شهدت العديد من الأحياء والأسواق وحتى مواقف الحافلات، حالات سرقة واعتداءات متعددة طالت النساء والشيوخ وحتى الشباب، خلال 48 ساعة الأولى من رمضان ''أبطالها'' شباب لا تتجاوز أعمارهم ال 25 سنة مزودون بخناجر وقوة أبدانهم، بالإضافة إلى أطفال قصر. وبدون التقيد بالأرقام، لا حديث في الشارع إلا عن الاعتداءات والسرقات بعد الحديث عن غلاء الأسعار التي ارتفعت بشكل جنوني، حيث شهدت العديد من الأحياء بالعاصمة اعتداءات وسرقات طالت الجيوب والهواتف وغالبا ما كانت مصحوبة باعتداءات عنيفة على الضحايا وبأماكن متفرقة، انطلاقا من الأسواق الشعبية ومحطات الحافلات وحتى الأحياء الراقية وتلك التي تقل بها الحركة... ويشير مصدر أمني إلى تسجيل بلاغات متعددة عن حالات السرقة والاعتداءات والضرب خلال الساعات الأولى من شهر الصيام، أدت الى توقيف عدد كبير من المتورطين في حالات السرقة، غير ان الغالبية الكبيرة من الموقوفين هم أطفال قصر وعدد من الشباب المسبوقين قضائيا، والذين لا يترددون في استئناف نشاطهم الإجرامي بحجة عدم الحصول على وظيفة لائقة، فيما تم تسجيل حالات متفرقة لأرباب عائلات يقولون- حسب المصدر - أنهم يسعون إلى إعالة عائلاتهم. ويشير المصدر الأمني إلى وجود عصابات تحركها أطراف مختصة وراشدة تسعى إلى استغلال الشباب المراهق والأطفال القصر وتزج بهم في عالم الإجرام والسرقات، لعلمها المسبق بعدم تعرضهم لأية متابعة قانونية على اعتبار أنهم لم يبلغوا بعد السن القانونية وبالتالي تسقط عنهم أية متابعات، والدليل ان معظم الحالات التي تم توقيفها خلال رمضان لم يتعدى أصحابها ال 15 سنة من العمر او اقل بكثير، معظمهم تم توقيفهم بالأسواق الشعبية والموازية. وميدانيا يلاحظ التواجد الكبير للأطفال دون سن ال 16 سنة بالأسواق وكبرى الشوارع، منهم من يتسول ومنهم من يتربص بضحيته، خاصة بالأسواق، فيما فضل آخرون تنصيب طاولات صغيرة وبيع أي شيء، وتشير مصادرنا الأمنية إلى ان غالبية الأطفال المتجولين بالأسواق والشوارع يعملون لدى أشخاص بالغين يستغلونهم في مثل هذه المناسبات ويوظفونهم في مثل هذه المهام القذرة، ولفطنتهم الكبيرة وذكائهم الحاد نادرا ما يكشف الأطفال الموقوفين عن الأشخاص الذين يعملون لحسابهم، مكتفين بالقول أنهم يعيلون أوليائهم وعائلاتهم المعوزة. وككل سنة، تتبنى مديرية امن ولاية الجزائر مخططا امنيا حسب المواسم والمناسبات، على غرار شهر رمضان الذي يعرف تغييرا في حركة المرور بالنسبة للسيارات، وكذا حركة الراجلين ما بين ساعات النهار والليل، بالإضافة إلى انتعاش حركة التسوق المتبوعة بانتعاش كبير لدى عصابات السرقة سواء بالأسواق او غيرها، إلى جانب تغير في مزاج الصائمين الذي غالبا ما يتسبب في نشوب صراعات وشجارات تصل إلى مراكز الشرطة. وتشهد أهم النقاط والمساحات الحيوية خلال هذه الأيام، تغطية أمنية كبيرة استحسنها سكان العاصمة بشكل كبير، تتجلى في التواجد المكثف للأعوان بالزيين المدني والرسمي مع انتشارهم بربوع الولاية، خاصة على مستوى مواقف الحافلات، محطات نقل المسافرين، محطات السكة الحديدية، المقابر، الأضرحة والمساجد، والتي شهدت تعزيزات أمنية عكست يقظة رجال الشرطة وسهرهم على ضمان راحة المواطنين خلال شهر رمضان. وقد أعطيت إشارة العمل بالمخطط الأمني الخاص برمضان أسبوعا قبل حلوله، حيث كانت الانطلاقة من الأسواق الشعبية العاصمية الرسمية منها والموازية، بتكثيف تواجد دوريات أعوان الشرطة القضائية والأعوان بالزي المدني، التي تغلغلت بداخل الأسواق التي عرفت تدفق مئات المواطنين لاقتناء مستلزمات رمضان، الأمر الذي خلق اكتظاظا كبيرا وفوضى بين المواطنين.