهم من الدخول عبر معبر رفح بسبب الخناق الذي فرضته عليهم القوات الإسرائيلية. أما المرحلة الثالثة والأخيرة تمثلت في تحويل المبلغ المالي المقدر ب5,2 مليون دولار عبر حسابات البريد والبنك.