ساعات مثيرة رفقة أصحاب البذلة الزرقاء وتحديدا الفرقة المتنقلة لمكافحة الجريمة بالشرطة القضائية بكامل النقاط السوداء ،وما أكثرها المتواجدة بقطاع أمن دائرة الحراش ، والتي قادتنا إلى أحياء بيلام واد أوشايح، باش جراح وبوروبة ..أعطتنا صورة واضحة عن مهنة المتاعب، وكشفت عن العديد من الحقائق التي تخفى عن الكثيرين،والتي جعلت من طبيعة عمل مصالح الأمن بهذه المقاطعة مميزا حقا عن بقية المقاطعات الأخرى. كانت الساعة تشير إلى حدود التاسعة والنصف صباحا عندما وصلنا إلى مقر الدائرة الأمنية بالحراش شرق العاصمة ،وهناك استقبلنا الضابط لوراري من خلية الاتصال وهو أيضا مسؤول خلية الإصغاء والنشاط الوقائي الذي خصص لنا جلسة للحديث عن أهم نشاطات مصالح الأمن عبر إقليم الدائرة التي تضم أربع بلديات ذات كثافة سكانية عالية وهي الحراش ،باش جراح ،بوروبة ، واد السمار...قبل أن نخرج إلى ساحة أمن الدائرة رفقة الضابط لوراري ليعرفنا على الفرقة المتنقلة لمكافحة الجريمة التي سوف نرافقها في خرجتها الميدانية حيث قال لنا الضابط لوراري أن طبيعة الأحياء التي تقع بإقليم أمن دائرة الحراش والعقليات السائدة تفرض على مختلف فرق ومصالح الأمن إتباع طريقة عمل معينة وأسلوب تعامل خاص وحتى لغة التخاطب فهي مميزة جدا ،كل ذلك من اجل الحفاظ على الأمن العمومي وضمان سلامة المواطنين وتوفير الأمن والحد من انتشارالافات الاجتماعية ومختلف أشكال الجريمة. حينها فقط فهمت لماذا بدا لي امن دائرة الحراش منذ الوهلة الأولى مختلف كثيرا عن بقية امن الدوائر الأخرى المتواجدة بالعاصمة التي زرتها من قبل إذ انه أشبه بخلية نحل حقيقية لا مكان فيها للراحة أو التقاعس ،حيث أن العمل فيها لاينتهي وكأنها ورشة مفتوحة ،وتأكدت لماذا كان رئيس امن دائرة الحراش في صبيحة ذلك اليوم متواجد بساحة المقر ومرتديا زي العمل "بذلة التدخل" بدلا عن طاقم كلاسيكي أو البذلة الرسمية الخاصة بالضباط . تركت مقر أمن دائرة الحراش وانطلقت رفقة أفراد من الفرقة المتنقلة لمكافحة الجريمة ،عددهم ثلاثة وعلى رأسهم قائد الفرقة وفي نفس الوقت نائب رئيس الشرطة القضائية،الذين كانوا جميعهم بالزي المدني ،وقبل أن يشرع رئيس الفرقة المتنقلة لمكافحة الجريمة الضابط عبد الحق اسبايعي في شرح تفاصيل العمل بمختلف الأحياء الموزعة على أربع بلديات هي الحراش ،باش جراح ،واد اوشايح وواد السمار ،هذه البلديات التي تتميز بكثافة سكانية عالية و بوجود عددا كبيرا من الأحياء القصديرية ،وبها أيضا أكثر الأسواق شعبية في العاصمة اليومية منها والأسبوعية والتي يتوافد عليها المئات من المتسوقين القادمين من كل شبر من العاصمة و ضواحيها على غرار سوق بومعطي وديكانز ،وسوق باش جراح ،بالإضافة إلى الدلالة وأسواق أخرى لبيع المواشي والخردة وقطع الغيار ،الشيء الذي يجعل من هذه الأحياء المعروفة أصلا بالكثافة السكانية العالية ،تتحول إلى أماكن مكتظة بجموع المتوافدين ، وبطبيعة الحال يقول