أحيا ليلة أوّل أمس مطرب المالوف العنابي حمدي بناني حفلا ساهرا بقاعة دار الشباب ''الشهيد تيكودان مصباح'' بفرجيوة ولاية ميلة، حيث أمتع عشّاق هذا الفن بوصلات موسيقية تجاوبوا معها وصفّقوا لها كثيرا. تدخل هذه الحفلة الفنية ضمن البرنامج الذي سطّرة مديرية الثقافة لولاية ميلة، قصد تنشيط السهرات الرمضانية وتفعيل الحركة الثقافية بالولاية بعد الركود الذي عرفته خلال السنوات الفارطة، وفي هذا السياق، برع الفنان حمدي بناني وتألّق كعادته في تقديم وصلات موسيقية بقالب عصري أمتع بها الجمهور الفرجيوي المتعطش لمثل هذه القعدات المميّزة، خاصة مع فنان له تجربة طويلة وسجل فني حافل بالأعمال. وفي حديث خصّ به ''المساء'' أبدي الفنان إعجابه الشديد بالجمهور الفرجيوي الذي تفاعل معه وهذا دليل -كما قال- على أنّ المالوف لن يزول ما دام هناك عشّاق ومحبّون له في كلّ مكان لازالوا يهتمّون بهذا التراث الأصيل، أضف إلى ذلك استقبال الجمهور لنا في فرجيوة بعبارات الحب والود لدليل آخر على تعلّقه بهذا الفن الأصيل وحبّه للكلمة الصادقة والنظيفة. وعن جديده، أوضح محدّثنا أنّه أصدر مؤخرا 16 قرصا مضغوطا ألزمه ثلاثة أشهر من التحضير والتسجيل داخل الأستديو، كما كشف أيضا عن جولات فنية مبرمجة قريبا عبر مختلف أنحاء الوطن وكذلك خارج الوطن، حيث سينشّط سهرة فنية في باريس نهاية هذا الشهر رفقة بعض المطربين الجزائريين المعروفين . وعن سؤال حول مستقبل المالوف، أكّد بناني أنّه بخير ما دامت هناك مدارس وجمعيات استطاعت أن تحمي هذا التراث الثقافي وأن تأخذ على عاتقها عملية تكوين الشباب، مضيفا أنّ سرّ تألّق وبقاء المالوف العنابي في مواكبته للعصر، وقال ''قمت بإدخال بعض الأجهزة والآلات العصرية تماشيا والتغييرات الحاصلة حتى نعطي له نفسا جديدا يحميه من الاندثار والزوال، ويرقى إلى ذوق عشّاقه دون المساس بالجوهر والمضمون''. وفي ختام حديثه، شكّر بناني القائمين على هذه المبادرة وحيا جمهور فرجيوة الذي تفاعل معه طيلة السهرة.