اعتبرت المديرية العامة للحماية المدنية شهر رمضان الجاري الأكثر دموية على الإطلاق بتسجيلها لأزيد من 159 حادثا مروريا مميتا أدى الى مقتل161 شخصا في ظرف قياسي لا يتعدى ال20 يوما أي بمعدل 8 قتلى يوميا منهم 134 رجلا، 14 امرأة و12 طفلا ويعد اليوم الأول و13 و21 من رمضان أيام ذروة بتسجيلها لحصيلة ثقيلة تتراوح ما بين 18 و15 قتيلا في يوم واحد فيما لم تتأخر أية ولاية عن تسجيل نصيبها من القتلى ضمن قائمة الضحايا واحتلت ولاية تيارت المرتبة الأولى ب15 قتيلا، علما أن جميع الحوادث سجلت ما بين الساعة 18 و20 أي قبيل الإفطار. تعددت الأسباب والموت واحد...هكذا هي حال الجزائريين خلال هذا الشهر الفضيل الذي أصبح فيه إرهاب الطرقات أحد النكهات الخاصة والثقيلة على قلوب الصائمين الذين ينامون ويستيقظون على أرقام مروعة لضحايا الطرقات على الرغم من الإجراءات الردعية وحملات التحسيس والتوعية والنداءات المتكررة التي تطلقها المصالح المعنية وعلى رأسها الحماية المدنية التي تجند أعوانها هذا العام بشكل خاص لتحسيس السائقين بضرورة التأني وأخذ احتياطاتهم خلال هذا الشهر الفضيل، لكن الرسالة لم تصل والأرقام خير دليل على ذلك. وتشير الإحصائيات اليومية لمصالح الحماية المدنية الى تسجيل 14 قتيلا أول أمس الأحد الذي يعد ثالث يوم دموي بتسجيله لأثقل حصيلة من القتلى وذلك منذ بداية شهر رمضان الذي عرف يومه الأول تسجيل 18 قتيلا دفعة واحدة كما سجل اليوم الثالث عشر منه 15 قتيلا في حوادث مرورية، ولم يفت يوم من هذا الشهر إلا وسجل فيه حادث مميت كما لم تستثنى أية ولاية من هذه الظاهرة التي أضحت تشكل إحدى النكهات المرّة لرمضان. وفي آخر حصيلة شهدت ال24 ساعة الماضية تسجيل 10 حوادث مرورية خلفت 14 قتيلا و15 جريحا موزعين على خمس ولايات من الوطن، كما شهدت أمس كل من العاصمة وبومرداس حادثين مروريين خطيرين تمثل الأول في اصطدام قطارين احدهما لنقل المسافرين والآخر لنقل البضائع وذلك على مستوى محطة النقل بالسكك الحديدية بقورصو، وأدى الحادث الى مقتل سائق القطار المخصص للمسافرين الى جانب إصابة 30 مسافرا بجروح متفاوتة الخطورة. كما انقلبت شاحنة كانت تحمل حاوية كبيرة وذلك على مستوى شارع جيش التحرير وتحديدا من على الجسر المؤدي الى حديقة التجارب بالحامة ولحسن الحظ فإن الحادث لم يخلف خسائر بشرية باستثناء إصابة السائق بجروح طفيفة كما تم تجنب كارثة بحيث لم تسقط الحاوية -التي لم تكن مثبة بشكل جيد- على القطار الذي كان يمر أسفلها وإلا لكانت الكارثة. وتنوعت حوادث المرور وأسبابها بين الاصطدام بين المركبات الذي خلف 90 قتيلا وانقلاب المركبات الذي تسبب في وفاة 35 شخصا بالإضافة الى الانحرافات التي أودت بحياة 8 أشخاص و24 شخصا صدموا بسيارات وشاحنات، كما حصد قطاع النقل بالسكك الحديدية نصيبه من الحوادث والقتلى بتسجيله لثلاث ضحايا منهم شخصان صدما وهما يقطعان خط السكة الحديدية وثالثهم سائق قطار قتل أثناء اصطدام قطارين نهار أمس على مستوى منطقة قورصو ببودواو بولاية بومرداس. وحسب المقدم برناوي نسيم المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، فقد بلغ عدد الجرحى قرابة ال400 جريح تم نقلهم جميعهم نحو المستشفيات المجاورة حيث تلقوا إسعافات عميقة فيما احتلت ولاية تيارت الصدارة من حيث عدد القتلى تليها ولايات الوسط كالبويرة، العاصمة، المدية وعين الدفلى ومن ثم تلمسان ومعسكر من جهة الغرب وباتنة والشلف من جهة الشرق ومقارنة بنفس الفترة من العام الماضي فقد ارتفعت حصيلة القتلى بأزيد من 30 بالمائة علما أن رمضان الماضي عرف 119 حادثا أودى بحياة 127 شخصا، كما ان إحصائيات مصالح الحماية المدنية تشير الى عدد الحوادث المسجلة في شهر رمضان تفوق تلك المسجلة في غيره من الشهور وهو ما لم يجد له المختصون أي تفسير منطقي، علما أن معظم الحوادث المسجلة سببها الإفراط في السرعة والتجاوزات الخطيرة وعدم احترام مسافة الأمان.