محدثنا وجود الأسواق والاكتظاظ يشجع على انتشار مظاهر السرقة والاعتداءات وكذلك الشجارات مهمة صعبة على طول الخط حرصت الفرقة المتنقلة لمكافحة الجريمة أن أتعرف على مختلف النقاط السوداء المتواجدة بمختلف أحياء أربع بلديات هي الحراش واد اوشايح ،باش جراح ،وواد السمار حيث دخلت إلى مختلف الأحياء والأسواق ،حتى تكون الصورة أكثر وضوحا، وكانت الانطلاقة من سوق بومعطي بالحراش ،حيث قال احد أعضاء الفرقة أن كثرة المترددين على سوق بومعطي المعروف لدى كل سكان العاصمة وضواحيها جعل من المكان قبلة للصوص وتحديدا محترفي السرقة بالنشل ،فكثيرا ما تسجل حالات سرقة خاصة عند اقتراب مواعيد الاحتفال بالمناسبات الدينية ،وكذلك خلال شهر رمضان، وعلى ذكر شهر رمضان فقد أشار ذات المتحدث إلى انه خلال السنة الماضية قد تم إلقاء القبض على محترفي السرقة بهذا السوق في شهر رمضان، مؤكدا أن كل صباح يتم نشر أعوان أمن بالزي المدني داخل السوق للحفاظ على الأمن وحماية جموع المتسوقين من السرقة التي غالبا مايكون ضحاياها من فئة النساء ثم إلى سوق الديكانز المعروف والذي تنتشر فيه هو الآخر مظاهر السرقة والاعتداءات أيضا، ثم انطلقت الفرقة إلى نقطة أخرى وهي محطة الحافلات ببومعطي والتي تنتشر فيها بعض حالات السرقة أبطالها غالبا مايكونون من فئة القصر ،ومنها إلى طريق بليدة المؤدي إلى وسط الحراش الذي تكثر به الاعتداءات وجرائم السرقة، ثم إلى حي بوبصيلة التي تكثر فيه المشاكل التي تتطلب في كل مرة تدخل مصالح الأمن وخاصة الشجارات والاعتداءات قصد السرقة التي ينفذها لصوص يهربون عبر السور الحديدي الذي يفصل عن السكة الحديدية ، بعدها دخلنا حي الكوارة ببوروبة ، أين يوجد حي قصديري تكثر به الكثير من الشجارات ،وكذلك الأمر بالنسبة لحي علي خوجة ثم عرجنا بعدها نحو باش جراح ، أين توقفنا عند سوق باش جراح المعروف الذي تكثر به هو الآخر مظاهر السرقة وأمام مختلف الأحياء القصديرية بكل من مزرعة بن بولعيد ،حي بومعزة ،وحي الخروب ،ثم لاقلاسيار ،حي النخيل أين لاحظنا وجود أمام كل حي قصديري مقرأمن جواري ،حيث أكد لنا أعوان الفرقة على انتشارافة المخدرات في أوساط الشباب بمختلف هذه الأحياء القصديرية وذلك بسبب مشكل السكن والتسرب المدرسي المبكر ،بالإضافة الى مشاكل اجتماعية أخرى تجعل من هذه الفئة فريسة سهلة لهذه السموم ولم يخف أعضاء الفرقة صعوبة مهمة أعوان الأمن بهذه الأحياء ،خاصة بالزي المدني ،ولا مجال للمغامرة بالدخول إلى هذه الأحياء أثناء الليل بدون القوة اللازمة ،وحتى عند تنفيذ أوامر العدالة في حالة أوامر بالقبض على متهمين أو متورطين ،حيث كثيرا ماتواجه مصالح الأمن صعوبات كثيرة غالبا مانتفاجأ بخروج أشخاص ويوجد من بينهم حتى نساء مسلحين بالأسلحة البيضاء من سكاكين وسيوف فعلى طول الشريط الشرقي للعاصمة، ترتسم بؤر المعاناة في صورة جيتوهات: باش جراح، بوروبة ، بيلام، واد أوشايح،واد السمار وغيرها،وفيها أيضا بسط الإجرام