يواصل الطرف الفلسطيني مساعيه لإنجاح خطوته في افتكاك اعتراف دولي بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة عبر منظمة الأممالمتحدة الشهر الحالي. وفي هذا السياق، من المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابا أمام الجمعية العامة الأممية في 23 من الشهر الجاري للمطالبة باعتراف دولي بدولة فلسطين القائمة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وفقا لخارطة الطريق القائمة على حل مبدأ الدولتين. وسيسبق الرئيس محمود عباس خطابه بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في 20 من الشهر الجاري بتقديمه طلبا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يقضى بانضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة وذلك أثناء انعقاد الجمعية العامة للمنظمة الدولية على الرغم من معارضة إسرائيل والولايات المتحدة. وبحسب رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية فإنه تبقى فقط اعتراف دولتين لتحصل فلسطين على ثلثي أصوات الدول الأعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة البالغ عددها 193 دولة وبالتالي قبول طلبها بالانضمام إلى الهيئة الأممية. وضمن هذه المساعي تلقى الرئيس عباس أمس اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء اليونانى جورجيو باباندريو تباحثا خلاله الجانبان مسألة التوجه إلى الأممالمتحدة من أجل نيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية إضافة إلى العلاقات الثنائية بين فلسطين واليونان. ومع اقتراب موعد تقديم الطلب الفلسطيني صعدت حكومة الاحتلال الإسرائيلية وعيدها ضد الفلسطينيين في حال أصروا على مطلبهم في إقامة دولتهم المستقلة، إلى درجة ان وزير المالية الإسرائيلي يوفال ستنيتز ذهب إلى حد اعتبار أن انضمام دولة فلسطين إلى المنظمة الأممية يشكل تهديدا اخطر من ذلك الذي تشكله حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' في قطاع غزة. وتوعد الطرف الفلسطيني بأن هذه المبادرة لن تبقى دون رد، في إشارة واضحة إلى ان إسرائيل ستكثف من اعتدائها وقد تشن عدوانا خطيرا على الفلسطينيين. ولان الخطوة الفلسطينية ونجاحها يبقى أيضا مرهونا بوحدة الصف الفلسطيني وتطبيق المصالحة التي أنهت أربع سنوات من الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني فإن كلا من الرئيس عباس وإسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة أكدا في اتصال هاتفي على استمرار العمل لإتمام المصالحة. وجاء في بيان صادر عن مكتب هنية أورده أمس المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حركة ''حماس'' أن عباس وهنية بحثا سبل التحرك للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة. وأضاف أن رئيس الحكومة المقالة تدارس مع الرئيس عباس في الكثير من الأمور الهامة وهنأه بحلول عيد الفطر المبارك. وكان الرئيس الفلسطيني أجرى في العاشر من أوت الماضي اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة المقالة هنأه بشهر رمضان وتم خلال الاتصال تأكيد أهمية المضي في عملية المصالحة الفلسطينية التي تم الاتفاق عليها برعاية مصرية. من جهة أخرى، حذر مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية من إقدام المستوطنين اليهود على ارتكاب مجازر ضد الشعب الفلسطيني بعد ان شرع الاحتلال الإسرائيلي بتزويدهم بالمزيد من السلاح مع قرب التوجه إلى الأممالمتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وحمل البرغوثي حكومة المستوطنين مسؤولية ما قد يقدمون عليه من جرائم ضد الفلسطينيين متهما إسرائيل بإعداد العدة ضد الشعب الفلسطيني من خلال الإعلان عن نواياها المبيتة. وأشار إلى أن شروع جيش الاحتلال بخطة عمل لتدريب المستوطنين على كيفية التعامل مع الفلسطينيين في حال تم الإعلان عن الدولة الفلسطينية هو ''دليل قاطع على ذلك''. وهو ما جعله يؤكد على أن ''أساليب الترهيب لن تخيف الشعب الفلسطيني وأن جيش الاحتلال والمستوطنين يعكفون على ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين عبر تدريب المستوطنين على إطلاق الرصاص الحي''. وكانت صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية كشفت ان قوات الاحتلال تقوم بتدريب المستوطنين على إطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين إذا اقتربوا من المستوطنات الإسرائيلية.