اختتمت سهرة أوّل أمس بقصر ''الثقافة والفنون'' لمدينة سكيكدة فعاليات الطبعة الثامنة للموسيقى الأندلسية التي احتضنتها عاصمة روسيكادا طيلة أيام شهر رمضان المعظّم محوّلة لياليها إلى أفراح وأعراس حضرتها العائلات السكيكدية بأعداد كبيرة جدّا لتستمتع بالعروض الفنية الراقية التي قدّمتها الفرق الفنية المشاركة وكذا كبار مطربي الطرب الأندلسي والشعبي والمالوف الأصيل المستمد كلّه من عمق التراث الجزائري ممن أرقصوا روسيكادا إلى غاية ساعات جدّ متقدّمة من الليل فكانت سكيكدة عروسا بأتم معنى الكلمة. حفل الاختتام نشّطته جمعية ''المطربية'' للبليدة التي قدّمت باقة من الأغاني الأندلسية المستمدّة من التراث التي تراوحت ما بين الحوزي والعروبي والنوبة لتختمها بالمديح وما زاد في جمالية الحفل الأداء المتميّز للفرقة البليدية التي شدّت إليها أسماع وأنظار السكيكديين، حيث جسّد لباسهم التقليدي الأصالة بأسمى معانيها. أمّا جمعية ''الانشراح'' للجزائر العاصمة فقد قدّمت بدورها مجموعات من الوصلات الغنائية التراثية أخذت معها من خلالها عاصمة روسيكادا في سفرية إلى الزمن الأندلسي لتستمر القعدة الرمضانية إلى غاية ساعة متأخرة من الليل. أمّا على مستوى المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، فقد تأسّفت العائلات الكثيرة التي قصدته سهرة أوّل أمس السبت لإلغاء الحفل الذي كان من المقرّر أن تحييه المطربة الكبيرة نعيمة الدزيرية والمندرج في إطار نفس الفعاليات. ولابد من الإشارة إلى النجاح الباهر الذي حقّقته هذه الطبعة على جميع الأصعدة بعد أن سخّرت كلّ من مديرية الثقافة للولاية وقصر ''الثقافة والفنون'' كلّ إمكاناتهما من أجل إعطاء هذه الطبعة الناجحة نكهة خاصة مما يؤهّلها لأن تكون مستقبلا مهرجانا مرسما يليق بمقام جوهرة الشرق الجزائري سكيكدة على الرغم من أنّ العديد من الفنانين المحترفين المحليين ورجالات الأدب وحتى العائلات تتمنى أن تحوّل ليالي سكيكدة في طبعتها المقبلة إلى ليالي سكيكدة للموسيقى الأندلسية المغاربية وذلك للقواسم المشتركة الموجودة بين هذا الطرب الأصيل الذي يعشقه السكيكديون كثيرا في منطقة المغرب العربي الكبير.