براثينه ،لدرجة أن هذه الأحياء التي ترسم صور البؤس والمعاناة الحقيقية للسكان الذين هم في الغالب شباب في العشرينات والثلاثينات، لهم طقوسهم وقاموسهم الذي يثير جدلا متصاعدا ،وكل شيء يدفعهم إلى تجاهل ما يحدث ويدفعهم إلى الارتماء في اليأس،ففي أكواخ الصفيح هذه مزيج خطر للغاية، يعيشون في الفقر وسط تنامي الجريمة وغزو الآفات الاجتماعية والبطالة الخانقة . فحين تزور أكواخ وأحياء الصفيح في باش جراح المكتظة وكذا الحراش وواد اوشايح وواد السمار بكل تقاسيم فقرها ، لن تجد سوى الوجوه التي سوّد وجهها الفقر والبطالة ،فسقطت في مستنقع الانحراف الا من رحم ربي 22 أمن جواري أمام مداخل الأحياء القصديرية هذا وقد لاحظنا وجود مركز للأمن الجواري أمام مدخل كل حي قصديري ،الشرطة الجوارية التي أصبحت وجها من وجوه الأمن التي أنشئت من اجل مكافحة الجريمة بمختلف أشكالها ،لتحقيق حاجيات المواطن وفي مقدمتها توفير الأمن بالقرب من المراكز السكنية ،وقد تم إنشاء مراكز الأمن الجواري هذه وفق أسس تقنية ،منها ضرورة قربها من المراكز السكنية والمواطن بهذه الأحياء القصديرية والأحياء الشعبية المتواجدة بالحراش وواد أوشايح وباش جراح وبوروبة وواد السمار ،التي تفتقد في السابق لمراكز امن ، وهي عبارة على شاليهات مجهزة أغلبها تم إنشاؤها بالأحياء القصديرية للتكفل بانشغالات المواطنين وتقريبهم من مصالح الأمن،وأخذت بلدية باش جراح حصة الأسد باستفادتها من 6 مراكز أمنية جوارية ، موزعة على أحياء أغلبها قصديرية ببومعزة، غابة بالمي، مزرعة بن بولعيد، واد أوشايح، حي الخروب، فارم سيقي كلها تقع بإقليم باش جراح وأكد العارفون بملف مراكز الأمن الجواري أن إنشاء أحزمة أمنية بهذه الأحياء الشعبية على غرار أحياء شعبية أخرى بكل من المقرية وبراقي و سيدي موسى وغيرها،التي ينتمي إليها أغلب الانتحاريين الذين نفذوا اعتداءات انتحارية، كما أن التقارير الأمنية تشير إلى أنها أيضا معاقل الجريمة بأشكالها يدخل ضمن الإستراتيجية الجديدة المتبعة من اجل تطويق الجريمة والإرهاب . وسوف تُمكن هذه المراكز القريبة من الأحياء من تأطير السكان ورصد التحركات المشبوهة وأيضا إعداد تقارير عن الانشغالات الحقيقية للسكان منها تحديد نسبة البطالة والفقر والاحتياجات ورفعها للجهات المعنية لاتخاذ حلول ومحاولة قطع الطريق أمام شبكات التجنيد وأيضا شبكات الدعم والإسناد على خلفية أن هذه الأحياء الشعبية خاصة القصديرية منها شكلت قواعد الدعم لإحدى الجماعات الإرهابية . قضية لمختلف أشكال الجريمة خلال سنة 2008 2367 وقد سجلت مصالح أمن دائرة الحراش على مستوى إقليمها الذي يضم أربعة بلديات هي الحراش ،باش جراح ،بوروبة وواد السمار، والتي توجد بها عدة نقاط سوداء ، مالا يقل عن2367 قضية تشمل مختلف أشكال الجريمة ،وتم تقديم 379 شخص متورط إلى وكيل الجمهورية ، ومن بين المتورطين نجد 60 قاصر ، و6 نساء ، أما عدد القضايا المتعلقة بالجنح والجنايات المرتكبة ضد