وقّعت الجزائر والنيجر على ثلاثة اتفاقات تعاون في ختام أشغال الدورة التاسعة للّجنة المختلطة للتعاون الثنائي التي ترأّسها وزيرا الشؤون الخارجية للبلدين السيد مراد مدلسي والسيدة عائشتو مينداودو، وتخصّ الاتفاقات قطاعات التكوين والتعليم المهنيين والشباب والرياضة و الموارد المائية· وستعزّز مشاريع اتفاقات في قطاعات أخرى كالصحة والتعليم العالي والثقافة والسياحة والصناعات التقليدية الإطار القانوني الثري كما أنها ستحظى بعناية كبيرة من قبل البلدين· وجرى حفل اختتام اجتماع اللجنة المختلطة يوم الأربعاء بنيامي بحضور وزير التجهيز النيجري والأمينين العامين لوزارتي الطاقة والمناجم والتعليم العالي· وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن ذلك يبرز الأهمية التي توليها النيجر للشراكة مع الجزائر والالتزام الثابت لحكومتي البلدين بإضفاء بعد واقعي وعملي على التعاون الثنائي· وفي مداخلتيهما أكّد السيد مدلسي والسيدة مينداودو على أهمية المبادلات بين البلدين وعلى ضرورة إثرائها· وأعربت الوزيرة النيجيرية عن شكرها للجزائر على "إسهامها القيّم والدعم المتعدد الأشكال الذي قدمته لبلدها مما يضفي على هذا التعاون ديناميكية أكيدة"· كما نوّهت الوزيرة ب"حيوية الجهد المبذول" من قبل الجزائر في مجال تثمين الموارد البشرية في النيجر· وفضلا عن الاتفاقات الثلاثة الموقّعة من قبل الوزيرين توّجت أشغال الدورة التاسعة للجنة المختلطة للتعاون الجزائري-النيجري بمحضر يتضمن تقييم شامل للعلاقات الثنائية و يحدّد الإجراءات الكفيلة بتعزيزها و تعميقها· كما تم الاتفاق على تنظيم الدورة العاشرة للجنة المختلطة الجزائرية-النيجرية بالجزائر خلال 2009 في تاريخ سيتّفق عليه الطرفان· وكانت زيارة السيد مدلسي لنيامي مسبوقة بزيارة وفد هام متعدّد القطاعات يضم خبراء بحيث تفحّص مع نظيره النيجيري حصيلة التعاون الثنائي مع إيلاء اهتمام خاص للإطار القانوني المسيّر للعلاقات بين البلدين· وناقش الوفدان سبل تعزيز أعمال جديدة في مجال التعاون قصد بعث التبادلات الثنائية لا سيما على مستوى الحدود المشتركة خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين لكلا البلدين· وبعد اختتام أشغال اجتماع اللجنة المختلطة استقبل السيد مدلسي عقب محادثاته مع السيدة مينداودو من قبل الرئيس النيجيري السيد مامادو تانجا· واستغلّ الرئيس النيجيري هذا اللقاء للإشادة بجهود رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل الصحراوي· كما استقبل رئيس الديبلوماسية الجزائرية من قبل رئيس الوزراء النيجري السيد سيني أومارو· وبعد تقييمها للمحادثات التي أجراها السيد مدلسي بنيامي وصفت وزيرة الشؤون الخارجية النيجيرية هذه المحادثات ب"الهامة" من حيث أنها سمحت بتسجيل تطابق في وجهات النظر و التحاليل حول المسائل التي تم التطرّق إليها مما يدل على ثبات و رسوخ العلاقات بين البلدين· كما يتجلى التطابق في التحليل في المسألة المتعلّقة بوضعية منطقة الساحل الصحراوي وضرورة توحيد الجهود بين دول الجوار حتى "تصبح مرتعا للسلام و جسرا للتضامن بين سكانها"·