سطر المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة برنامجا ثقافيا مكثفا يتماشى والشهر الفضيل وذلك تحت رعاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كما حرص المركز على فتح أبوابه لجميع الجمعيات والشخصيات الثقافية والعلمية التي تريد إثراء الثقافة الإسلامية الأصيلة الرامية إلى وحدة الأمة الجزائرية وفق المرجعية الدينية الوطنية. التقت ''المساء'' مع الأستاذ السائح عبد القادر المكلف بتسيير المركز الثقافي الإسلامي الذي تحدث عن البرنامج الرمضاني الذي احتضنه المركز طيلة الشهر الفضيل والمستمر إلى غاية نهايته. برمج المركز الثقافي الإسلامي مجموعة من الأنشطة الثقافية والعلمية منها الندوات والمحاضرات وكذا تصفيات مسابقة حفظ القرآن الكريم وذلك بالتنسيق مع جمعية حراء، فعلى سبيل المثال افتتح في اليوم الرابع من الشهر الكريم البرنامج الثقافي بمحاضرة علمية نشطتها الدكتورة فضيلة أبو عمران المختصة في أمراض الطب الباطني بالمستشفى الجامعي نفيسة حمود والدكتورة منال زبيري المختصة في أمراض النساء والتوليد وقد حملت هذه الندوة عنوان ''نصائح طبية للمرضى والأصحاء'' وركزت فيها الطبيبتان على الحكمة من الصيام من الجانب الصحي وعلاقته ببعض الأمراض التي تنجم عن الإفراط في الطعام، كما أسهبتا في إعطاء بعض النصائح لبعض الأمراض المزمنة منها -مثلا- داء السكري مع الترخيص للمريض المستعصي بعدم الصيام بناء على القاعدة الشرعية والرأي الطبي المتلازمين اللذين يحفظان الروح البشرية وهي أغلى شيء عند بني البشر في مختلف الأديان السماوية. المحاضرة الثانية التي نظمها المركز كانت بعنوان ''شهر رمضان فرصة للمغفرة والمراجعة''، نشطها فضيلة الدكتور محمد عبد النبي ومما جاء فيها أن رمضان شهر مفضل عن باقي الأشهر، حيث ذكره اللّه باسمه (سماه) في الكتاب العزيز فقال ''شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن'' في حين لم يذكر أي شهر آخر في القرآن. إذا كانت الحسنة في سائر الأشهر ب10 أمثالها إلى أن تضاعف إلى 700 ضعف فما بالك في الشهر الكريم الذي يعرف بصعود التنافس على الخيرات بين المسلمين وفيه قال الرسول الأكرم ''شهر كله بركة أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار''، إنه الشهر الذي فضله اللّه فأنزل فيه القرآن الكريم على نبيه الخاتم وفيه ليلة هي أحسن من ألف شهر نترقبها في العشر الأواخر (أيام الوتر) لذلك تزداد الطاعات والعبادات للنيل من فضلها، علما أن اللّه يتجلى فيها في السماء الدنيا ليرحم ويغفر لعباده. رمضان-حسب ما جاء في المحاضرة- هو أيضا شهر الانتصارات، قاد فيه الرسول الكريم الغزوة الأولى وهي بدر الكبرى في اليوم ال17 منه والتي أنزل فيها اللّه ملائكته تقاتل مع الرسول وصحبه وسماها في كتابه ''الفرقان''. استقبل المركز الثقافي الإسلامي أيضا في الأسبوع الثالث من رمضان الدكتور محمد الأمين بلغيث من جامعة الجزائر، حيث نشط محاضرة بعنوان ''الذكرى المزدوجة ل20 أوت وفتح مكة'' علما أن ذكرى الحدثين التاريخيين وبقدرة الله تزامنا في نفس اليوم (20 أوت و20 رمضان) هذه السنة فقد فتحت مكة يوم 20 رمضان والهجوم على الشمال القسنطيني في 20 أوت وعقد مؤتمر الصومام كذلك. 20 أوت 1956 يتزامن ومؤتمر الصومام وهو تاريخ أراده مجاهدو الثورة أن يقفوا فيه وقفة مع الذات ولتقييم مسار الثورة وبالتالي خرجوا باستراتيجية أكثر دقة في التنظيم والتنسيق وإعادة هيكلة رتب الجيش والمناطق التي حولت إلى ولايات مع وجود الولاية السادسة، كما أن هذه الذكرى التي تزامنت مع فتح مكة والتي دخلها الرسول الأعظم بجيش مجرد من السلاح فاتحا إياها حينها قال له أحد أصحابه ''يا رسول اللّه إنه يوم الملحمة'' فردّ عليه الرسول ''بل هو يوم المرحمة'' وقال أيضا قولته المشهورة لأهل قريش ''ما تظنون أني فاعل بكم اليوم، قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، فقال اذهبوا فأنتم الطلقاء'' في هذا اليوم أيضا حطم الرسول الأصنام التي كانت في فناء الكعبة وفتحها وصلى بداخلها. نظم المركز أيضا يوم21 أوت محاضرة نشطها المجاهد والسفير السابق رابح مشحود والتي كانت بعنوان ''20 أوت 55 ملحمة تاريخية خالدة''. المحاضر شاهد على عمليات الهجوم على الشمال القسنطيني والتي وقعها الشهيد زيغود يوسف رفقة بعض المجاهدين منهم من استشهد ومنهم من هو حي يرزق. أسهب المحاضر في سرد الوقائع بدقة باعتباره عاشها وشارك فيها، متوقفا عند أسبابها وأهدافها ومنها طبعا رفع الضغط على منطقة أوراس النمامشة التي شهدت انطلاق شعلة الثورة في الفاتح من نوفمبر 1954 والتي استهدفتها فرنسا لوأد الثورة. أحداث الشمال القسنطيني أعطت درسا في التضحية والفداء وتحديا لفرنسا، حيث انفجرت في منتصف النهار جهارا كدليل على عدم الخوف من بطش المستعمر. نشاطات أخرى نظمها المركز الثقافي الإسلامي منها مسابقة حفظ القرآن الكريم التي شملت الذكور والإناث من مختلف الأعمار والتي ستسلم جائزة الفائز فيها هذا الخميس 25 أوت على العاشرة ليلا بقاعة ابن زيدون برياض الفتح. يستضيف المركز يوم 25 أوت على الثانية زوالا فضيلة الشيخ محمد الهادي الحسني في محاضرة بعنوان ''الإسلام الرسالة الخالدة''، حيث سيتطرق إلى كل ما يتعلق برسالة المصطفى الحبيب -صلى اللّه عليه وسلم- خاصة فيما يتعلق بالتكافل الاجتماعي والعلاقات بين بني البشر وفي التنظيم الاقتصادي وغيرها من أسس التعاليم المحمدية.