أكد المدرب الوطني العسكري عبد الرحمان مهداوي أن الصرامة والإنضباط شكلا عاملين أساسيين في نيل كأس العالم العسكرية بريو دي جانيرو، حيث ثمن السلوك والروح الوطنية التي تحلى بها لاعبو المنتخب الوطني العسكري أثناء مشاركة هذا الأخير في الدورة الخامسة للألعاب العسكرية التي جرت أطوارها بالبرازيل نهاية الشهر الفارط. وقد أوضح مهداوي في الندوة الصحفية التي نشطها أمس بفوروم يومية المجاهد أن نيل هذه الكأس لم يكن مرسوما في برنامج المنتخب العسكري الذي تنقل إلى البرازيل بنية احتلال إحدى المراكز الأربعة الأولى في ترتيب دورة كرة القدم، حيث قال مهداوي في هذا الشأن: ''لا تظنوا أن فريقنا العسكري وجد سهولة في البرازيل، لأننا لعبنا ضد فرق تمتاز بمستوى جيد، وأظن أن تأهلنا في الدور نصف النهائي على حساب منتخب البلد المنظم هو الذي تركنا نؤمن أكثر بإمكانية انتزاع الكأس العسكرية بالرغم من أن مصر هي صاحبة اللقب وسبق لمنتخبها التتويج بالكأس العسكرية أربع مرات، ومن شدة الفرحة التي غمرتنا في أعقاب مرورنا إلى المباراة النهائية، كنا نشعر أننا في حلم تحقق في نهاية المطاف''. وتحدث مهداوي بكثير من التأثر عن المباراة النهائية ضد منتخب الفراعنة، قائلا إن لاعبيه دخلوا أرضية الميدان وهم مصممون على رفع التحدي، وكانوا يشعرون أن كل الشعب الجزائري مهتم بمغامرتهم وينتظر منهم التتويج بهذه الكأس، حيث أوضح المدرب الوطني العسكري: ''أظن أن الخطابات والتوجيهات التي سمعها اللاعبون من المسؤولين العسكريين والطاقم الفني كان لها الأثر الإيجابي على اللاعبين الذين كسبوا ثقة كبيرة في إمكانياتهم، وهو ما يفسر الروح القتالية التي خاضوا بها اللقاء النهائي، لقد طبقنا خطة تكتيكية محكمة وتمكن كل عنصر في الفريق من القيام بدوره''. وبغض النظر عن الجانب التقني، فقد أقر مهداوي أن عوامل كثيرة ساعدته على تحقيق النجاح مع المنتخب الوطني العسكري، ووضع في المقام الأول توفر وسائل العمل واهتمام المسؤولين العسكريين بالفريق، وقال إنه لم يكن أي لاعب يشعر بوجود تقصير من أي جهة كانت، لأن كل شيء كان يطبق في إطار نظام محترم، لا يشوبه أي عيب وتم تحضير هذا الفريق للموعد البرازيلي بفضل تفهم الجميع لما كان منتظرا منه أن يفعله. وأشار مهداوي إلى أنه لم يكن من السهل عليه وعلى المسؤولين العسكريين إعداد هذا الفريق بسبب تعاقب فترات تجنيد وتسريح اللاعبين الذين يؤدون الخدمة العسكرية، إذ كان من اللازم إعادة تركيب التعداد في كثير من المراحل التي مر بها تكوين الفريق. وبدا المدرب مهداوي مستعدا لمواصلة مهمته مع المنتخب الوطني العسكري، حيث قال: ''إنني مرتاح في المنصب الذي أتواجد فيه، وقد بدأنا من الآن نفكر في المواعيد القادمة التي تنتظرنا، ومن بينها كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، الأولى تجري بأنغولا والثانية تستضيفها قطر، ويعكف مسؤولو المركز العسكري للتكوين حاليا على تحضير هذين الموعدين الهامين''. وقد تناول مهداوي بعض المسائل التي لها علاقة بالكرة الجزائرية في رده على أسئلة الصحفيين، من أهمها الخلط القائم حول المدرب المحلي والأجنبي، حيث قال إن هذا الموضوع تم تناوله أكثر من اللازم دون التعرف بالتدقيق على الأهداف التي تريد الهيئات الرياضية الكروية تحقيقها في المستقبل.