يواصل الطرف الفلسطيني تمسكه بموقفه في التوجه إلى الأممالمتحدة شهر سبتمبر المقبل من أجل طلب الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة القائمة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وكشف صائب عريقات عضو منظمة التحرير الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس بصفته رئيسا لدولة فلسطين سيقدم طلب العضوية في الأممالمتحدة حسب القانون ولن تقوم به جامعة الدول العربية كما سبق وتداولته مختلف وسائل الإعلام. وأوضح المسؤول الفلسطيني أن خطوة الرئيس عباس تأتي كي لا تمس مكانة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. كما ثمن عريقات الموقف العربي بدعم مشروع إعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل عبر التوجه إلى الأممالمتحدة والتحرك للحصول على العضوية الكاملة في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي. ووجه عريقات دعوة للعالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 وبعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة. وأكد أن التوجه إلى المنظمة الأممية جاء بناء على موقف الحكومة الإسرائيلية التي دمرت عملية السلام باختيارها الاستيطان على حساب المفاوضات. ويزداد إصرار الطرف الفلسطيني على هذه الخطوة بعد فشل كل المساعي الرامية إلى إحياء عملية السلام المتعثرة منذ سنوات بين الفلسطينيين وإسرائيل سواء من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية أو باقي المجموعة الدولية. وهو الفشل الذي جعل وزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي يستبعد نجاح جهود اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط لاستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وقال في تصريح صحافي، أمس، إن ''اللجنة الرباعية باتت لا تملك الإمكانيات اللازمة للوصول إلى أي قاعدة تسمح بانطلاق المفاوضات المتعثرة منذ أكتوبر الماضي''. واعتبر المالكي ''أن أي محاولة من الرباعية من أجل العودة للمفاوضات هي محاولة فاشلة لن تعود بأي نفع وهذا الفشل يؤكد مرة أخرى أن موضوع المفاوضات لم يعد قائما على الطاولة مع الحكومة الإسرائيلية''. وعقدت اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة آخر اجتماعاتها في 11 من الشهر الجاري في واشنطن لبحث جهود دفع استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلا أن خلافات بين أعضاء اللجنة عطلت خروج الاجتماع ببيان يحدد أسس الدعوة لاستئناف مفاوضات السلام. وأكد الوزير الفلسطيني أن الاجتماع شهد ''تراجعا'' أمريكيا عن أسس عملية السلام التي كان حددها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه في أفريل الماضي بشأن حل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام .1967 واعتبر المسؤول الفلسطيني أن المساعي الفلسطينية لدى كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا ''ساهم إلى حد كبير وبالتحديد في منع صدور بيان من اللجنة الرباعية كونه كان سيحمل تراجعا كبيرا عن المواقف السابقة وخطاب أوباما''. وذكر أن هذا البيان في حال صدر وفق ما تردد عن تضمنه مطالبة الجانب الفلسطيني بضرورة الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل مقابل الاعتراف بحدود عام 1967 '' فقد كان سيترك حرجا وضغطا كبيرا على القيادة الفلسطينية''. والحقيقة ان اللجنة الدولية الرباعية من اجل السلام في الشرق الأوسط ومنذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي لم يسبق لها ان أحرزت أي نقطة ايجابية في مسار تسوية القضية الفلسطينية بل بالعكس فقد تميز دورها بالخمول إلى درجة ان وجودها من عدمه أصبح أمرا سيان. وهو ما افقدها كل مصداقية وجعل الطرف الفلسطيني ومعه الجانب العربي يبدل تحركات دبلوماسية مكثفة في الفترة الأخيرة من أجل حشد أكبر دعم ممكن لافتكاك اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في مواجهة التعنت الأمريكي الرافض لهذه الفكرة والمصر على رفع ورقة الفيتو داخل مجلس الأمن لمنع تمرير هذا المطلب. وقد انتقد عريقات الموقف الرسمي للولايات المتحدة الذي أبلغته للقيادة الفلسطينية أنها ستستخدم الفيتو بمجلس الأمن ضد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية وستفرض عقوبات على القيادة الفلسطينية. وقال ''لا نرى أي مبرر للموقف الأمريكي باستخدام الفيتو وندعو الإدارة الأمريكية للعمل على إعادة النظر بموضوعية إزاء هذا الموقف خاصة أنها فشلت في تثبت عملية السلام وإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان''.