كثيراً ما نلصق التصرفات السيئة وغير الحضارية للأشخاص بشهر رمضان، فترانا نطلق عبارة ''مسكين .. غلبو رمضان'' أو ''راهو صايم'' أو أنه''مرمضن'' أي مصاب برمضان، وهي عبارات تجسد تنصل الإنسان من مسؤوليته في التحكم في أعصابه أو الالتزام بالآداب العامة واحترام الغير، وكأنّ النظرة الاجتماعية السائدة تسوّغ للناس التصرف بعنف وعدوانية وتجيز لهم المحظور ماداموا ''ضحايا رمضان''، وهو بعيد عن ذلك تمام البعد. فإذا نشب شجار في سوق الخضر وتعالت الأصوات فإن أغلب الناس يجمعون على أن المتشاجرين ''غلبهم رمضان''، ولا يمر أحد بمشهد توقفت فيه حركة السيارات بإحد الطرق أو الشوراع وازدادت أصوات المنبهات، إلا ويقرّ بأن ذلك من ''فعلة رمضان''، وحتى إذا نسي أحد فعل شيئ نرجع ذلك إلى شهر الرحمة، بل وحتى إذا خرج أحدهم من البيت بهندام غير لائق فكان أضحوكة للناس في الشوارع والأماكن العامة يقال إنه ''مرمضن''. وإذا كان العلم يؤكد أن الجانب الغذائي والإدمان على مختلف المنبهات والسجائر وغيرها يؤثر على الجانب الفسيولوجي للصائم، فهذا ليس لتأكيد صحة تصرفات ''المرمضنين''، فجسم الإنسان باستطاعته التكيف مع كل الوضعيات، وإلا فقد يختل توازن كل الأشخاص، بينما يقر الدين الإسلامي بأن شهر الصيام يعري الإنسان ويبين مزاجه الحقيقي المختفي في غيره بل ويربيه ويعلمه الصبر والتحمل والالتزام بأسمى الأخلاق الإنسانية.