الأفراد فقد وصل إلى 1484 قضية تم معالجة منها 701 قضية تم تقديم بموجبها 403 شخص أمام العدالة من بينهم 31 قاصر 13 ايناث بالغات وفتاة واحدة قاصر وأجنبي قاصر وقد سجلت مصالح امن دائرة الحراش خلال السنة الماضية حالتي قتل عمدي وستة محاولات انتحار وأربع حالات انتحار، وحالة ضرب وجرح عمدي مفضي إلى الوفاة فيما سجلت عدة قضايا تتعلق بمختلف أشكال السرقة انطلاقا من السرقة البسيطة إلى السرقة الموصوفة منها 9 قضايا سرقة باستعمال السلاح الأبيض، و19 أخرى سرقة بالعنف ،و39 حالة سرقة تحت طائلة التهديد ،و24 قضية سرقة بالكسر،و12 حالة سرقة بالتسلق و4 سرقات باستعمال مفاتيح مصطنعة ،و7 سرقات بالمتاجر وواحدة للمعروضات ،فيما بلغ عدد قضايا السرقة بالنشل 45 قضية ،و23 سرقة للهواتف النقالة ،و36 سرقة بالخطف و4 سرقات لتوابع السيارات و17 من داخل المركبات قضية تتعلق بالمخدرات سنة 2008 151 حسب ضابط الشرطة اسبايعي عبد الحق نائب رئيس الشرطة القضائية ورئيس الفرقة المتنقلة لمكافحة الجريمة بأمن دائرة الحراش ،فقد سجلت ذات المصلحة لوحدها 151 قضية تتعلق بالمخدرات سنة 2008، مقابل 161 قضية 2007 أي بنسبة انخفاض قدرت ب 6.21 وتم حجز 30. 1883غ مسحوق القنب الهندي 2.9 غ من مسحوق الهيروين 0.51 غ من مسحوق الكراك،1429 قرص من الحبوب المهلوسة ،قارورتان سائل مخدر ،وقد تم توقيف 195 شخص متورط من بينهم 10 قصر ،وفتاة وشخص أجنبي بتهمة حيازة واستهلاك وترويج المخدرات ،95 منهم أودعوا الحبس الاحتياطي و24 استفادوا من الإفراج المؤقت و76 تلقوا استدعاءات مباشرة وفي قراءة لهذه الأرقام ومن خلال سمعناه من حقائق من أهل الميدان استنتجنا أن آفة المخدرات تظل منتشرة في القطاعات الآهلة بالسكان وهي أماكن تتميز كلها بارتفاع نسبة الشباب باه ،التي تفشت في أوساطه نتيجة لعدة عوامل منها البطالة ،التفكك الأسري بحيث أصبح تعاطي هذه السموم بمثابة الوسيلة الوحيدة لتحدي الواقع المفروض والمرفوض في آن واحد فيما بلغ مجمل القضايا المسجلة بمصلحة الشرطة القضائية ،والتي تشمل مختلف أشكال الجريمة،198 قضية سنة 2008 مقابل 220 سنة 2007 تورط فيها 274 شخص من بينهم 24 قاصر ،و4 ايناث و3 أجانب 148 منهم أودعوا الحبس الاحتياطي ، والبقية تلقوا استدعاءات مباشرة فيما يوجد 4 متورطين في حالة فرار ومن بين 198 قضية مسجلة نجد أن 21 منها تتعلق بالجنح والجنايات ضد الأموال والممتلكات تورط فيها 27 شخص من بينهم 5 قصر وامرأتان ،و13 قضية تتعلق بالمساس بالأشخاص فيما تم تسجيل حالة قتل عمدي مع سبق الإصرار والترصد باستعمال آلة حادة أما فيما يتعلق بالقضايا التي عالجتها مصلحة الشرطة القضائية بأمر من العدالة فقد أشار ذات المصدر دائما إلى انه تم تسجيل 1181 قضية سنة 2008 تتعلق بالتعليمات النيابية ،أي أوامر بالقبض أوامرايداع ،الإكراه البدني ،أوامر ضبط وإحضار المتهمين ،وتم معالجة منها 966 قضية أي بنسبة معالجة بلغت 81.80 مقابل 849 قضية مسجلة سنة 2007