فند السيد عمار غول وزير الأشغال العمومية، الأخبار التي أثيرت حول توقف أشغال إنجاز الأشطر المتبقية من مشروع الطريق السيار بمقطعيه الأوسط والشرقي، مؤكدا في تصريح ل''المساء'' بأن تسليم هذا المشروع الاستراتيجي سيتم وفق الآجال المحددة، فيما أكدت مصادر مشرفة على المشروع في الميدان بأنه مع نهاية السنة الجارية سيتم فتح كل المقطع الرابط بين تلمسان إلى غاية منطقة الذرعان بولاية الطارف، على أن تستكمل العشر كيلومترات الأخيرة الرابطة بالحدود مع تونس خلال الأشهر الأولى من العام المقبل. وطمأن وزير الأشغال العمومية، ردا على ما أثير حول توقف ورشات إنجاز الأشطر المتبقية من المشروع، سواء تلك التي يشرف عليها المجمع الياباني ''كوجال''، بشرق البلاد، أو تلك التي يتكفل بها المجمع الصيني ''سيتيك سي ارسيسي'' بالوسط، مؤكدا في تصريح ل''المساء''، على هامش الزيارة الميدانية التي قام بها، أول أمس، إلى ولاية تيبازة، بأن المشروع سيسلم في الآجال التي تم تحديدها والتي سبق وأن أعلن عنها قبل شهر بمناسبة الاجتماع التقييمي الذي خصه رئيس الجمهورية للقطاع. وأوضح الوزير بأن الجزء المتبقي من المقطع الأوسط من المشروع والذي يضم، بشكل أساسي، أنفاق ''بوزقزة'' ويربط بين ولايتي بومرداس والبويرة على مسافة 27 كلم، سيسلم في نوفمبر المقبل، مشيرا إلى أن التضاريس الوعرة التي تميز المنطقة هي التي تسببت في تأخر استكمال هذا المقطع وليس شيئا آخر. من جانب آخر، نفى السيد غول أن تكون الحكومة قد تأخرت عن دفع دينار واحد من مستحقات المجمع الياباني ''كوجال'' المكلف بإنجاز الشطر الشرقي من مشروع الطريق السيار، موضحا بأن مجمع ''كوجال'' استلم كل حقوقه المالية، طبقا لما تنص عليه بنود العقد الذي أبرمته معه الوكالة الوطنية للطرق السريعة، وأنه يتعين عليه من جانبه الالتزام بالعقد وتسليم ما تبقى من المقطع في الآجال المحددة. كما ذكر في نفس السياق بأن المجمع الياباني استفاد من تسهيلات ضخمة من قبل السلطات العمومية، ومنها تسبيقات مالية معتبرة للانطلاق في المشروع بلغت قيمتها 80 مليار دينار، مشيرا إلى أن السلطات العمومية تفهمت المجمع فيما يتعلق ببعض الظروف التي أخرت المشروع، ولا سيما منها تلك التي لها صلة بالمناخ والطبيعة الجيولوجية للمسلك الشرقي، غير أن المجمع اعترضته أيضا مشاكل داخلية محضة لا علاقة للسلطات العمومية بها. وفي سياق متصل علمت ''المساء''، أمس، من مصادر مشرفة على ''مشروع القرن'' في الميدان، أن أشغال المقطع الشرقي تسير على أحسن وجه، حيث بلغت عمليات تهيئة الأنفاق الستة الرابطة بين ولايتي قسنطينة وسكيكدة مراحلها الأخيرة، وأكدت نفس المصادر أنه تمت معالجة المشاكل التقنية المتعلقة بانزلاق الأرضية بهذا الموقع وأنه سيتم فتح جهة واحدة من المقطع الذي يمتد إلى غاية الحدود مع ولاية الطارف في غضون نهاية السنة الجارية، ويتزامن ذلك مع عملية استكمال تجهيز تلك الأنفاق. مشيرة إلى أن المجمع الياباني الذي تمكن أيضا من إيجاد الحلول التقنية المواتية لمشكل التشبع بالمياه الذي يميز آخر عشرة كيلومترات من المقطع الشرقي على إقليم ولاية الطارف، سيسعى إلى استكمال هذا الجزء الصعب خلال السداسي الأول من السنة المقبلة. كما أكدت لنا مصادرنا استعداد الوكالة الوطنية للطرق السريعة لفتح أنفاق ''بوزقزة'' أمام حركة المرور على جهة واحدة مطلع شهر نوفمبر المقبل، على أن يتم فتح الجهة الثانية في شهر ديسمبر على أقصى تقدير، مؤكدة بالتالي بأنه سيكون بإمكان مستعملي الطريق السيار شرق - غرب التنقل عبر كل المقطع الرابط بين الحدود الغربية للوطن إلى غاية منطقة الذرعان بولاية الطارف ابتداء من نهاية العام الجاري. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع الطريق السيار شرق - غرب الذي يحمل أبعادا تنموية هامة كونه يضمن الربط بين العديد من المرافق الاقتصادية والحضرية للبلاد ويفك العزلة عن مناطق عديدة من الوطن، تقدر تكلفة إنجازه 11 مليار دولار، وسيتم تدعيمه بمرافق خدماتية متعددة، على غرار 42 محطة للخدمات والراحة التي أوكلت للمؤسسة العمومية ''نفطال''، والتي يرتقب أن تستكمل برنامجا أوليا يضم 14 محطة قبل نهاية العام الجاري.