بقي الغموض يلف الوضع في العاصمة الليبية، أمس، وسط تواتر معلومات عن سقوط أجزاء كبيرة منها بين أيدي مقاتلي المعارضة وبقاء مصير العقيد معمر القذافي مجهولا وهو الذي كان يؤكد مواصلة المقاومة إلى آخر لحظة في حياته. وبينما اندلعت معارك ضارية استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة تارة والمدفعية الثقيلة تارة أخرى، صباح أمس، بمحيط مقر العقيد الليبي بباب العزيزية أعلنت المعارضة اعتقالها لاثنين من أبناء القذافي وهما نجله الأكبر محمد وسيف الإسلام. وفي الوقت الذي أكد فيه شهود عيان اندلاع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وأنصار القذافي في عديد الأحياء ووسط العاصمة خاصة بمنطقة الميناء وتواجد قناصة موالين للنظام على أسطح المباني، قال رئيس الدبلوماسية الايطالية إن قوات القذافي تسيطر فقط على 10 إلى 15 بالمئة من العاصمة. وبدخولهم العاصمة طرابلس دعت المعارضة القوات الموالية للعقيد القذافي بتسليم السلاح على جبهة البريقة التي لا تزال تشهد مواجهات عنيفة بين الجانبين. وتوقع احمد عمر باني المتحدث العسكري باسم المعارضة استسلام القوات النظامية وانسحابها باتجاه رأس لانوف ثم مدينة سيرت. وأفادت معلومات أن أعضاء من المجلس الانتقالي الوطني الذي شكلته المعارضة المسلحة في بنغازي توجهوا إلى العاصمة للتمركز فيها. وهي المعلومات التي تطابقت مع تصريحات محمود نكوح ممثل المعارضة في العاصمة لندن والذي أعلن انه ''سيتم قريبا تحويل مقر المجلس الانتقالي الوطني من بنغازي إلى طرابلس والذي سيقوم بتشكيل حكومة انتقالية جديدة تتولى تسيير شؤون البلاد وخدمة كل أبناء الشعب الليبي في كل المدن''. وأكد نكوح الذي عين على رأس التمثيلية الليبية في العاصمة البريطانية بداية أوت الجاري بعد اعتراف بريطانيا بالمجلس الانتقالي أنه لا يحوز على اية معلومات حول مصير القذافي لكنه أكد أن المقاتلين يبحثون في كل مكان إلى غاية العثور عليه وتسليمه للعدالة. وبخصوص نجلي العقيد الليبي المعتقلين أكد ممثل المعارضة في لندن أنهما ''يعاملان بطريقة جيدة وأن المجلس يقوم بأفضل ما يمكن من اجل تسيير سلمي للوضعية في البلاد''. من جهة أخرى، أفادت معلومات أمس، ان محمد السنوسى قائد الكتائب الأمنية ونجل رئيس جهاز المخابرات الليبي لقي مصرعه في اشتباكات جرت في طرابلس بعد سيطرة المعارضة عليها. وقالت المصادر إن قيادات عسكرية ميدانية تابعة لكتائب العقيد الليبى معمر القذافى قامت بتسليم سلاحها إلى المعارضة بعد مقتل السنوسى. وأشارت إلى أن مقاتلي المعارضة دخلوا طرابلس وسيطروا عليها بشكل شبه كامل في الساعات القليلة الماضية وأن شبكة ''سكاى نيوز'' التلفزيونية البريطانية بثت صورا للمقاتلين أمام باب العزيزية معقل الزعيم الليبي.