أكد مشاركون في الدورة ال10 من الألعاب الإفريقية، أن العاصمة الموزمبيقية مابوتو ''غير مستعدة'' لاحتضان هذا الحدث الذي انطلق بها يوم السبت الفارط. ويشاطر هذا الرأي عديد الوفود المشاركة في هذا الموعد الرياضي الإفريقي العاشر، بما أن سوء التنظيم واضح للعيان في الوقت الذي توجد فيه بعض المنافسات على غرار كرة الطائرة (نساء ورجال) عل سبيل المثال في يومها الثالث. في هذا الصدد، أعرب عدد كبير من المسؤولين الرياضيين عن امتعاضهم من الوضعية التي توجد عليها المنشآت والهياكل التي تحتضن المنافسات والغياب الواضح للتنظيم لدى المشرفين حيث أشاروا ''إلى أن مابوتو غير مستعدة لاحتضان حدث من هذا المستوى، سواء من حيث التنظيم أو الهياكل باستثناء الملعب الجديد بمابوتو الذي تم استلامه بمناسبة تنظيم هذه الألعاب''. ومن الأمثلة الواضحة عن غياب الجدية لدى المنظمين المحليين عدم الاكتراث الكلي بوصول الدفعة الثانية من الوفد الجزائري صبيحة أول أمس الأحد (00:04 سا) إلى مطار مابوتو، حيث لم يولي أي مسؤول في لجنة التنظيم أي أهمية لاستقبال الوفد المتكون من أكثر من 200 شخص بين رياضيين ومرافقين برئاسة وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار. وهو سلوك غير مبرر من المنظمين، حيث أعطوا بذلك برهانا عن عدم الجدية والاستخفاف الصارخ للجنة التنظيم والتي عرفت ذروتها عندما اضطر أعضاء الوفد الجزائري بعد أن أضناهم التعب وحاجتهم إلى الراحة بعد الرحلة التي دامت 12 ساعة للبقاء في الانتظار لأكثر من ثلاث ساعات من أجل إجراءات إدارية وذلك بحجة تواجد عون إداري واحد فقط تم تسخيره لهذه المناسبة. لا عمل يوم الأحد ويبقى العزاء الوحيد يتمثل في قرية الألعاب التي تستقبل الرياضيين ومؤطريهم التي توفر بعض وسائل الراحة المقبولة في مجال الإيواء والإطعام حتى وإن كان الرياضيون الجزائريون قد اضطروا للانتظار عديد الساعات قبل الالتحاق بغرفهم حيث لازالت تجري في بعضها أعمال النجارة والسباكة والكهرباء. ''انه يوم الأحد وهو يوم عطلة هنا'' يجيب بعض الأشخاص المكلفين بالتنظيم على مستوى القرية بنوع من التهكم واللامبالاة. وهو نفس السيناريو بالنسبة لإجراءات الاعتماد، حيث لم يوجد هناك أي عون وذلك بعد عدة ساعات من انتظار عديد الصحفيين الأفارقة الذين لم يفهموا كيف يمكن إسناد تنظيم مثل هذا الحدث لبلد لا يستطيع التحكم حتى في أقل قدر من التنظيم. في هذا الصدد أكد أحد الصحفيين الكونغوليين موجها كلامه لعضو من الممثلية الدبلوماسية لبلاده ''إنني مندهش لمثل هذا المستوى من اللامبالاة وعدم الاكتراث من قبل المنظمين''. وأضاف قائلا ''تخيلوا إننا هنا منذ الليلة الماضية وقضينا ليلتنا في العراء ولم نجد أي شخص نتحدث إليه أو يشرح لنا ما يجب فعله أو إلى أين نذهب''. وتابع يقول موجها كلامه للدبلوماسي ''وبعد ذلك يقال لنا إننا نفتقر إلى الكفاءة وأننا لا نقوم بعملنا كما يجب''. أما الجانب السلبي الآخر فيتعلق ببرنامج المنافسات الذي يعرف تغييرات غير معقولة تتراوح بين ساعتين وسبع ساعات دون إعطاء أي تفسير لذلك كما هو الحال بالنسبة للفريق الوطني لكرة الطائرة رجال الذي كان لزاما عليه انتظار عديد الساعات من أجل إجراء ثاني لقاء له (ضد الكاميرون) مع كل ما يترتب عنه من صعوبات، لاسيما فيما يخص التحضير والتركيز، فبعد أن كانت مبرمجة (المقابلة) على الساعة السابعة مساء (00 :19 سا) انطلقت أخيرا على الساعة الحادية عشر مساء (00 :23 سا) لتنتهي غداة ذلك على الساعة الواحدة صباحا (00:01 سا)، وقد فازت الجزائر في المبارة مما يسمح لها بمواصلة باقي المشوار ضمن مجموعتها في أفضل الاستعدادات الممكنة بما أن تحقيق نجاح آخر ضد نيجيريا سيفتح لهم الأبواب إلى خوض غمار الدور النصف نهائي وهو الهدف الذي حققته لاعبات فريق كرة الطائرة اللاتي استطعن في نفس اليوم افتكاك ثالث فوز لهن على التوالي ضد السنغال (3-0) في انتظار الدور النهائي الذي سيجري غدا الأربعاء ضد كينيا والذي سيكون نسخة معادة عن البطولة الإفريقية الأخيرة. (وأج)